قصص الفتيات الجميلات
هز عباس عصاه يضربها في الارض يمينا و شمالا,
يشق بها له طريقا وسط السوق المزدحمه بالناس
و كانه في احد الادغال ذات الاشجار المتراميه و الاغصان المتشابكه
.كان عباس ضريرا و قد جاوز الاربعين بكثير..
نزهته الوحيده كانت في سوق المدينه و لطالما استغرب شبان حيه من اختياره للسوق كمنتزه له
فاصروا على مراقبته في احد الايام .
لم يكن عباس متسولا بل كان في كثير من الاحيان يتصدق بماله على فقراء السوق كلما اصطدم باحدهم .
رغم ان عباس قد تعود على شعاب السوق و طرقه الضيقه و الملتويه .
.الا انه كان يستعين بالماره لياخذوا بيده عبر الممرات الصعبه
لكن الغريب في الامر ان عباس كان يصطاد النساء من الماره
و اي نساء حسناوات في غايه الجمال و الرقه ..
فقد كانت كل منهن ترق لحاله فتسارع للاخذ بيده وسط السوق حتى يعبرها
و هكذا في كل يوم كان عباس يسعد بمرافقه هؤلاء الجميلات و ينتعش بروائحهن العبقه ..
و ان حرم من النظر لجمالهن .
تعجب الشبان الثلاثه الذين راقبوه من اختياره الصائب و شجاعته في مبادرتهن و طلب معونتهن
و شكوا ايما شك في امره, حتى ظنوا انه مبصر و عزموا على استجوابه و سؤاله عن سر اختياره و توفيقه .
ضحك عباس ملء فيه من تساؤل اولئك الشباب !!
و احس في نبرات اصواتهم و هم يتهافتون لسؤاله و استدراجه مدى عجزهم عن مبادره مثل تلك الحسناوات
و ربما حتى تمييز جمالهن مع انهم مبصرون.
ظل عباس يضحك و يضحك و الشباب مغتاظون منه و قبل ان يمضي هز عصاه مشيرا بها الى قلبه
و واصل طريقه متعثرا تاره عن اليمين و تاره عن الشمال الى ان اسعفته احدى الحسناوات امام مراى الشباب الحائرين.
وفي اليوم الموالي عزم حسان احد الشبان الثلاث ان يقلد عباس ويدعي انه ضرير
فيصطاد من الحسان ما يشاء وظل صاحباه يرقبان المشهد من بعيد.
تنكر حسان حتى لا يصطدم باحد معارفه
وارتدى نظاره سوداء ترى من خلالها عيونه ولا ترى وانتظر في الطرقه المقابله للسوق طويلا
وقد لفحته الشمس فازداد سماره ولم تمر اي من الحسناوات لسوء حظه .
كان صاحباه يتغامزان عليه ويهزءان بصنيعه
وبينما هو يائس بائس اذا بالبدر ينزل من عليائه في عز الظهر يخفق قلب حسان ويكاد ينسى انه اعمى
فقد كاد ان ينتفض مسرعا للحاق بالبدر في تمامه.
لكنه تراجع قليلا وسارع خطاه بعض الشيء ثم تعثر عمدا وراح يصرخ متالما
التفتت الحسناء اليه ورقت لحاله فاخذت بيده,
حتى قام لكن حسان ظل يئن ويتوجع ويشكو صعوبه الطريق
و يتذمر فما كان منها الا ان اسعفته وسارت معه بكل تؤده
كان حسان ماكرا فاستغل الوضع وراح يتكا عليها بكل وقاحه والمسكينه لا تقوى على تحريكه.
كان حسان يحدق في عينيها الساحرتين من وراء زجاج نظارته السوداء وكاد لسانه الطويل ان يتدلى من فمه ليصف جمالها وروعتها
لكنه تذكر للاسف انه اعمى فاكتفى بالنظر…
كانا صاحباه قد نسيا امره لكنهما سرعان ما لمحاه فاخذتهما الغيره وعزما على تقليده في الايام التوالي
وبينما حسان مستمتع برفقه حسنائه اذا ببرق خاطف يمر مسرعا مصطدما بهما سارقا حقيبه الحسناء التي كانت بالكاد عالقه بيدها لفرط ثقل حسان .
وفي غمره الفزع والصدمه و صراخ الحسناء ينزع حسان نظارته
و يناولها الحسناء المصدومه ويركض مسرعا وراء اللص الهارب ليعود بالحقيبه فرحا مسرورا الى حسنائه،
ولكنها عوض ان تشكره على صنيعه رمته بالنظاره على وجهه واوسعته ضربا بالحقيبه على راسه
وخلفته وحيدا حزينا من دون حتى ان تشتمه سارع صاحباه اليه وهما منفجران من الضحك حتى اضحكاه وما هي الا خطوات قليله حتى استدارت الحسناء وعلى وجهها ابتسامه ساحره انسته الم حقيبه الحبيبه .