قصه وفاه معلمات تبوك 1438
كشفت “سبق” حكايه اخر لحظات فقيدات تبوك معلمات مركز الخريبه الثانويه على ساحل البحر الاحمر، وتفاصيل اسباب تغيرهن سائق احدى شركات النقل، وما دار بينهن من رسائل عبر الوتساب قبل وقوع الحادث الذي توفيت فيه معلمتان واصيبت ثلاث اخريات ظهر اليوم، اثر حادث اليم ضمن مسلسل “موت المعلمات”.
وكشفت رسائل من محادثات “عبر مجموعه الوتساب”، قبل عشر دقائق من وقوع الحادث بين المعلمات الذي وقع عليهن الحادث، وزميله لهن اخرى يسالنها عن سائق يعتزمن التعاقد معه بدلا من سائقهن الحالي لاسباب عده ، ذكرت ضمن الرسائل، الا ان اقدار الله شاءت ان تنتهي حياتهما، واصابه الاخريات، بعد عشر دقائق من ارسال الرساله .
وروى ل”سبق” زوج احدي زميلات المعلمات التفاصيل، وقال: زوجتي وزميلاتها في المدرسه ومن ضمنهن المتوفاتان والمصابات، كن جميعا تقلهن حافله واحده تابعه لاحدى شركات النقل في تبوك، الا انهن بعد معاناه ، فضلن تغيره نتيجه عدم اهتمامه باطارات السياره وقصور الصيانه لديه، حتى ان مركز امن الطرق دائما ما يوقف السائق، يطلب منه تغيير كفرات السياره .
وذكر: عندما بلغهن الياس من الشركه ، قررن تغييرها بالتعاقد من سائق خاص اخر ولكن لضيق السياره اضطررن ان يستاجرن سيارتين احداهما تقل زوجتي وزميلات لها والاخرى تقل المعلمتين المتوفاتين، رحمهما الله، والمصابات شفاهن الله بمبلغ شهري 1600 ريال.
واضاف: هذا المبلغ هو قيمه ايصالهن الخريبه ، وهي تعد منطقه نائيه ، ولكن لا يصرف لهن اي بدل، وتقع على ساحل البحر الاحمر وتبعد عن مدينه تبوك نحو 155 كلم يمر مع طريق يعرف بطريق شرما وهو طريق مسار واحد ويعد من الطرق الخطيره نتيجه الاعمال القائمه فيه، كذلك يمر بعقبه تعرف بعقبه روى وهي منحدر خطير للمتجه لمركز شرما والخريبه ويحمل الخطوره ذاتها للمتجه صعودا لتبوك فضلا عن ضيقه.
وتابع: تعرضت زوجتي وزميلاتها لمواقف عده مع هذا الطريق وبعقبه روى تحديدا اذ يضطررن في فترات طويله للنزول من الحافله والسير على اقدامهن لحين تمكن قائد الحافله من الصعود ارتفاعا، وذلك لقصور في السياره مقابل ارتفاع العقبه ، وزود “سبق” بمقطع فيديو لموقف سابق، يظهر حجم معاناه المعلمات من صعود “عقبه روى”.
وعن حكايه اليوم قال: ذكرت لي زوجتي الحزينه على زميلاتها انهن بعد ان ادين صلاه الظهر اليوم في المدرسه اكدت ان تصرفات احدى زميلاتها من المتوفاتين كانت كالمودعه ، وتمزح مع زوجتي وهي مبتسمه ، كان لديها احساسا ان شيئا ما ينتظرها، الى ان غادرتهن رحمها الله، وسمعنا بنبا وفاتها.
وروى زوج معلمه اخرى ان زوجته ذكرت له ان احدى المعلمتين المتوفاتين ذكرت لها صباح اليوم عن عدد ابنائها، وقالت انها قبلتهم صباح اليوم، قبل ان تغادر للمدرسه فجرا، وهم نيام، ولم تكن تعلم انها ستقبلهم قبله الوداع.
وتابع على لسان زوجته: ان المعلمات المتوفيات يدرسن مادتي الانجليزي والرياضيات وهن من خيرات المعلمات ادبا وخلقا واكفاهن عملا ويحظين بمحبه طالباتهن ومجتهدات في اداء ما يوكل لهن من اعمال.
واشارت المعلمات: مع قله العروض المتوفره في تبوك بما يخص شركات النقل المنظمه ، وسوء المتوفر وعدم توفير وزاره التربيه والتعليم وسيله لنقل المعلمات وضعف حركه النقل الخاصه بالمعلمات وعدم توفير سكن مناسب في القرى التي يوجهن للعمل فيها كل هذا يدفعهن للمخاطره بانفسهن لسنوات والسفر لمسافات يوميه لمدارسهن لحاجتهن الى العمل ما يعني ان مسلسل حوادث المعلمات لن ينتهي.
وطالب اولياء امور المعلمات المغتربات، عبر “سبق”، بالعمل على ايجاد حلول عاجله وجاده مقابل معاناه المعلمات المغتربات بحركه نقل شامله تضمن من خلالها المعلمه الا تعمل اكثر من عام دراسي واحد في القريه التي توجه لها وتوفير وسيله نقل مناسبه وامنه تخضع لصيانه دوريه لنقل المعلمات المغتربات مقابل ما يقدمهن من عمل لوطنهن.
وناشدوا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بتوجيه وزاره التربيه التعليم لايجاد حلول سريعه عن معاناه المعلمات مع النقل الخارجي.
