رد الجميل
كان سمير يحب ان يصنع المعروف مع كل الناس ، ولايفرق بين الغريب والقريب في معاملته الانسانيه .. فهو يتمتع بذكاء خارق وفطنه . فعندما يحضر الى منزله تجده رغم عمره الذي لا يتجاوز الحاديه عشره .. يستقبلك ، وكانه يعرفك منذ مده طويله .. فيقول احلى الكلام ويستقبلك احسن استقبال وكان الفتى يرى في نفسه ان عليه واجبات كثيره نحو مجتمعه واهله ، وعليه ان يقدم كل طيب ومفيد . ولن ينسى ذلك الموقف العظيم الذي جعل الجميع ينظرون اليه نظره اكبار .. ففي يوم راى سمير كلبا يلهث .. من التعب بجوار المنزل . فلم يرض ان يتركه .. وقدم له الطعام والشراب وظل سمير يفعل هذا يوميا ، حتى شعر بان الكلب الصغير قد شفي ، وبدا جسمه يكبر ، وتعود اليه الصحه . ثم تركه الى حال سبيله .. فهو سعيد بما قدمه من خدمه انسانيه لهذا الحيوان الذي لم يؤذ احدا ولا يستطيع ان يتكلم ويشكو سبب نحوله وضعفه . وكان سمير يربي الدجاج في مزرعه ابيه ويهتم به ويشرف على عنايته واطعامه وكانت
تسليه بريئه له
وذات يوم انطلقت الدجاجات بعيدا عن القفص واذا بصوت هائل مرعب يدوي في انحاء القريه وقد افزع الناس. حتى ان سميرا نفسه بدا يتراجع ويجري الى المنزل ليخبر والده . وتجمعت الاسره امام النافذه التي تطل على المزرعه .. وشاهدوا ذئبا كبير الحجم ، وهو يحاول ان يمسك بالدجاجات و يجري خلفها ، وهي تفر خائفه مفزعه وفجاه .. ظهر ذلك الكلب الذي كان سمير قد احسن اليه في يوم من الايام .. و هجم على الذئب وقامت بينهما معركه حاميه .. وهرب الذئب ، وظل الكلب الوفي يلاحقه حتى طرده من القريه واخذ سمير يتذكر ما فعله مع الكلب الصغير وهاهو اليوم يعود ليرد الجميل لهذا الذي صنع معه الجميل ذات يوم ، وعرف سمير ان من كان قد صنع خيرا فان ذلك لن يضيع .. ونزل سمير الى مزرعته ، وشكر الكلب على صنيعه بان قدم له قطعه لحم كبيره ..جائزه له على ما صنعه ثم نظر الى الدجاجات ، فوجدها فرحانه تلعب مع بعضها وكانها في حفله عيد جميله
“حزم الرماح ”
انجب والد عشره اولاد ولما احس قرب اجله دعاهم وقال لولدين منهم: اريد ان تذهبا الى الغابه ، ولتحضرا عصيا قدر عددكم ولا تتاخرا، وبعد قليل عادا ومعهما عشر عصي، فتناولها الوالد وحزمها بحبل ثم دفعها الى اقوى اولاده قائلا: اكسر هذه الحزمه . فلم يستطع، فدفعها الى الثاتي ثم الثالث.. وهكذا، ولما ثبت انهم يعجزون عن كسرها اخذها الوالد وفك رباطها، ثم طلب من اصغرهم ان يكسرها عصا فعصا، ففعل في سهوله ويسر. فقال الاب: لقد رايتكم تعجزون عن كسر العصى العشره وهي مترابطه ، فلما تفرقت استطاع اصغركم ان يكسرها واحده فواحده ، ثم التفت الى الام فقال لها: وصيتي اليك ان تراقبي اولادنا ولا تتهاوني مع من يحاول تفريق جمعهم، وقال لاولاده: انكم لن تستطيعوا ان تحافظوا على قوتكم واحترام الناس لكم الا بوحدتكم، وان يحترم الصغير الكبير ويعطف الكبير على الصغير.