لاقى القط السيد الثعلب صدفه يوما في غابه ، فقال لنفسه عندما راه :
الثعلب بارع وغني التجربه في الحياه . شخص عظيم القدر، ويحظى باحترام الجميع لما يملك من حكمه . وفوق ذلك هو كثير اللطف والدماثه .
وما كان من القط الا ان قال للثعلب :
طاب نهارك يا سيدي العزيز الثعلب ..!!
كيف حالك ..؟؟
امل ان تكون صحتك في خير حال . كيف تسير الامور معك في هذه الحياه الغاليه علينا ..؟؟
فنظر الثعلب _ وقد طغى على نفسه استعلاء متعجرف متغطرس _ الى القط من سافله الى عاليه ومن عاليه الى سافله متسائلا للحظه مديده ايرد ام لا يرد على هذا الحيوان المتوقح .
واخيرا رد قائلا :
قل لي ايها البائس ، يا صاحب الشارب اللحاس ، يا بن الجنس المضحك ، يا بن الجنس المهرج الوسخ السمج ، يا بن الجنس الذي يدفعه جوعه لصيد الفئران ؛ من تظن نفسك ..؟؟ كيف تجسر على سؤالي عن حالي بكل الفه ودون كلفه ..؟؟
من تظن نفسك يا وجه النحس ؟ ماذا تعرف من المعارف ..؟؟
وكم فنا تحسن من الفنون ..؟؟
ما حيلك ..؟؟
فاجابه القط متواضعا متذللا :
ما عندي سوى حيله واحده وحيده .
فساله الثعلب :
نعم ..؟؟
وما هي حيلتك ..؟؟
فقال القط :
استطيع ان اقفز على الشجره حين تتعقبني الكلاب ..!!
فساله الثعلب مستخفا مزدريا :
هذا كل ما عندك ..؟؟
الا لتعلمن من انا ..!!
انا سيد المكر الذي يملك مئات الحيل الى جانب حقيبه محشوه بالخبائث . عجبا ..!!
انك تثير رافتي ..!!
تعال معي لابين لك كيف تهزم الكلاب ..!!
وخلال حديثهما قدم صياد معه اربعه كلاب، فوثب القط رشيقا خفيفا فوق شجره ولاذ بقمتها وسط الاغصان في جانبها الاخر حيث احتجب بين الورق الكثيف ، وصاح :
افتح حقيبتك ايها السيد الثعلب ..!!
افتح حقيبتك ! هذه لحظه فتحها ..!!
الا ان الكلاب كانت باغتت الثعلب وضيقت عليه الخناق ، فقال القط ثانيه :
يا هذا ..!!
ارتبكت رغم المئات من حيلك ، ولو لم تعرف سوى القفز مثلي لصنت حياتك .. !!
- ثعلوبة