الام
كل شيء فالطبيعة يرمز و يتكلم عن الامومة :
فالشمس هى ام هذة الارض ترضعها حرارتها , و تحضنها بنورها
ولا تغادرها , عند المساء , الا بعد ان تنومها علي نغمة امواج البحر و ترنيمة العصافير و السواقي.
وهذة الارض هى ام للاشجار و الازهار , تلدها و ترضعها بعدها تفطمها .
والاشجار و الازهار تصير بدورها امهات حنونات للاثمار الشهية و البذور الحية .
وام جميع شيء فالوجود هى الروح الازلية الابدية المملوءة بالجمال و المحبة …
عن لفظة الام تختبئ فقلوبنا مثلما تختبئ النواة فقلب الارض
وتنبثق من بين شفاهنا , فساعات الحزن و الفرح ,
كما يتصاعد العطر من قلب الوردة فالفضاء الصافى الممطر.
جبران خليل جبران
……………………………………………
القيم الانسانيه
اننا نجوز اليوم فترة من فترات التاريخ ,يلوح بها ان اعتناء الناس بالقيم الانسانية الثابتة علي الدهر ,هى اضعف من عنايتهم بكل ما يبهر الطرف و يخطف البصر, و يؤتى ثمرا” معجلا”, من سلطان او ثروة او شهرة او متعة .
اما مناقب التقوي و الصبر و الصدق و الحلم و الجهد الدائب الصامت , و البذل الخالص من جميع شائبة , فلا تكاد تسترعى الاهتمام و لا اقول تستهوى النفوس.
لان الحضارة الجديدة , بما تيسرة من سبب القوة و و سائل الانتاج الزاخر , و عجائب السرعة فالنقل و الانتقال و الاتصال , شدهت الناس و اذهلتهم عن فضائل العقل و الخلق التي مهدت لقيامها , و كانت هى سر قيامها , و عن الغرض الاجتماعى المنطوى فما تتيحة من قدرة علي تحقيقة او الدنو منه.
……………………………………………
الخالق
اعلم ايها الانسان انك مخلوق و لك خالق . و هو خالق العالم و كل ما فالعالم . و انه و احد . كان فالازل و ليس لكونة زوال. و يصبح مع الابد و ليس لبقاءة فناء .
وجودة فالزل و الابد و اجب و ما للعدم الية سبيل . و هو موجود بذاتة . و جميع احد الية محتاج و ليس له الي احد احتياج . و وجودة بة و جود جميع شيء به.
انة تعالي علي جميع شيء قدير . و ان قدرتة و ملكة فينهاية الكمال و لا سبيل الية للعجز و النقصان .
وان السماوات السبع فقبضتة و قدرتة و تحت قهرة و تسخيرة و مشيئتة . و هو ما لك الملك لا ملك الا ملكة .
انة تعالي عالم بكل معلوم و علمة محيط بكل شيء . و ليس شيء من العلي الي الثري الا و ربما احاط بة علمة . لان الحاجات بعلمة ظهرت و بقدرتة انتشرت . و انه تعالي يعلم عدد رمال القفار و قطرات الامطار و ورق الاشجار و غوامض الافكار . و ان ذرات الرياح و الهواء فعلمة ظاهرة كعدد نجوم السماء .
الغزالي
……………………………………………
الابتسامه
الابتسامة لا تكلف شيئا” و لكنها تعود بالخير العديد .
انها تغنى اولئك الذين ياخذون , و لا تفقر الذين يمنحون.
انها لا تستغرق اكثر من لمح البصر , لكن ذكراها تبقي الي احدث العمر.
لن تجد احدا” من الغني بحيث يستغنى عنها , و لا من الفقر فشيء و هو يملك ناصيتها .
انها تشيع السعادة فالبيت , و طيب الذكر فالعمل , و هى التوقيع علي ميثاقالمحبة بين الاصدقاء .
انها راحة للمتعب , و شعاع الامل لليائس , و احلى العزاء للمحزون , و اروع ما فحقيبة الطبيعة من حلول للمشكلات , و برغم هذا فهى لا تشتري و لا تستجدي و لا تفترض و لا تسرق .
مارون عبود
……………………………………………
الامل
ان النفوس العالية ال كبار يدوم بها الامل ما دام فالعروق و ما دامت الحياة .
واى حياة ترضاها النفوس الشريفة مع الياس .
ايجمع المرء فجسم و احد الموت و الحياة ؟
اذ الياس موت حقيقى و اي موت .
كيف نياس و نحن جميعا” عالمون بان ما يخرج طويلا” فحياة الافراد هو قصير فحياة الشعوب؟
فعشر من السنوات فحياة الانسان طويلة حقا” و لكنها فحياة الامة قصيرة جدا” .
علي انه اذا كان اليائسون معتقدين صحة افكارهم عليهم ان يقوموا فالامة بوظيفة تثبيط همم الاملين .
مصطفي كامل
