مواضيع عامة مفيدة جميلة بالصور

صفات الرسول محمد

صفات الرسول محمد 20161021 624

صفات الرسول محمد

صفات الرسول محمد 20161021 624

فهو اصدق من تكلم، كلامه حق وصدق وعدل، لم يعرف الكذب في حياته جادا او مازحا، بل حرم الكذب، وذم اهله ونهى عنه، وقال: “ان الصدق يهدي الى البر، وان البر يهدي الى الجنه ، ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا…”[1].

واخبر ان المؤمن قد يبخل وقد يجبن، لكنه لا يكذب ابدا، وحذر من الكذب في المزاح لاضحاك القوم، فعاش -عليه الصلاه والسلام- والصدق حبيبه وصاحبه، ويكفيه صدقا انه اخبر عن الله بعلم الغيب، وائتمنه الله على الرساله ، فاداها للامه كامله تامه ، لم ينقص حرفا ولم يزد حرفا، وبلغ الامانه عن ربه باتم البلاغ، فكل قوله وعمله وحاله مبني على الصدق، فهو صادق في سلمه وحربه، ورضاه وغضبه، وجده وهزله، وبيانه وحكمه، صادق مع القريب والبعيد، والصديق والعدو، والرجل والمراه ، صادق في نفسه ومع الناس، في حضره وسفره، وحله واقامته، ومحاربته ومصالحته، وبيعه وشرائه، وعقوده وعهوده ومواثيقه، وخطبه ورسائله، وفتاويه وقصصه، وقوله ونقله، وروايته ودرايته.

اعلان 3

بل معصوم من ان يكذب؛ فالله مانعه وحاميه من هذا الخلق المشين، قد اقام لسانه وسدد لفظه، واصلح نطقه وقوم حديثه، فهو الصادق المصدوق الذي لم يحفظ له حرف واحد غير صادق فيه، ولا كلمه واحده خلاف الحق، ولم يخالف ظاهره باطنه، بل حتى كان صادقا في لحظاته ولفظاته واشارات عينيه، وهو الذي يقول: “ما كان لنبي ان تكون له خائنه اعين”[2].

بل هو الذي جاء بالصدق من عند ربه، فكلامه صدق وسنته صدق، ورضاه صدق وغضبه صدق، ومدخله صدق ومخرجه صدق، وضحكه صدق، وبكاؤه صدق، ويقظته صدق، ومنامه صدق، {ليسال الصادقين عن صدقهم} [الاحزاب: 8]، {يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين} [التوبه : 119]، {فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم} [محمد: 21].

فهو صادق مع ربه، صادق مع نفسه، صادق مع الناس، صادق مع اهله، صادق مع اعدائه، فلو كان الصدق رجلا لكان محمدا ، وهل يتعلم الصدق الا منه بابي هو وامي؟ وهل ينقل الصدق الا عنه بنفسي هو؟ فهو الصادق الامين في الجاهليه قبل الاسلام والرساله ، فكيف حاله بالله بعد الوحي والهدايه ونزول جبريل عليه ونبوته واكرام الله له بالاصطفاء والاجتباء والاختيار؟!

محمد r صابرا:

فلا يعلم احد مر به من المصائب والمصاعب والمشاق والازمات كما مر به ، وهو صابر محتسب {واصبر وما صبرك الا بالله} [النحل: 127]. صبر على اليتم والفقر والعوز والجوع والحاجه والتعب والحسد والشماته وغلبه العدو احيانا، وصبر على الطرد من الوطن والاخراج من الدار والابعاد عن الاهل، وصبر على قتل القرابه والفتك بالاصحاب وتشريد الاتباع وتكالب الاعداء وتحزب الخصوم واجتماع المحاربين وصلف المغرضين وكبر الجبارين وجهل الاعراب وجفاء الباديه ومكر اليهود وعتو النصارى وخبث المنافقين وضرواه المحاربين، وصبر على تجهم القريب وتكالب البعيد، وصوله الباطل وطغيان المكذبين.

صبر على الدنيا بزينتها وزخرفها وذهبها وفضتها، فلم يتعلق منها بشيء، وصبر على اغراء الولايه وبريق المنصب وشهوه الرئاسه ، فصد عن ذلك كله طلبا لمرضاه ربه، فهو الصابر المحتسب في كل شان من شئون حياته؛ فالصبر درعه وترسه وصاحبه وحليفه، كلما ازعجه كلام اعدائه تذكر {فاصبر على ما يقولون} [طه: 130]. وكلما بلغ به الحال اشده والامر اضيقه تذكر {فصبر جميل} [يوسف: 18]. وكلما راعه هول العدو واقض مضجعه تخطيط الكفار، تذكر {فاصبر كما صبر اولو العزم من الرسل} [الاحقاف: 35].

