هل يمكن للمراة الحامل ان تصوم رمضان

هل ممكن للمراة الحامل ان تصوم رمضان




شهر رمضان هو شهر الرحمة و الطاعات ، و الذي يبادر فية الجميع الي بذل الجهد من صيام و قيام و قراءة للقران، و تظل لام الحامل او المرضع لا تريد ان يحرمها الحمل او الرضاعة من ثواب الشهر الكريم كالجميع، فهى تتمني ان تقوم فية بنفس الطاعات التي اعتادت ان تقوم فيها فشهور رمضان السابقة علي الحمل او الرضاعة ، و قد اكثر … و لكن يظل السؤال المطروح هو : هل من الاروع للام الحامل ان تصوم شهر رمضان ام ان من حقها ان تاخذ بالرخصة التي منحها اياها الرسول – صلي الله علية و سلم – كما جاء فسنن ابن ما جة (كتاب الصوم) عن انس بن ما لك قال: “رخص رسول الله صلي الله علية و سلم للحبلي التي تخاف عن نفسها ان تفطر و للمرضع التي تخاف علي و لدها”. ؟ و قال ابن عباس رضى الله عنهما فقولة تعالي ( و علي الذين يطيقونة فدية اكل مسكين ) : ” كانت رخصة للشيخ الكبير و المراة ال كبار و هما يطيقان الصيام ، يفطران و يطعمان عن جميع يوم مسكينا ، و المرضع و الحبلي اذا خافتا علي اولادهما افطرتا و اطعمتا ” رواة ابو داود (2317) و صححة الالبانيفى ارواء الغليل 4/18،25 يظل اتخاذ القرار فهذة الحالة مسالة محيرة لاكثر النساء، فكيف ممكن ان تقرر الحامل و المرضع انها تخاف علي نفسها و علي جنينها، و جميع السيدات الحوامل و المرضعات ممكن و صفهن بهذة الصفة ؟ يري كثير من الاطباء ان اتخاذ القرار فهذا الشان يتوقف علي حالة المراة الحامل او الام المرضع ، و بالتالي فان عليها ان تستشير الطبيب المشرف علي حالتها، و يتاكد بنفسة انها بصحة جيدة و لا تشكو من فقر الدم او اية امراض اخرى، و ان الصيام لا يؤثر عليها او علي طفلها، و ممكن للطبيب – فبعض الاحوال – ان يوافق علي صيامها مع مساعدتها ببعض المقويات و الفيتامينات الضرورية . اغلب الاطباء يري ان الصيام لا يضر بالمراة الحامل و لا بجنينها و لا يؤثر سلبا علي المرضع او و ليدها الا فيحالات معينة استثنائية ، و بالتالي تستطيع السيدة الحامل ان تصوم ، طالما انها لا تشكو من امراض تحتاج الي علاجات خاصة يقررها الطبيب المشرف عليها خلال الحمل، و طالما انها بصحة جيدة . فمعظم السيدات الحوامل يستطعن الصيام و لكن بضوابط معينة تختلف من سيدة الي اخرى، لذا فلا خوف علي المراة الحامل من الصيام، و لكن فحال خشيت الام علي جنينها من قلة التغذية – خصوصا اذا كانت فالاشهر الثلاثة الاولي – فانها تستطيع الافطار، حيث انها تحتاج فهذة الفترة الي و جبات صغار منتظمة علي فترات متقطعة خاصة اذا كان لديها ميل للقيء او الغثيان، و ايضا الاشهر الثلاثة الاخيرة من الحمل لا ينصح بصومها لان احتياجات الجنين و الام الغذائية تتزايد فهذة الشهور. اما عن الاشهر الثلاثة المتوسطة من الحمل ، فيمكن ان تصومها اذا لم تجد مشقة و اذا كان الحمل طبيعيا غير مصحوب باى امراض و لا تعانى من اثار جانبية عليها او علي جنينها . فالمراة الحامل تحتاج الي زيادة السعرات الحرارية و الي زيادة البروتين بصفة خاصة ، مع زيادة فبعض المعادن و الفيتامينات، و التي يجب ان تهتم جميع امراة حامل ان تتضمنها و جباتها فالافطار و السحور ، و عن طريق تناول بعض الفواكة الطازجة قبل النوم كذلك اي بين الافطار و السحور، كما ان هنالك بعض المواد الغذائية التي تساعد علي