مواضيع عامة مفيدة جميلة بالصور

قصيدة عن الاباء والابناء

قصيدة عن الاباء والابناء 20161020 607

قصيده عن الاباء والابناء

قصيدة عن الاباء والابناء 20161020 607

حين امر الله تعالى ببر الوالدين فهو ظاهر بمعاناتهما من اجل سعاده الابناء، مطلع على ما يكنان من حب واماني لمستقبلهم وما يتطلعان اليه منهم من امال هي اكبر ما يتمنيان لنفسيهما من سعاده وتوفيق ونجاح. ولكن هناك من الابناء من لا يشعر بكل هذا العطف والحنان، بل ربما تمادى انكارا لفضلهما وعقوقا لواجب برهما. وقد يؤدي به نجاحه في الحياه الى التطاول عليهما وياخذه الغرور بتجهيلهما وتميزه بالفهم والمعرفه وينسى فضل التربيه والدعاء الذي يواجهان به عقوقه، كما حدث من ابن اميه بن ابي الصلت الذي تجسد عقوقه ابيات لابيه وردت في كتاب «قصه الادب في الحجاز» للدكتور محمد عبدالمنعم خفاجي والاستاذ عبدالله عبدالجبار، وقيل ان هذه الابيات ابكت النبي صلى الله عليه وسلم، عندما رواها له شيخ يشكو من عقوق ابنه، وتلك الابيات هي:

غذوتك مولودا وعلتك يافعا

اعلان 3

تعل بما ادني اليك وتنهل

اذا ليله نابتك بالشكو لم ابت

لشكواك الا ساهرا اتململ

كاني انا المطروق دونك بالذي

طرقت به دوني وعيني تهمل

تخاف الردى نفسي عليك وانما

لتعلم ان الموت وقت مؤجل

فلما بلغت السن والغايه التي

اليها مدى ما كنت فيك اؤمل

جعلت جزائي منك هجرا وغلظه

كانك انت المنعم المتفضل

وسميتني باسم المفند رايه

وفي رايك التفنيد لو كنت تعقل

فليتك اذ لم ترع حق ابوتي

فعلت كما الجار المقاصب يفعل

فاوليتني حق الجوار ولم تكن

علي بمال دون مالك تبخل

واميه بن ابي الصلت ثقفي من اهل الطائف ادرك الاسلام ولم يسلم، المه عقوق ابنه فعبر عن المه بتلك الابيات المؤثره . والتفنيد بمعني التسفيه.

وفي الادب الشعبي يروي المنديل رحمه الله في كتابه «من ادابنا الشعبيه ج 9 » قصه فتاه جميله كلما تقدم خاطب لها تشترط ان يعزلها في منزل مستقل عن منزل والديه. وهو شرط احترازي لدفع المشاكل التي قد تؤثر في مسار الحياه الزوجيه ، للغيره التي تنشا بين الامهات والزوجات، فقد يصعب على الام مشاركه امراه لها في حب ابنها، وذاك حب مضمخ بعاطفه الامومه وبرها وتربيه ابنها تربيه فيها تضحيه وايثار وامل ثم يفضي هذا المسار الى زوجه معقود حبها بود ورحمه وسكن وتطلع الى بناء اسره صالحه . هذه العلاقه تواجه احيانا صراعا ومشاكل مختلقه تدفع الزوجه واولياءها الى تفاديها فيشترط البيت المستقل.

امي وابويه ما لهم غير ظلي والا انت ظلك يا اريش العين تلقاه

كان خطاب الفتاه الذين يوافقون على شرطها يفاجاون بعدم موافقتها غير ان احدهم عندما وافاه مندوبه اليها يحمل شرطها اجابه بالابيات التاليه :

البارحه غض النهد مرسل لي

رساله خلاني اسعى لفرقاه

ان كان ما صيده علينا تغلي

والا انت يا المرسال طس انت واياه

امي وابويه ما لهم غير ظلي

والا انت ظلك يا اريش العين تلقاه

امي ليا شافت خيالي تهلى

كم ليله بعدي عن النوم مقزاه

لي سنتين وديدها عيشه لي

والعب على المتنين واقول يا ياه

هكذا اورد المنديل الابيات، وقد يكون لها بقيه حيث اقتصر الشاعر على ذكر الام دون الاطاله في الحديث عن الاب، وربما ركز على الاكثر حاجه اليه منهما، او ان هاجس الغيره بين الام والزوجه كان الارجح خشيه من الزوجه .

على ايه حال عندما اطلعت الفتاه على رده فرحت واشعرته بموافقتها. كان هدف الفتاه ان تجد زوجا يبر بوالديه لترسخ هذه الفضيله في ابنائها، ولان البر فضيله وحصيله تربيه فسيكون محسنا الى زوجه وسيقتدى به ابناؤه وينشا بيت الزوجيه على اسس تربويه قويمه .

ان ديننا الحنيف يحض على البر بالوالدين «وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا» كيف لا نبرهما ونحسن اليهما وقد تكبدا في سبيل نشاتنا ما تكبدا من الام ومسؤوليه ، وكم عقدا من امال، وتمنيا من امنيات. وكم كان وقع اخلاف الظن بالابناء على النفس من الام وحسرات، ويظل الابن طفلا في عيون والديه حتى يفارقا الحياه وذلك من اشفاقهما عليه.

ان ابيات ابن ابي الصلت لاشك انها لم تفقد وقعها المؤثر رغم مرور اكثر من الف واربع مئه وخمسين سنه ، ذلك انها تحمل مشاعر الابوه الحقه في زمن لم يتاثر بتعاليم الاسلام ورفقه بالاسره .

نحن اليوم نعيش زمنا تتفاوت فيه فرص النجاح، فقد يكون الابناء فيه اكبر حظا من ابائهم لتحصيلهم العلمي واجتهادهم وعلاقاتهم، وما يتهيا لهم من فرص مكتسبه عن طريق المهاره والابداع، مثل ما نرى في مجال الرياضه ، وكره القدم بخاصه ، عندما يحصل لاعب من ابوين فقيرين على ملايين الريالات فتنقلب حياته الى تصور ورؤيه مختلفه وفق تفكيره، وقد ينعكس ذلك سلبا على الاسره اذ يصبح الجاه والضجيج الاعلامي مصاحبا لحياه الابن، ويصبح الاب خاضعا او تابعا لاملاءات الوضع الجديد. ومن تقاليد المعاصره والمجال ما لا يتناغم مع قناعات الاب.

ولكن ينبغي ان نتواصى بابائنا وامهاتنا فان بريق الدنيا ظل زائل. ولنتذكر ما كابد الاباء والامهات في سبيل اعدادنا لمستقبل خيره يفيض علينا فضلا وسعاده لا ينالهما منها غير الفرح بما اصبح عليه ابناؤهما، وشكر الله على توفيقه. وكم شاهدنا من يتنكر لوالديه ويتافف من رؤيتهما بين محبيه واصدقائه، فيكون محل نقد اجتماعي، وعلى خلاف ذلك من احتفظ بحق والديه، ورد الفضل لله ثم لتربيتهما له. وفقنا الله واياكم وشرح صدورنا لفعل الخير، وخفضنا لهما جناح الذل من الرحمه ، وقلنا: رب ارحمهما كما ربيانا صغارا.

  • شعر عن الابناء
  • شعر عن حب الابناء
السابق
رسائل احضنك وابوسك
التالي
تفسير الحمار في البيت لابن سفين