الناظر في حقيقه دور المعلم، ومهامه التي يؤديها، يدرك جيدا مدى اهميه الدور الذي يؤديه المعلم في بناء مجتمع قوي، ومتماسك، ومتطور علميا وعمليا .
فالعلم هو اول خطوه لتطور الشعوب، وتقدمها في كثير من المجالات، فالعلم يولد مجتمع منظم، يقوم في معاملات افراده بعضهم مع بعض على الاحترام والراي المتبادل فيما بينهم ؛ للوصول الى افضل الاراء التى تساهم في تقدم البلاد وتطورها .
والعلم كالسفينه التي تسير في البحر، فالسفينه تحتاج الى ربان يمضي بها، اينما يوجهها تسير، وهذا الدور الذي يقوم به المعلم في بلادنا، هو قياده الاجيال الى التطور فكريا وثقافيا واجتماعيا .
فعندما يقف الانسان وقفه صغيره مع نفسه، ويتخلل هذه الوقفه تصور لدور المعلم في المجتمع، نجد ان للمعلم قيمه عظيمه ، وندرك حينها ضخامه ، وعظم الدور الذي يقوم به، بل وندرك ايضا عظم وضخامه المسؤوليه التي تقع على عاتقه، فتثقل له كاهله، فالمعلم قائد للاجيال، يسقيهم من علمه وتجاربه، فيثمر لنا افضل الثمر بتخريجه للعلماء، والقاده الذين يتميزون بالعلم وقوه الاراده ؛ بسبب ذلك الغرس الذي غرسه فيهم، ورباهم عليه، فنشاوا ثم شبوا على ذلك الغراس العظيم من ذلك القائد العظيم، الا وهو المعلم .
فمما لا يجب ان نشك فيه، ان اكثر الناس حقا في التكريم والتبجيل، هم اولئك الجنود المجهولون، هم اولئك القاده العظام، الذين ساروا ومضوا بطلابنا حتى اوصلوهم الى شواطئ العلم، وبر النجاه من الجهاله .
اما عن لفظ المعلم فهو لفظ مشتق من العلم، وماخوذ منه انتزاعا، وكما قيل فالمعلم يجول ويصول، يصيد ببحر علمه على تلك الارض القاحله ، فتغدوا بعد اصطياده خضراء يانعه ، وقد كانت من قبل قاحله .
لذلك يتحتم على المجتمع ككل، وعلى الطلاب على وجه الخصوص، ان يعطوا المعلمين حقوقهم، وان ينظروا اليهم بعين الاحترام والاكرام، والخضوع والتواضع، فالخضوع والتواضع للمتعلم امام المعلم عزه ورفعه لطالب العلم، فمن عظيم فضل المعلم، وحقه على المتعلم، ان يحترمه، وان يحسن الاستماع اليه الى ان ينتهي، وايضا من حسن معامله المعلم ان ياخذ المتعلم نصائحه على محمل الجديه ، وان يذعن اليها، لما للمعلم من تجارب وتجارب كثيره ، كان قد مر بها، فهو يعطيك صفوه خبرته في الحياه ، وهذا هو هدف المعلم، ان يجعل منك الافضل، وان يخرج ويفجر كل طاقاتك لخدمه بلدك ووطنك .
المعلم هو النور الذي ينير للمظلمين طريقهم، صديق المعرفه وعدو الجهل، فهو الشامخ في عالم المعرفه والعلم، وهو الذي يكون قادرا على تنميه الفكر والعقل لدى الطالب ؛ لذلك وجب تكريمه وتفضيله، وجعل مكانه خاصه له في المجتمع، تليق بما يحمل من رساله ، هي اشرف الرسائل، وهي الرساله التي بعث بها خاتم النبيين والمرسلين محمد -صلى الله عليه وسلم- الا وهي العلم .
