افضل مقالات مفيدة بالصور مواضيع جميلة

معلومات عن منى غنيم

معلومات عن منى غنيم 20161013 1675

معلومات عن منى غنيم

معلومات عن منى غنيم 20161013 1675

منى غنيم (عندما يغتنم الحرف ) نقد بقلم احمد راشد

  • النقد سلاح ذو حدين يمكن ان يؤدي الى صنع كاتب جيد ويجعله يبدع اكثر ويمكن ان يصيب كاتب ربما في نظر ناقد اخر لديه القدره على الابداع بقتل ما بداخله من ابداع فطريقه النقد تختلف من ناقد لاخر ولكن الناقد الجيد هو من يستطيع ان يجعل من نقده منبرا يتعلم منه الكاتب
    النقد هنا لقاريء وناقد على الفيس بوك وله العديد من الدراسات النقديه على مجموعه من القصص . ا احمد راشدفي ارجوحه الشوق
    يتارجح قلبي
    ينتظر بزوغ الفجر
    من اوتار جيتار
    طائر يصدح على نافذتي
    فترقص حولي الاماني
    صوتا حريري الصدى
    يغني لقلبي قبلا عبقريه التلحين
    ترقص السعاده والحب على لحنها
    امير من عصر الضياء هو
    له سجد العشق يطلب الامان
    ااه ايها الساكن روحي وعيني
    ما اظما الابصار اليك
    دعني اذوب في اتون راحتيك
    اجري نهرا في شرايينك
    دع عصافير اناملك ….
    تطوق خصري
    وراقصني
    تحت امطار نظراتك الدافئه
    منى غنيم
    ***

