معلومات عن منى غنيم

معلومات عن مني غنيم



مني غنيم (عندما يغتنم الحرف ) نقد بقلم احمد راشد

  • النقد سلاح ذو حدين ممكن ان يؤدى الي صنع كاتب جيد و يجعلة يبدع اكثر و ممكن ان يصيب كاتب قد فنظر ناقد احدث لدية القدرة علي الابداع بقتل ما بداخلة من ابداع فكيفية النقد تختلف من ناقد لاخر و لكن الناقد الجيد هو من يستطيع ان يجعل من نقدة منبرا يتعلم منة الكاتب


    النقد هنا لقاريء و ناقد علي الفيس بوك و له الكثير من الدراسات النقدية علي مجموعة من القصص . ا احمد راشدفى ارجوحة الشوق


    يتارجح قلبي


    ينتظر بزوغ الفجر


    من اوتار جيتار


    طائر يصدح علي نافذتي


    فترقص حولى الاماني


    صوتا حريرى الصدى


    يغنى لقلبى قبلا عبقرية التلحين


    ترقص السعادة و الحب علي لحنها


    امير من عصر الضياء هو


    لة سجد العشق يطلب الامان


    ااة ايها الساكن روحى و عيني


    ما اظما الابصار اليك


    دعنى اذوب فاتون راحتيك


    اجرى نهرا فشرايينك


    دع عصافير اناملك ….


    تطوق خصري


    وراقصني


    تحت امطار نظراتك الدافئه


    مني غنيم


    ***

    حالة حالمة ربما غطتها غيوم الواقع الملبدة بامطار التساؤل عن مستقبل يرجو جميع انسان ان يصبح اروع من سابقة ، و فمثل هذة الحالة كم يصبح رائعا ان يمتلك الاديب القدرة علي مداعبة افكارة للمجيء بمثل هذة الصور الجميلة و العالم الرائق و العبارات العذبة التي تشعر بها بموسيقي تحيط بك من جميع مكان و ربما ارسلت اليك طيورا من نور تغرد بين يديك تقول لك : جاءك طوق نجاة من همومك فتمسك بة و لو قليلا.. و لولا ان الشاعرة اسعدتنا بما كتبت ما كتبت ذلك شكرا لها علي ما جادت بة علينا .


    تبدا القصيدة بالجملة فارجوحة الشوق ، اذا نحن امام شوق علي شدتة الا انه عذب و ليس شوقا كما يقال عنة علي احر من الجمر ، و تاتى كلمة الارجوحة لتحمل ذلك الشوق كى تبين اريحية العالم الذي هى فية .. انها مبدعة علي الرغم من شدة اشتياقها الا انها متفائلة تبدو هادئة لا يعتريها توتر المحبين ، و لكن لماذا لا تتوتر و هى فحالة شوق عارم؟هل لانها متاكدة و مطمئنة الي ان ما تريدة سيتحقق لا محالة و لذا هى تغنى و كانها توزع علينا صكوك الطمانينة بحتمية تحقق ما تريد ؟ كانة ايضا ، بعدها بعد هذا يتارجح قلبها اذ هو ليس ساكنا ثابتا منتظرا بل انه يقوم بفعل التارجح مما يدل علي استمتاعة بهذة الارجوحة ، و مع ذلك الانتظار لبزوغ الفجر يبدو ذلك القلب ربما اسلم نفسة الي عالم احلامة فانفتحت حديقة الصور الرائعة من انامل شاعرتنا العزيزة ..


    كم هو جميل ان يصبح الفجر البازغ من اوتار جيتار ، ان ذلك التعبير تشعر بة رائعا من اثناء تناغم الصوت و الصورة صورة الفجر الاخذ فالطلوع مع صوت الجيتار ، لكن لماذا يتناغم الصوت و الصورة ؟ من اجل الحبيب ، انها لمحة رائعة من انثي صادقة الحب لا تري الفجر مجرد تغير فشكل السماء و انما تراة مقترنا بصوت الجيتار ،وكانها تداعب ذلك المحبوب فتسقط علية سمات ما تراة ، قد لم تر شيئا و لم تحس بة و انما هى تختلق مشاهد تستميل فيها المحبوب و تسقطها علية ليتهادي الي رحاب راحتيها ..


