معجزه تحقق احلام من يحدث له؟ وهل يستطيع الحب منحنا اراده التغلب علي الموت؟ اسئله عديده طرحها فيلم THE THEORY OF EVERYTHING الذي ترصد احداثه قصه حقيقيه مفعمه بكافه المشاعر والانفعالات الانسانيه، لواحد من اعظم العقول في العالم، وهو عالم الفيزياء الفلكيه الشهير “ستيفن هوكينج”، الذي يستعرض الفيلم مسيرته عبر حكايه شخصين تحديا الصعاب من خلال الحب.
تبدا احداث الفيلم عام 1963 من خلال شخصيه “ستيفن” طالب علم الكونيات بجامعه كامبريدج، الذي يخطو خطوات كبيره للعثور علي تفسير بسيط للكون، فيفتح عالمه الخاص عندما يقع في حب عميق مع زميلته الطالبه في كامبريدج جين وايلد، وتمر الاحداث ويصاب “هوكينج” بمرض عصبي يهاجم اطرافه ويعيق قدرته علي الحركه والتحدث، وينهي حياته خلال عامين فقط وهو في عمر ال21، الا ان صديقته “جين” تقرر تحدي الجميع ودعمه لحبها وتصمم علي مواجهه المرض معه فيقررا الزواج، ويرفض فكره قرب موته.
وتميز الفيلم بالابتعاد عن القوالب التقليديه لسينما السير الذاتيه، وقدم جرعه فنيه مكثفه غير تقليديه بشكل اكثر جديه ورومانسيه مغلفه بالحس الفكاهي المتزن، حيث قدمت القصه بشكل ممتع بصريا ومتميز دراميا بما يتماشي مع روح العصر الحديث.
وتميز الفيلم برومانسيته الكوميديه، علي غير المتوقع خاصه وان الاحداث تتصدي لحياه احد العلماء المهمين في العصر الحديث، وامتلات الاحداث بالمشاعر الصادقه، التي عبرت عن رساله الفيلم الرئيسيه، والتي اكدت ان كل ما يحتاجه الانسان ويبحث عنه طيله الحياه هو الحب فقط، وحرص المخرج علي تصوير الفيلم في جامعه كامبريدج بانجلترا، داخل المدينه الجامعيه والحرم الجامعي، في المشاهد التي بدات فيها قصه حب “جين” و”ستيفن هوكينج”.
وابتعد الفيلم تماما عن المفهوم الكلاسيكي لسينما السير الذاتيه التي تعتمد في بنائها الدرامي علي الحياه الجاده للشخصيات التي خلدت في تاريخ الشعوب، وابرز الفيلم كافه الجوانب الخفيه لشخصيه “ستيفن هوكينج” في علاقته بزوجته وعائلته ومديره اعماله وعلاقته باساتذته في الجامعه الذين تاثر بفكرهم وشكل وجدانه من خلال علاقته بهم انسانيا.
وتميز الفنان ايدي ريدماين في تجسيد شخصيه “ستيفن هوكينج” بكافه انفعالاتها في فتره الشباب وبعد اصابته بالمرض وتقدمه في السن، وانجابه مرورا بانهاء رساله الدكتوراه الخاصه به التي دعمته حتي تمكن من الانتهاء منها، واعانته علي عمل ابحاثه ليكون من اهم الشخصيات العمليه في المجال العلمي، ليصبحا اسطوره القرن الحادي والعشرين.
ونجح “ريدماين” في تجسيد التطور الطبيعي للمرض، وهو ما ظهر مع فقد السيطره للتحكم باطرافه وفقد القدره علي الكلام بشكل سوي ليظهر علي الشاشه علي النحو المطلوب في السيناريو، ونجح في جعل الجمهور شريكا معه في كل نبره صوتيه وكل حركه بسيطه او ايماءه يقوم بها بشكل اكسب الاحداث متعه كبيره رغم حالته التي يرثي لها.
وفي المقابل برعت فليسيتي جونز في تقديم التحديات النفسيه التي واجهت شخصيه “جين هوكينج” من تعاطف مع زوجها وكبت لمشاعرها وحبها العميق لزوجها ورفضها اعاقته ومرضه وتحديها الاطباء الذين وصلوا لمرحله الياس في شفاءه وتحديها لهم، الي ان تستقر حالته ويعوض عجزه ببديل تكنولوجيا يساعده علي الاستمرار واستكمال نجاحه ليصبح عقلا علميا يشار له بالبنان في كافه المحافل العلميه رغم كونه مجرد شخص عاجز عن الحركه يجلس علي كرسي متحرك وخاطب من حوله من خلال جهاز صوتي.
وتميزت “فليستي” في كل مشاهد “جين” العاطفيه، بدايه من علاقتها الطبيعيه معه ومرورا بعلاقتهما الجنسيه وانتهاء بالحب الجديد الذي يخترق عالمها ويضعها في مواجهه مع العائله والمجتمع المحيط بها.
يقدم الفيلم قصه حب غير تقليديه كتبها انتوني ماكرتين، الذي اثبت في التسلسل الدرامي للاحداث قدرته العاليه علي ابراز الاعباء التي تواجه المعاقين ذوي القدرات العقليه العاليه، وبرع في وصف الاعباء التي تواجهه “جين” كزوجه وام وحبيبه، كما تميز “ماكرتين” في وصف حاله “هوكينج” الدينيه ورفضه للاديان رغم ايمانه بكل ما يحيط به واعتماد نظريته العلميه علي ذلك، ورسم صوره دراميه مميزه لرحله تطور “ستيفن هوكينج” خلال 25 عاما من شخص نشيط تعتمد تفاصيل حياته علي الايقاع السريع الي شخص غير قادر علي الحركه دون كرسي متحرك الكترونيا دون ان يصيب المشاهد ملل، ورغم بدء احداث الفيلم بصوره رتيبه الا انها بدات تتسارع بشكل كبير جذب انتباه المشاهد.
