اطلق الله عز وجل على الزواج في كتابه العزيز مسمى “الميثاق الغليظ”، لذا لابد من المحافظه على هذا الميثاق؛ حتى يظل الزوجان في معيه الله (تعالى)، فالسعاده الزوجيه تاتي بقرار من الزوجين، اللذان يبحثان عن زواج موفق ويصمد امام ازمات الحياه وضغوطها، “وهو ما يتطلب جهودا مشتركه يبذلها كلاهما على مدار سنوات الزواج.
ولن تتحقق سعادتنا الزوجيه ابدا الا بالرجوع الى منهج الاسلام، والعمل بتعاليمه التي تحث على الصبر والعفو والتسامح بين الناس.
من منا لا يخطئ؟
الحياه بين الازواج لا يمكن ان تخلو من المشكلات والاخطاء، مهما بلغ مدى سعاده الطرفين والتفاهم والموده بينهما، ولا يمكن عد الزواج زواجا ناجحا الا اذا توافرت له عوامل التماسك والاستقرار، التي من اهمها التسامح والعفو، “فمن منا لا يخطئ؟!، ولكن هناك الكثير من الازواج يرون التسامح نوعا من الضعف، فاذا غضب احد الزوجين يقرر الا يكلم الاخر؛ حتى لا يظن به انه ضعيف، وينتظر منه ان يبادر بمصالحته؛ حتى يظهر بمظهر القوي”.
هكذا كان النبي في بيته
والعفو والتسامح من خصال النبي (صلى الله عليه وسلم)، والمؤمنين، اذ كان في بيته مع ازواجه امهات المؤمنين انموذجا يحتذى في التسامح؛ لما فيه من نزع للحقد والغل من النفوس، وبرغم مما يعتقده كثير من الازواج ان التسامح يعطي الطرف الاخر الفرصه ليتحكم فيه، وانه يؤدي الى تقبل الاهانه والدوس على الكرامه الا ان هذا لا يمكن ان يعمم في كل الحالات.
فمن يتبنون هذا الاعتقاد يعجزون عن النظر الى حاضرهم، وينشغلون بماضيهم، ويخالفون سنه الحياه ؛ لان القراءه في دفتر الماضي هي ضياع للحاضر، ولذا يجب على الزوجين ان يصدر كل منهما في كل ليله عفوا عاما عن الاخر قبل النوم، فبهذه الطريقه سوف يكسب كل منهما الامن الداخلي، والاستقرار النفسي، والعفو من الله.
سر نجاح العلاقه
والفوائد المترتبه على العفو والتسامح بين الازواج تكمن في سعادتهما ونقاء حياتهما ونجاحها، فضلا عن ان من يعفو ويصفح ينال عز الدنيا وشرف الاخره ؛ لقوله (تعالى) {فمن عفا واصلح فاجره على الله}، “فالصلح هنا مقترن بالعفو، وايضا قال (تعالى): {ادفع بالتي هي احسن فاذا الذي بينك وبينه عداوه كانه ولي حميم}”.