    وتحولنا المبدعة الي الخلفية ذات الطابع الصوتى بشكل اكبر فتعطى مساحة اكبر للصوت الرائعة من اثناء الرقص و الصدي لهذا الصوت ،وهو صوت ناعم كالحرير حتي صداة لا يبدو عاليا بل يبدو اكثر نعومة و رقة و ان كنت فرايى الشخصى اري هذة الصورة بها شيء من التكلف و الاحالة .


    وتستمر حالة الطرب و الانتعاش المسيطرة علي المحبة من اثناء الانتقال من الخلفية الموسيقية الي الغناء صراحة “يغنى لقلبى ” و لنلاحظ كيف هو القلب مرة يتارجح و مرة يستمع لهذا الشدو مما يعطى انطباعا بالحالمية و الدعة و الراحة التي ينعم فيها فهذا الانتظار الذي تتاكد المبدعة من تحققة يقينا .


    والاصح ان تقول صوت حريرى الصدي و ليس صوتا ، و مع جمال الصور و انبعاثاتها الشائقة لا يمنع هذا من الاشارة الي ان عنصر الانبهار ربما سيطر علي المبدعة بشكل جعلها تجمع جميع ما فمفردات البيئة التشبيهية بشكل ربما يصبح مبالغا فية و ربما يجمع ايضا حاجات غير متسقة كالقبل عبقرية التلحين ،لكن رقص السعادة و الحب علي هذة الالحان كان من الصور الرائعة التي اعتمدت بها علي التشخيص فابسط اشكالة و ادي غرضة فاشعار القارئ بالاستمتاع .


    وما افضل هذة الصورة “امير من عصر الضياء هو ” ان مبدعتنا ربما اعطت صورة تشعر معها بالخلود و الاصالة من اثناء ذلك التعبير الفانتازى الذي يستدعى الي اذهاننا “سندباد ، علي الدين ” كما يجمع صورا متناسقة و متتابعة للمعشوق الفارس الذي ياخذ محبوبتة علي ظهر جواد و يطير بهما فسماء الحلم و المتعة . كان لهذة الصورة الشعرية او لهذا التعبير تاثير قوى فاضفاء حالة من السحر و المزج بين الماضى و الحاضر علي القصيدة كما انه زاد من اضاءة الصورة و بهجتها و وهجها بعد تعبيرات كادت تقلل من و هج الصورة لتثبت فيها شاعرتنا هذة العبقرية فالتصور و التناول .


    وفى غمار هذة الصور الرائعة تاتى صورة سجود العشق تزيد الصورة قوة و اشراقا ليصبح ذلك المحبوب استثنائيا اذ تتفرد المحبوبة بة . ما احلى ذلك المحبوب الذي “سجد له العشق” انه من حسن حظ من تتحدث الشاعرة علي لسانة انها انفردت بقلبة او بلقائة ، و لا يمنع ذلك -كذلك- من الاشارة الي ان مرادفات السجود و ما دار ففلكها من تعبيرات توحى بمعني العبادة من اللازم الابتعاد عنها فتصوير حالات الحب و العشق تحقيقا لمعني القدسية التي لا تكون لغير الله .


    وتاتى بعد هذا الاهة مشعرة بهذا القدر من الشوق الذي يزداد باقترات المحبوب اكثر فاكثر او باقتراب حضورة فذهن المبدعة فهى عندما تتخيل قربة تشعر معها بانها تغمض عينيها منتظرة و جودة عندما تفتحهما .وكان تعبير “الساكن روحى و عينى ” رائعا فتقديم الملمح الوجدانى (سمائية الحب) اذا جاز التعبير من اثناء مجيء كلمة الروح قبل العين ليصبح حضور المحبوب فذهنها اكثر و ابعد امدا مما لو كان امام عينيها فقط .


