السودانيون بليبيا معاناه تتحدث عن نفسها
على الرغم من الاجراءات التي وجهت بها وزاره الخارجيه مؤخرا الا ان الاحوال العامه للسودانيين منذ ان اندلع القتال المسلح بين الفصائل الليبيه المسلحه في معاناه مستمره ففي كل يوم تشرق فيه الشمس تزداد ازمه السودانيين الموجودين في عدد من المدن بالاراضي الليبيه خاصه القتل والخطف والتعذيب وصنوف من المعاناه والمخاطر التي تواجه وجودهم في ليبيا.
خطر الموت سمبلا
مع اندلاع القتال بين الاجنحه الليبيه وحسب الروايه الرسميه فقد بلغ عدد الذين قتلوا حتى الان اكثر من “40” قتيلا.. 12 بمدينه طرابلس عاصمه ليبيا بقذيفه طائشه بمنطقه كريميه وازداد ارتفاع حالات القتل وسط السودانيين من قبل الجماعات المسلحه الليبيه فحسب الروايه الرسميه لحكومه السودان والتي ظلت تقول باستمرار ان الوضع في ليبيا لم يصل درجه الخطر وصل العدد الى (40) قتيلا في وقت قال فيه احد المواطنين وهو صلاح الدين يحيى محمد في اتصال هاتفي ل”التيار” من طرابلس :” اصبحنا نحن كسودانيين نشعر باننا بلا قيمه واصبح دمنا واموالنا تستباح وعيالنا على شفا الهلاك، ان دم السودانيين الذي اريق في ليبيا كثير نتيجه لقذائف طائشه من قبل جماعات ليبيه مسلحه ، الى جانب جرح اعداد كبيره ، لم يتم احصائهم “. واكد محمد ان السودانيين في ليبيا يعيشون اوضاعا صعبه ، منهم مجموعه فقدت الوعي ، ويتمركزون في حيشان كبيره بسبب الاوضاع الامنيه ، وانهم يتعرضون الى القتل.
السفاره غائبه
واوضح عدد من المواطنين في كل من طرابلس واجدابيا وبنغازي وسبها ان اوضاع السودانيين في ليبيا اصبحت صعبه للغايه من سوء الاوضاع الامنيه والصحيه والمعيشيه ، جراء الاشتباكات بين الاجنحه المتصارعه فى ليبيا وقال احد السودانيين ويدعي مهدي يحيى ابابكر مقيم في طرابلس ل(التيار) انهم لا يستطيعون الخروج من منازلهم او مزاوله اعمالهم بسبب الاوضاع الامنيه ، مشيرا الى انهم اتصلوا بالسفاره السودانيه وابلغوها بسوء ااضاعهم بيد انها لم تحرك ساكنا ولم تستجب، في الوقت الذي نجد ونرى السفارات الاخرى تهتم بقضايا مواطنيها وقامت بتسفيرهم، عدا السفاره السودانيه التي لا تريد ان تستمع الى شكوانا ومشاكلنا. وتابع المواطن قائلا (لا نستطيع ان نخرج من البيوت واوضاعنا الصحيه تعبانه واحيانا لا نستطيع الحصول على الاكل والشراب بسبب الحبس في المنازل ونريد الرجوع الى بلادنا ). وقال صلاح الدين ان الجميع يعاني من حالات رعب وخوف شديدين لعدم تمكنهم من الخروج لتلبيه احتياجاتهم من الغذاء وان السفاره لم تصلهم حتى لمعرفه اعداد القتلى والجرحى وقال ان اعدادهم كبيره ولا يستطيعون حصرهم حتى الان وتحدى صلاح السفاره السودانيه ان كانت تعرف عدد السودانيين الذين سقطوا في ليبيا جراء نيران الاجنحه الليبيه المتصارعه واتهموا السفاره والقنصليه بالغياب عن اداء عملهما في ليبيا واوضح صلاح ان عددا من السودانيين الان مصيرهم مجهول.
اجراءات جديده للخارجيه
ولكن الحكومه السودانيه وعبر الناطق الرسمي باسم وزاره الخارجيه السفير عمر الكردفاني قالت انها وعبر وزاره الخارجيه ظلت تتابع اوضاع المواطنين السودانيين في كل الاراضي الليبيه عن كثب بعد اهتزاز الاوضاع الامنيه في ليبيا وذلك عبر السفاره السودانيه في طرابلس والقنصليه السودانيه في مدينه بنغازي ونشرت السفار والقنصليه ارقام هواتف للطوارئ في عدد من وسائل الاعلام والفضائيه السودانيه وطلبت من المواطنين السودانيين ان يبلغوا عن ايه مخاطر تواجههم وتواجه وجودهم ومن ثم يتم التنسيق لاجلائهم من الاراضي الليبيه اذا كانت حالاتهم تستدعي ذلك واوضح محدثي ان الحكومه السودانيه ابلغت الطاقم الدبلوماسي الموجود حاليا في ليبيا من اجل هذا الغرض ومساعده المواطنين السودانيين الموجودين في الاراضي الليبيه وطالبت الحكومه السودانيه المواطنين السودانيين الذين يواجهون ظروفا صعبه ان يبتعدوا من المناطق الخطره التي تشهد صراعا بين الفصائل الليبيه الى المناطق الاكثر امنا لضمان المحافظه على ارواحهم وممتلكاتهم ولحمايه انفسهم والاستمرار في الاتصال عبر الهواتف وارقام الطوارئ لتقديم المساعدات اللازمه من السفاره السودانيه والقنصليه بليبيا،لاجلائهم واوضح محدثي ان الحكومه السودانيه مازالت تعتبر ان الوضع في ليبيا لم يصل الى درجه الخطر وذلك بدليل ان رحلات الخطوط الليبيه من السودان الى ليبيا مازالت تحمل على متنها اعدادا كبيره من المواطنين الذين يعملون في ليبيا مما يدل على ان هناك رغبه اكيده من المواطنين يريدون العيش في ليبيا على الرغم من الاحوال الامنيه الجاريه فيها.
عائدون صفر اليدين
بيد ان الوجه الاخر من معاناه السودانيين العائدين من ليبيا يتجسد فيما رواه المواطن السوداني عبد الله باشري في حديثه ل”التيار”والذي اكد فيه ان الحاله العامه صعبه جدا. واوضح محدثي انهم خرجوا من ليبيا بانفسهم فقط وتركوا كل امتعتهم التي كانوا يمتلكونها وواجهوا صنوفا من المعاناه قبل ان يصلوا برا الى البلاد وان كثيرا من الاسر في بعض مناطق الصراع بين الاجنحه الليبيه انقطع التواصل والاتصالات وطرق المواصلات بينها مبينا ان هناك بعضا من الاجنحه تتعامل مع السودانيين بحماقه وظهرت بعض الجماعات التي تستولي على ممتلكاتهم الامر الذي يستدعي من الجهات المسؤوله التدخل من اجل انقاذ من يواجهون ظروفا صعبه .