اضرار الطلاق النفسيه
اجمل ما في هذا الكتاب انه حصيله دراسات ولقاءات ميدانيه شملت كل المحافظات السوريه مع الاستعانه بنماذج من الاقطار العربيه ، بالاضافه الى انه لم يركز على شريحه معينه دون اخرى بل شمل العمال والفلاحين والبرجوازيين ، المتعلمين والاميين وانصاف الاميين وحتى المثقفين .. وفيما يلي مخلص سريع وبسيط ومفيد لما ورد فيه ، امل كثيرا ان تستفيدوا منه :
يبدا الكتاب بالحديث عن “الزواج بوصفه ضروره ” لتكوين الاسره الصغيره المؤثره بالاسره الكبيره وهي المجتمع ، حيث يعتبر ان الاسره الصغيره هي المؤسسه الاجتماعيه الوحيده التي تتمتع بشرعيه انجاب الاطفال عن طريق مؤسسه الزواج ، لينتقل بعدها الى النظريات التي تناولت تطور الاسره من مرحله العائله المستقره وهي العائله العشائريه القديمه التقليديه حيث يخيم الجو الدكتاتوري عليها ؛ الى مرحله العائله غير المستقره والتي تتالف من اب وام واولاد فقط ، وسميت بهذا الاسم لان الابن مثلا يعتقد بافكار وقيم ومقاييس تختلف عن افكار وقيم ابيه ، فلم تعد العائله تتمتع بنفس الاهداف بل اصبحت العلاقات القرابيه بين افرادها تتميز بالضعف والبعثره ..
تعريف الطلاق النفسي :
هي علاقه مدمره من الداخل بين الزوج والزوجه ، لو توفرت الشروط الموضوعيه وترك الخيار لاحد الطرفين او كلاهما لاتخذا قرارهما بالانفصال وتحقيق الطلاق الشرعي او الفعلي ، ولكن هذه العلاقه قائمه من حيث الشكل لاسباب عديده قد تكون دينيه او اجتماعيه او ثقافيه او اقتصاديه ، والذي يساعد على الاستمرار هو ضغط العوامل الخارجيه المتمثله بالاطفال والاهل والابناء والوضع المادي والمجتمع ، ولكن ينعكس تدمير هذه العلاقه على حياه الزوجين اولا وعلى اطفالهما واهلهما واصدقائهما لينتقل هذا التاثير الى المجتمع بشكل او باخر .. والامثله كثيره بل وبنسب مؤلمه ..
ما العوامل المؤديه الى الطلاق النفسي :
* دور الاهل في اختيار الزوج او الزوجه : حتى تاريخيه ما تزال التقاليد والعادات تفرض نفسها على هذا الاختيار ، قد تختلف من بيئه اجتماعيه لاخرى ولكن يبقى هامش حريه الاختيار مسلوبا في كثير من الاوقات ، مثلا في الكثير من المناطق الريفيه يتعرف شاب على فتاه ويلتقيان وتنشا بينهما حاله حب ، ولكن حين يعلن الابن عن رغبته بالزواج من تلك الفتاه يكون موقف الاهل رافضا اما من منطلق تجاوز سلطتهما وحقهما في اختيار الزوجه المناسبه او لعيوب وهميه يضعونها في الفتاه ، على الطرف المقابل تمنع العادات والتقاليد الفتاه من البوح برايها واذا اعلنت ذلك تلاحقها الاقاويل والاتهامات ويطعن في شرفها وسلوكها ، ونتيجه هذه الضغوط يقرر الشاب والفتاه “الزواج خطيفه ” لتتفاقم المشكله فتصل احيانا الى ملاحقه البنت وقتلها من منطلق غسل العار الذي لحق بشرف العائله ، وهكذا تنشا جرائم الشرف التي يحقها القانون السوري .. واذا استطاع الاهل والاصدقاء التدخل ومنع حدوث هكذا جرائم قد يعود الزوجان الى اطار الاسره ولكن تظهر صعوبات اخرى ..
* علاقه الزوجه باهل الزوج : الزوجه ترغب وتحب ان تكون علاقتها بزوجها منفصله او شبه منفصله ، ولكن قد لا يوافق اهل الزوج على ذلك ويرغبون بالتدخل ، فينشا بين الاب والابن خلاف من منطلق رغبه الابن في الاستقلال عن رغبه ابيه وتكوين مستقبله لوحده ، وقد يرضخ للامر الواقع الذي لا توافق عليه الزوجه فتستمر الحياه بين مد وجزر ، وهنا يكون موقف الابن متناقضا فتاره يقف مع اهله وتاره مع زوجته ، وقد ينفعل في النهايه ليوجه الاهانه لزوجته مثل: اخرسي من تتمرد على اهلها تتمرد على اهل زوجها ، لتقف الزوجه هنا مع ذاتها تقول : ضحيت بسمعتي وبعلاقتي مع اهلي وهربت معه لانني احبه فهل استحق مثل هذه الاهانه بعد كل هذه التضحيه ..
تتكدس بعدها التراكمات النفسيه ليزداد تغير سلوك الزوج مع زوجته التي ربما تكون قد انجبت اطفالا فاصبحت محاصره اجتماعيا وبما انها ليست متحرره اقتصاديا فقد ترضخ للامر الواقع وتفضل الحياه مع زوجها رغم تدمر علاقتهما وبذلك تكون قد حولت نفسها او حولت الى ملكيه خاصه للرجل يتصرف بها وفق رغباته واهوائه ..