    حاله حالمه قد غطتها غيوم الواقع الملبده بامطار التساؤل عن مستقبل يرجو كل انسان ان يكون افضل من سابقه ، وفي مثل هذه الحاله كم يكون رائعا ان يمتلك الاديب القدره على مداعبه افكاره للمجيء بمثل هذه الصور الرائعه والعالم الرائق والكلمات العذبه التي تشعر فيها بموسيقى تحيط بك من كل مكان وقد ارسلت اليك طيورا من نور تغرد بين يديك تقول لك : جاءك طوق نجاه من همومك فتمسك به ولو قليلا.. ولولا ان الشاعره اسعدتنا بما كتبت ما كتبت هذا شكرا لها على ما جادت به علينا .
    تبدا القصيده بالجمله في ارجوحه الشوق ، اذا نحن امام شوق على شدته الا انه عذب وليس شوقا كما يقال عنه على احر من الجمر ، وتاتي كلمه الارجوحه لتحمل هذا الشوق كي تبين اريحيه العالم الذي هي فيه .. انها مبدعه على الرغم من شده اشتياقها الا انها متفائله تبدو هادئه لا يعتريها توتر المحبين ، ولكن لماذا لا تتوتر وهي في حاله شوق عارم؟هل لانها متاكده ومطمئنه الى ان ما تريده سيتحقق لا محاله ولذلك هي تغني وكانها توزع علينا صكوك الطمانينه بحتميه تحقق ما تريد ؟ كانه كذلك ، ثم بعد ذلك يتارجح قلبها اذ هو ليس ساكنا ثابتا منتظرا بل انه يقوم بفعل التارجح مما يدل على استمتاعه بهذه الارجوحه ، ومع هذا الانتظار لبزوغ الفجر يبدو هذا القلب قد اسلم نفسه الى عالم احلامه فانفتحت حديقه الصور الجميله من انامل شاعرتنا العزيزه ..
    كم هو رائع ان يكون الفجر البازغ من اوتار جيتار ، ان هذا التعبير تشعر به رائعا من خلال تناغم الصوت والصوره صوره الفجر الاخذ في الطلوع مع صوت الجيتار ، لكن لماذا يتناغم الصوت والصوره ؟ من اجل الحبيب ، انها لمحه جميله من انثى صادقه الحب لا ترى الفجر مجرد تغير في شكل السماء وانما تراه مقترنا بصوت الجيتار ،وكانها تداعب هذا المحبوب فتسقط عليه سمات ما تراه ، ربما لم تر شيئا ولم تحس به وانما هي تختلق مشاهد تستميل بها المحبوب وتسقطها عليه ليتهادى الى رحاب راحتيها ..
    وتحولنا المبدعه الى الخلفيه ذات الطابع الصوتي بشكل اكبر فتعطي مساحه اكبر للصوت الجميله من خلال الرقص والصدى لهذا الصوت ،وهو صوت ناعم كالحرير حتى صداه لا يبدو عاليا بل يبدو اكثر نعومه ورقه وان كنت في رايي الشخصي ارى هذه الصوره فيها شيء من التكلف والاحاله .
    وتستمر حاله الطرب والانتعاش المسيطره على المحبه من خلال الانتقال من الخلفيه الموسيقيه الى الغناء صراحه “يغني لقلبي ” ولنلاحظ كيف هو القلب مره يتارجح ومره يستمع لهذا الشدو مما يعطي انطباعا بالحالميه والدعه والراحه التي ينعم بها في هذا الانتظار الذي تتاكد المبدعه من تحققه يقينا .
    والاصح ان تقول صوت حريري الصدى وليس صوتا ، ومع جمال الصور وانبعاثاتها الشائقه لا يمنع ذلك من الاشاره الى ان عنصر الانبهار قد سيطر على المبدعه بشكل جعلها تجمع كل ما في مفردات البيئه التشبيهيه بشكل قد يكون مبالغا فيه وقد يجمع كذلك اشياء غير متسقه كالقبل عبقريه التلحين ،لكن رقص السعاده والحب على هذه الالحان كان من الصور الجميله التي اعتمدت فيها على التشخيص في ابسط اشكاله وادى غرضه في اشعار القارئ بالاستمتاع .
    وما اروع هذه الصوره “امير من عصر الضياء هو ” ان مبدعتنا قد اعطت صوره تشعر معها بالخلود والاصاله من خلال هذا التعبير الفانتازي الذي يستدعي الى اذهانننا “سندباد ، على الدين ” كما يجمع صورا متناسقه ومتتابعه للمعشوق الفارس الذي ياخذ محبوبته على ظهر جواد ويطير بهما في سماء الحلم والمتعه . كان لهذه الصوره الشعريه او لهذا التعبير تاثير قوي في اضفاء حاله من السحر والمزج بين الماضي والحاضر على القصيده كما انه زاد من اضاءه الصوره وبهجتها ووهجها بعد تعبيرات كادت تقلل من وهج الصوره لتثبت بها شاعرتنا هذه العبقريه في التصور والتناول .