    ما اظما الابصار اليك ذكرتنى بما قالة ابراهيم ناجى رحمة الله ما اظما الابصار لك ،هنا يحسب للشاعرة العزيزة ذلك التراسل فالحواس و هو اعطاء الحواس سمة من سمات غيرها فالفم هو الذي يظما او الحلق لكن فهذا التعبير نجد ان العين هى التي تظما كان رؤيتة هى الماء الذي يبل ظماها و ذلك من عناصر حلوة العمل .


    تعبير اتون راحتيك كان موفقا فتعبيرة عن حالة الحب الجنونى ،فهو حب لكل ما ياتى من يدية حتي و ان كان اتونا .رغم ان اللفظ “اتون” -وهو الفرن- ربما يظنة القارئ العادى مقحما علي بيئة الشجر و الطير و الغناء الا انه فهذة الحالة ياتى رائعا و الشاعرة بة تحقق مبدا الغاء الروابط بمعني ان الاتون لا يصبح لفظة عادية بل مجازية عن حرارة المصافحة و تشابك اليدين (وليس الاشتباك باليدين!!).


    ومع هذة الصور تاتى الصورة الاحلى “اجرى نهرا فشرايينك “يزداد العمل حلوة لهذا التوغل فالمحبوب ، انها قمة الاعجاب و الوفاء الانثوى للمحبوب الذي تتمني المحبة ان تكون نهرا يجرى فشرايين دمائة .. فهى ليست دماءة فحسب بل هى مصدر دمائة و مجيء كلمة النهر فهذا التوقيت تعطى الصورة مزيدا من التكامل و البهجة .


    بعد هذا دع عصافير اناملك تطوق خصرى ، تلك الاصابع الرقيقة التي تشعر معها المحبة بجمال العناق و التي لها رقة العصافير تحيط المحبوبة ليغرد الجمال من حولهما ،وكان لفظ العصافير جميلا فاشعارق بالرقة ، فالمشترك بين الانامل و العصافير ليس الصوت و انما حالة الرقة و الانسيابية و ذلك يحسب للمبدعة .


    اخيرا :امطار نظراتك الدافئة .. تلك النظرات المتتابعة كالمطر و لكنها نظرات ليس بها الا الدفء و الحنان يعطى ذلك التعبير الشعور بالحلوة فعملية التتابع لهذة النظرات التي تكون لهما كالمظلة و هما يتعانقان تحت ظلالها .


    اننى اقف عن التعبير ااه.. الي نهاية الجملة و اشعر معة ان المبدعة ربما تحقق لها ما اردات و لكنها لم تشر صراحة الي تحقق ما تريد و الي حضور المحبوب بين يديها، و وفقا لهذا التصور (الذى يحتمل الصواب و الخطا) يصبح جميلا انتقال المبدعة من حالة الحلم الي حالة تحقق الحلم بهذة الانسيابية و دون الاشارة الصريحة الي هذا و ذلك يعد نوعا من التعامل الذكى مع النص كما كان حضور الافعال المضارعة و تزايد فعل الامر فالاسطر الاخيرة اعطي الانطباع بالاستمرارية فالبهجة من ناحية و التعلق بالمحبوب من ناحية اخري و عدم انطفاء جذوة الشوق و الا لما قالت دع ،راقص ، و ذلك من جماليات النص الذي بين يدينا و الذي كان ينقصة فقط العنوان .. عمل ينتمى الي فن الخاطرة او قصيدة النثر (كما اظن ) و بغض النظر عن نوع الفن الذي ينتمى الية فهو ينتمى الي انسانية القلب و عبقرية التامل و جمال النفس .. دمت مبدعة و فقك الله اختنا العزيزة مني .


معلومات عن منى غنيم