معلومات عن سجاح التميميه
سجاح بنت الحارث بن سويد بن عقفان امراه نجديه من بني تميم. التف حولها بعض قومها، وقد عزموا على غزو ابي بكر الصديق.
كان ممن استجاب لها مالك بن نويره التميمي وعطارد بن حاجب وجماعه من سادات امراء بني تميم وتخلف اخرون منهم عنها، ثم اصطلحوا على ان لا حرب بينهم الا ان مالك بن نويره لما وادعها ثناها عن عودها وحرضها على بني يربوع ثم اتفق الجميع على قتال الناس وقالوا: بمن نبدا؟ فقالت لهم فيما تسجعه: ” اعدوا الركاب واستعدوا للنهاب ثم اغيروا على الرباب فليس دونهم حجاب “.
ثم ان سجاح قصدت بجنودها اليمامه لتاخذها من مسيلمه الكذاب فهابه قومها، وقالوا: انه قد استفحل امره وعظم، فقالت لهم فيما تقوله: عليكم باليمامه ، دفوا دفيف الحمامه ، فانها غزوه صرامه ، لا تلحقكم بعدها ملامه . قال: فعمدوا لحرب مسيلمه فلما سمع بمسيرها اليه خافها على بلاده وذلك انه مشغول بمقاتله ثمامه بن اثال وقد ساعده عكرمه بن ابي جهل بجنود المسلمين وهم نازلون ببعض بلاده ينتظرون قدوم خالد، كما سياتي فبعث اليها يستامنها ويضمن لها ان يعطيها نصف الارض الذي كان لقريش لو عدلت فقد رده الله عليك فحباك به وراسلها ليجتمع بها في طائفه من قومه فركب اليها في اربعين من قومه وجاء اليها فاجتمعا في خيمه فلما خلا بها وعرض عليها ما عرض من نصف الارض وقبلت ذلك. قال مسيلمه : سمع الله لمن سمع واطمعه بالخير اذا طمع ولا يزال امره في كل ما يسر مجتمع راكم ربكم فحياكم ومن وحشته اخلاكم ويوم دينه انجاكم فاحياكم علينا من صلوات معشر ابرار لا اشقياء ولا فجار يقومون الليل ويصومون النهار لربكم الكبار رب الغيوم والامطار. وقال ايضا: لما رايت وجوههم حسنت وابشارهم صفت وايديهم طفلت، قلت لهم: لا النساء تاتون ولا الخمر تشربون ولكنكم معشر ابرار تصومون فسبحان الله اذا جاءت الحياه كيف تحيون والى ملك السماء كيف ترقون فلو انها حبه خردله لقام عليها شهيد يعلم ما في الصدور ولاكثر الناس فيها الثبور. وقد كان مسيلمه شرع لمن اتبعه ان الاعزب يتزوج فاذا ولد له ذكر فيحرم عليه النساء حينئذ الا ان يموت ذلك الولد الذكر فتحل له النساء حتى يولد له ذكر هذا مما اقترحه من تلقاء نفسه ثم تزوجها واقامت عنده ثلاثه ايام ثم رجعت الى قومها. فقالوا: ما اصدقك فقالت: لم يصدقني شيئا. فقالوا: انه قبيح على مثلك ان تتزوج بغير صداق، فبعثت اليه تساله صداقا فقال: ارسلي الي مؤذنك. فبعثته اليه وهو شبت بن ربعي. فقال: ناد في قومك ان مسيلمه بن حبيب رسول الله قد وضع عنكم صلاتين مما اتاكم به محمد يعني صلاه الفجر وصلاه العشاء الاخره فكان هذا صداقها عليه[1].
كانت مشهوره بالكذب, وكانت العرب تقول: (فلان اكذب من سجاح) نظرا لما اشتهر عنها من الكذب، كانت تعود بنسبها من جهه ابيها الى بني يربوع، ومن هنا كانت على قرابه مع مالك بن نويره ، بينما تعود بنسبها من جهه امها الى بني تغلب الذين كانوا يقيمون في بلاد الرافدين، وهذا ما جعل الرواه يقولون بانها كانت نصرانيه على دين بني تغلب. وعندما بدات حركات الرده خاصه بعد وفاه رسول الله (ص) وسمعت برده طليحه ومسيلمه ، بدات باعلان نبوتها وتبعها عدد كبير من بني تغلب وبني يربوع وسارت الى منطقه نجد حيث ارسلت الى مالك بن نويره تقترح عليه مهاجمه المدينه المنوره معا. ثم اتفقا على مهاجمه بعض القبائل المعاديه لبني تميم وتغلب. لكن قواتها اخفقت في صدامها مع بعض القبائل في منطقه نجد فاتجهت مع اتباعها نحو اليمامه واجتمعت هناك بمسيلمه الكذاب حيث احس بخطرها الداهم واستشار قومه ولكنه لم يجد لديهم، فعزم على ان يجعلها تقع في غرامه، وبالفعل خرج مسيلمه الى قومه وقال لهم: اضربوا لها خيمه بعيدا عن منزلي، واكثروا فيها الطيب والصندل والبخور فان النساء اذا شممن رائحه البخور اشتقن الى الباءه ، وفعل القوم ما امرهم مسيلمه ، وحين وصلت سجاح وقومها لليمامه تقابلت مع مسيلمه بعيدا عن تلك الخيمه التي قد اعدها لها، وكانت مصره على ان تعرف منه حقيقه ادعائه للنبوه ، ولم يكن من مسيلمه الا ان قال لها: نعم لقد انزل علي مثل الذي قد انزل على نبي قريش، فقالت له سجاح: اذا اسمعني من ذلك شيئا, فقرا عليها مسيلمه سجعا من عنده, ثم عرض عليها نصف الارض، ثم عرض عليها الزواج فقبلت به زوجا وجعل مهرها وضع صلاتين مما فرضه محمد (ص): صلاه الفجر وصلاه العشاء وهناك من قال ان مهرها كان اسقاط صلاه العصر عشرين عاما، وبالفعل كان اصحاب الرمله لا يصلون صلاه العصر في ذلك العهد وكانوا يقولون هذا مهر نبيتنا، وصارت هي ايضا تنشيء الفاظا سجعيه كمسيلمه