هل السحر في مكان يؤثر على من فية



 

هل من الممكن ان يصل علم الجان و الشياطين و اذاهم سواء كان سحرا, او مسا, او اذى, او عينا, او حسدا؟ و هل من المعقول ان يصل حد اذاهم الي ان يتسببوا فامراض نفسية كالوسواس القهرى و الفصام و الذهان؟ بمعني اخر: هل لهم دور بارز فهذة الاعراض, و العبث بنفسية المصاب و شخصيته؟ ام ان هذة الامراض احيانا نفسية تكون, و احيانا روحانية بفعل الجان و الشياطين؟

انا مصاب بالسحر -عافاكم الله- و نوع السحر تحكم عن بعد بالاحاسيس و المشاعر, فما هى اساليب العلاج المؤثرة ؟ انا موقن بقدرى و الحمد لله, و اقرا القران و الرقية , و احصن نفسي, و لكن هل من علاج اخر, او سور, او ايات قوية للتلبس بالجسد, و التحكم بالدماغ و الجهاز العصبي؟ لاننى اواجة حربا شرسة جدا جدا بفعل السحر.

الاجابة

الاخ الفاضل/ سامر حفظة الله.


وبركاتة و بعد،،،

فانة ليسرنا ان نرحب بك فموقعك اسلام و يب، فاهلا و سهلا و مرحبا بك، و كم يسعدنا اتصالك بنا فاى و قت و فاى موضوع، و نسال الله جل جلالة باسمائة الحسني و صفاتة العلي ان يصرف عنك جميع سوء، و ان يعافيك من جميع بلاء، و ان يرد عنك كيد شياطين الانس و الجن، و ان يحفظك بما يحفظ بة عبادة الصالحين.

وبخصوص ما و رد برسالتك -اخى الكريم الفاضل– فانة مما لا شك فية ان ما يتعلق بمسالة السحر و العين و الحسد و المس امور حقيقية ، و ان لها التاثير الحقيقى علي جسد الانسان الذي يتعرض لها، و ذلك امر مشاهد و واقع، و القران الكريم يؤيد ذلك، و السنة ايضا تؤيد ذلك، فهذة تكاد ان تكون من المسلمات فديننا، و هى من الامور التي تواتر النقل عنها.

ولكن ليس معني هذا ان هذة الحاجات تعمل عملها بنفسها، و انما كلها خاضعة لقدر الله تعالي و ارادته، فاذا اراد الله شيئا يسر له اسبابه، فالحاسد ربما ينظر الي الف انسان يمرون امامه، و لكن لا يتاثر بعينة الا شخص معين اراد الله تبارك و تعالي ان يجعل هذة العين سببا فالحاق العين لحكمة يعلمها الله تبارك و تعالى، ايضا المس و غير هذا من الامور، فنحن نعلم انه لا يقع فملك الله الا ما ارادة الله، و ان الله علي جميع شيء قدير.

حتي الامراض، الامراض لا تنتقل الا بارادة الله سبحانة و تعالى، و ذلك ما عبر عنة النبى -صلي الله علية و سلم– بقوله: (لا عدوى) اي لا عدوي تؤثر بنفسها، و انما اذا شاء الله تبارك و تعالي ان تنتقل العدوي انتقلت، و ان شاء الله تعالي الا تنتقل لا تنتقل، و الدليل علي هذا انك ربما تزور مريضا مصابا بمرض من الامراض المعدية (مثلا) كالزكام او الانفلونزا او غير هذا من الامراض، و لكن تجد ان هنالك من يتاثر بة و تنتقل الية العدوي و هنالك من لا يتاثر، فما هى القاعدة ؟ القاعدة ان الله اراد بذلك ان ينتقل ذلك الي ذلك فتنتقل له، و الا يصاب ذلك فلم يصب.

اذن مع ايماننا بان هذة الحاجات لها تاثير الا اننا نقول بانها خاضعة كذلك لارادة الله تبارك و تعالي و قدرته.

والذى ذكرتة من ان هنالك سحرا, و انه من الممكن ان يؤثر فعضو فجسد الانسان: نعم، اقول: لان النبى -صلي الله علية و سلم– قال علي سبيل المثال عن الحسد او العين (العين حق، و ان العين لتدخل الرجل القبر و الجمل القدر) اذن العين تقتل، و ايضا السحر كما اخبر الله تبارك و تعالى: {فيتعلمون منهما ما يفرقون بة بين المرء و زوجه} فاذن من الممكن كذلك ان يقع التاثير بالنسبة لهذة الاشياء، و نحن نري هذا و نلاحظة فدنيا الناس.

ولكن هل الذي لديك هو نوع من هذة الحاجات ام هو امر نفسي؟ اقول لك: ان السحر و هذة الحاجات عموما تستطيع ان تتحول الي امراض نفسية ، و الي امراض عضوية ، و ان الجن تكون لدية القدرة بارادة الله تعالي علي تعطيل بعض الاجهزة فجسم الانسان، و ايضا علي تاخير الحمل و علي اسقاط الجنين، و غير هذا من الامور التي و ردت فكلام اهل العلم.

ولكن ذلك كلة كما ذكرت لك خاضع لمراد الله تبارك و تعالي و قدره، و الذي انصح بة بالنسبة لحالتك -بارك الله فيك- ان تعرض نفسك اولا علي اخصائى نفساني، لاحتمال ان تكون هذة مسائل نفسية ، فاذا ذهبت الي اخصائى نفسانى و تم علاجك و اخضاعك للادوية المناسبة و للكشوفات المناسبة و لم تتحسن؛ فمعني هذا ان ذلك الامر يتعلق بالجانب الاخر, و هو جانب الرقية الشرعية .

وكون تراجع طبيبا نفسيا، ذلك لا يمنع ان تستمر علي الرقية الشرعية ؛ لان الرقية الشرعية اذا كان لديك حتي مرض عضوي، فان الرقية الشرعية من فضل الله تعالي و رحمته؛ الله يجعلها سببا فرفع ذلك الامر، فعديد من الامراض العضوية الان تعالج بفضل الله تعالي بالقران الكريم و بالسنة النبوية ، و بذلك تكون ربما جمعت بين الوسائل الشرعية المعروفة من علاج بالرقية الشرعية ، و ايضا الوسائل العضوية من عرض نفسك علي اخصائى نفساني.

وان شاء الله تعالي سوف تشفي تماما؛ لان النبى -صلي الله علية و سلم– اخبرنا بقوله: (تداووا عباد الله، فان الله ما خلق داء الا جعل له دواء، علمة من علمه، و جهلة من جهله) فو قت معين ستنزل بك رحمة الله تبارك و تعالي و يتم شفاؤك، و لكن عليك بالمحافظة علي طاعة الله تعالي و الابتعاد عما حرم الله، و عليك خاصة باذكار الصباح و المساء بانتظام، و عليك ايضا بالاكثار من الاستغفار، و الاكثار من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم.

وكم اتمني كذلك ان تحافظ علي و رد يومي من القران الكريم، لان ذلك يقوى قلبك، لان القران يقوى الايمان فقلب المؤمن، فيقوي فية و يدافع، كما اوصيك بالاكثار من الصلاة عن النبى -صلي الله علية و سلم– و ابشر بفرج من الله قريب.

هذا و بالله التوفيق.


هل السحر في مكان يؤثر على من فية