زيادة الحليب، كالحلبة و الترمس و حبة البركة ، او يمكنها ان تعتمد فالحصول عليها عن طريق الاقراص او الكبسولات ، التي يصفها الطبيب عادة للسيدات الحوامل، و خاصة اللائى يجدهن بحاجة لمثل هذة العلاجات، بعد اجراء الفحوصات المخبرية و السريرية . و بالنسبة للسيدة المرضع بعد الولادة فانها تدخل فيما نطلق علية “النفاس” و لا يجب عليها الصيام شرعا، و تستمر هذة الفترة علي الاغلب مدة اربعين يوما بعد الولادة ، حيث يستمر نزول دم النفاس و لا يجوز لها الصلاة و لا الصيام خلال هذة الفترة . و فهذة الفترة و فالايام الاولي يبدا نزول الحليب “اللبن” من الثدى و يصبح فالبداية قليلا و مركزا و غنيا بالمواد المغذية للطفل، و فية العناصر الضرورية للنمو و يساعد علي تقوية المناعة لدي الطفل. و ربما ثبت طبيا الاهمية العظيمة للرضاعة علي الصحة البدنية و النفسية للام و الطفل، فانة لا مقارنة بين الرضاعة الطبيعية و الصناعية ، لذا ننصح الامهات جميعا بالمحافظة علي الرضاعة الطبيعية لاطفالهن. و بالتاكيد تكوين الحليب يتم و يفرز من الغدد الحليبية الموجودة فالثدي، و التي تنشط بعد الولادة مباشرة بفعل الهرمونات الجسمية ، و ربما ثبت ان تغذية المراة ففترة الحمل و بعد الولادة لها دور فعال فيكمية الحليب، و سرعة ادراره، و تركيز بعض المواد الغذائية فيه، و اي نقص فهذة العناصر فيالجسم يعوض من اثناء المواد الغذائية الموجودة فجسم الام، و التي تدخل فصناعة الحليب، من انسجة الجسم العظمية و العضلية و الدهنية و الدم، ما يزيد من احتمالية اصابة الام بهشاشة العظام و امراض فقر الدم المختلفة . و بالاضافة الي اراء الاطباء هنالك اراء الشيوخ و فتاويهم التي تسلط الضوء علي الحكم الشرعى فهذة المسالة ، و التي تيسر للمراة اتخاذ القرار الصحيح و الذي يرضى الله علي ضوءها ، يقول الشيخ العثيمين رحمة الله : ” المراة الحامل لا تخلو من حالين : احداهما : ان تكون قوية نشيطة لا يلحقها فالصوم مشقة و لا تاثير علي جنينها ، فهذة المراة يجب عليها ان تصوم ، لانة لا عذر لها فترك الصيام . و الحالة الثانية = : ان تكون المراة غير متحملة للصيام لثقل الحمل عليها او لضعفها فجسمها او لغير هذا . و فهذة الحال تفطر لاسيما اذا كان الضرر علي جنينها ، فانة يجب عليها الفطر حينئذ “. فتاوي الشيخ ابن عثيمين 1/487 و قال الشيخ ابن باز رحمة الله : ( الحامل و المرضع حكمهما حكم المريض ، اذا شق عليهما الصوم شرع لهما الفطر ، و عليهما القضاء عند القدرة علي هذا ، كالمريض . و ذهب بعض اهل العلم الي انه يكفيهما الاطعام عن جميع يوم اطعام مسكين ، و هو قول ضعيف مرجوح ، و الصواب ان عليهما القضاء كالمسافر و المريض ، لقول الله عز و جل ( فمن كان منكم مريضا او علي سفر فعدة من ايام اخر) البقرة / 184 ، و ربما دل علي هذا كذلك حديث انس بن ما لك الكعبى ان رسول الله صلي الله علية و سلم قال : ” ان الله و ضع عن المسافر الصوم و شطر الصلاة ، و عن الحبلي و المرضع الصوم ” رواة الخمسة ) . و يحدد الحكم الفقهيفى هذة ان الفطر للحامل يصبح جائزا ، و واجبا ، و حراما : – فيجوز لها الفطر اذا كان الصوم يشق عليها ، و لا يضرها . – و يجب عليها اذا ترتب علي صيامها ضرر عليها او علي جنينها . – و يحرم عليها اذا كان لا يلحقها بالصوم مشقة .

 


هل يمكن للمراة الحامل ان تصوم رمضان