    وفي غمار هذه الصور الجميله تاتي صوره سجود العشق تزيد الصوره قوه واشراقا ليكون هذا المحبوب استثنائيا اذ تتفرد المحبوبه به . ما اجمل هذا المحبوب الذي “سجد له العشق” انه من حسن حظ من تتحدث الشاعره على لسانه انها انفردت بقلبه او بلقائه ، ولا يمنع هذا -كذلك- من الاشاره الى ان مرادفات السجود وما دار في فلكها من تعبيرات توحي بمعنى العباده من اللازم الابتعاد عنها في تصوير حالات الحب والعشق تحقيقا لمعنى القدسيه التي لا تكون لغير الله .
    وتاتي بعد ذلك الاهه مشعره بهذا القدر من الشوق الذي يزداد باقترات المحبوب اكثر فاكثر او باقتراب حضوره في ذهن المبدعه فهي عندما تتخيل قربه تشعر معها بانها تغمض عينيها منتظره وجوده عندما تفتحهما .وكان تعبير “الساكن روحي وعيني ” رائعا في تقديم الملمح الوجداني (سمائيه الحب) اذا جاز التعبير من خلال مجيء كلمه الروح قبل العين ليكون حضور المحبوب في ذهنها اكثر وابعد امدا مما لو كان امام عينيها فقط .
    ما اظما الابصار اليك ذكرتني بما قاله ابراهيم ناجي رحمه الله ما اظما الابصار لك ،هنا يحسب للشاعره العزيزه هذا التراسل في الحواس وهو اعطاء الحواس سمه من سمات غيرها فالفم هو الذي يظما او الحلق لكن في هذا التعبير نجد ان العين هي التي تظما كان رؤيته هي الماء الذي يبل ظماها وهذا من عناصر روعه العمل .
    تعبير اتون راحتيك كان موفقا في تعبيره عن حاله الحب الجنوني ،فهو حب لكل ما ياتي من يديه حتى وان كان اتونا .رغم ان اللفظ “اتون” -وهو الفرن- قد يظنه القارئ العادي مقحما على بيئه الشجر والطير والغناء الا انه في هذه الحاله ياتي رائعا والشاعره به تحقق مبدا الغاء الروابط بمعنى ان الاتون لا يكون لفظه عاديه بل مجازيه عن حراره المصافحه وتشابك اليدين (وليس الاشتباك باليدين!!).
    ومع هذه الصور تاتي الصوره الاجمل “اجري نهرا في شرايينك “يزداد العمل روعه لهذا التوغل في المحبوب ، انها قمه الاعجاب والوفاء الانثوي للمحبوب الذي تتمنى المحبه ان تكون نهرا يجري في شرايين دمائه .. فهي ليست دماءه فحسب بل هي مصدر دمائه ومجيء كلمه النهر في هذا التوقيت تعطي الصوره مزيدا من التكامل والبهجه .
    بعد ذلك دع عصافير اناملك تطوق خصري ، تلك الاصابع الرقيقه التي تشعر معها المحبه بجمال العناق والتي لها رقه العصافير تحيط المحبوبه ليغرد الجمال من حولهما ،وكان لفظ العصافير جميلا في اشعارق بالرقه ، فالمشترك بين الانامل والعصافير ليس الصوت وانما حاله الرقه والانسيابيه وهذا يحسب للمبدعه .
    اخيرا :امطار نظراتك الدافئه .. تلك النظرات المتتابعه كالمطر ولكنها نظرات ليس فيها الا الدفء والحنان يعطي هذا التعبير الشعور بالروعه في عمليه التتابع لهذه النظرات التي تكون لهما كالمظله وهما يتعانقان تحت ظلالها .
    انني اقف عن التعبير ااه.. الى نهايه الجمله واشعر معه ان المبدعه قد تحقق لها ما اردات ولكنها لم تشر صراحه الى تحقق ما تريد والى حضور المحبوب بين يديها، ووفقا لهذا التصور (الذي يحتمل الصواب والخطا) يكون جميلا انتقال المبدعه من حاله الحلم الى حاله تحقق الحلم بهذه الانسيابيه ودون الاشاره الصريحه الى ذلك وهذا يعد نوعا من التعامل الذكي مع النص كما كان حضور الافعال المضارعه وتزايد فعل الامر في الاسطر الاخيره اعطى الانطباع بالاستمراريه في البهجه من ناحيه والتعلق بالمحبوب من ناحيه اخرى وعدم انطفاء جذوه الشوق والا لما قالت دع ،راقص ، وهذا من جماليات النص الذي بين يدينا والذي كان ينقصه فقط العنوان .. عمل ينتمي الى فن الخاطره او قصيده النثر (كما اظن ) وبغض النظر عن نوع الفن الذي ينتمي اليه فهو ينتمي الى انسانيه القلب وعبقريه التامل وجمال النفس .. دمت مبدعه وفقك الله اختنا العزيزه منى .

اعلان 3
السابق
عادات الشيعه السيئة
التالي
تقنية الكترونيات