وصبره صبر الواثق بنصر الله، المطمئن الى وعد الله، الراكن الى مولاه، المحتسب الثواب من ربه جل في علاه، وصبره صبر من علم ان الله سوف ينصره لا محاله ، وان العاقبه له، وان الله معه، وان الله حسبه وكافيه، يصبر على الكلمه النابيه فلا تهزه، وعلى اللفظه الجارحه فلا تزعجه، وعلى الايذاء المتعمد فلا ينال منه.

مات عمه فصبر، وماتت زوجته فصبر، وقتل حمزه فصبر، وابعد من مكه فصبر، وتوفي ابنه فصبر، ورميت زوجته الطاهره فصبر، وكذب فصبر، قالوا له شاعر كاهن ساحر مجنون كاذب مفتر فصبر، اخرجوه، اذوه، شتموه، سبوه، حاربوه، سجنوه.. فصبر، وهل يتعلم الصبر الا منه؟ وهل يقتدى باحد في الصبر الا به؟ فهو مضرب المثل في سعه الصدر، وجليل الصبر، وعظيم التجمل، وثبات القلب، وهو امام الصابرين وقدوه الشاكرين .محمد r جوادا:

فهو اكرم من خلق الله، واجود البريه نفسا ويدا، فكفه غمامه بالخير، ويده غيث الجود، بل هو اسرع بالخير من الريح المرسله ، لا يعرف “لا” الا في التشهد:

ما قال “لا” قط الا في تشهده *** لولا التشهد كانت لاؤه نعم

يعطي -عليه الصلاه والسلام- عطاء من لا يخشى الفقر؛ لانه بعث بمكارم الاخلاق، فهو سيد الاجواد على الاطلاق، اعطى غنما بين جبلين، واعطى كل رئيس قبيله من العرب مائه ناقه ، وساله سائل ثوبه الذي يلبسه فخلعه واعطاه، وكان لا يرد طالب حاجه ، قد وسع الناس بره، طعامه مبذول وكفه مدرار، وصدره واسع، وخلقه سهل، ووجه بسام:

تراه اذا ما جئته متهللا *** كانك تعطيه الذي انت سائله

ينفق مع العدم ويعطي مع الفقر، يجمع الغنائم ثو يوزعها في ساعه ، ولا ياخذ منها شيئا، مائدته معروضه لكل قادم، وبيته قبله لكل وافد، يضيف وينفق ويعطي الجائع باكله، ويؤثر المحتاج بذات يده، ويصل القريب بما يملك، ويواسي المحتاج بما عنده، ويقدم الغريب على نفسه، فكان ايه في الجود والكرم، حتى لا يقارن به اجواد العرب كحاتم وهرم ابن جدعان؛ لانه يعطي عطاء من لا يطلب الخلف الا من الله، ويجود جود من هانت عليه نفسه وماله وكل ما يملك في سبيل ربه ومولاه، فهو اندى العالمين كفا، واسخاهم يدا، واكرمهم محتدا.

قد غمر اصحابه واحبابه واتباعه، بل حتى اعداءه ببره واحسانه وجوده وكرمه وتفضله، اكل اليهود على مائدته، وجلس الاعراب على طعامه، وحف المنافقون بسفرته. ولم يحفظ عنه انه تبرم بضيف او تضجر من سائل او تضايق من طالب، بل جر اعرابي برده حتى اثر في عنقه وقال له: اعطني من مال الله الذي عندك، لا من مال ابيك وامك! فالتفت اليه وضحك واعطاه. وجاءته الكنوز من الذهب والفضه وانفقها في مجلس واحد، ولم يدخر منها درهما ولا دينارا ولا قطعه ، فكان اسعد بالعطيه يعطيها من السائل.

وكان يامر بالانفاق والكرم والبذل، ويدعو للجود والسخاء، ويذم البخل والامساك، فيقول: “من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم ضيفه”[3]، وقال: “كل امرئ في ظل صدقته حتى يفصل بين الناس”[4]، وقال: “ما نقصت صدقه من مال”[5].

محمد r شجاعا:

هذا مما تناقلته الاخبار وسار مسير الشمس في رابعه النهار، فكان اثبت الناس قلبا، وكان كالطود لا يتزعزع ولا يتزلزل، ولا يخاف التهديد والوعيد، ولا ترهبه المواقف والازمات، ولا تهزه الحوادث والملمات، فوض امره لربه وتوكل عليه واناب اليه، ورضي بحكمه واكتفى بنصره ووثق بوعده، فكان -عليه الصلاه والسلام- يخوض المعارك بنفسه ويباشر القتال بشخصه الكريم، يعرض روحه للمنايا ويقدم نفسه للموت، غير هائب ولا خائف، ولم يفر من معركه قط، وما تراجع خطوه واحده ساعه يحمي الوطيس وتقوم الحرب على ساق، وتشرع السيوف وتمتشق الرماح وتهوي الرءوس ويدور كاس المنايا على النفوس، فهو في تلك اللحظه اقرب اصحابه من الخطر، يحتمون احيانا وهو صامد مجاهد، لا يكترث بالعدو ولو كثر عدده، ولا يابه بالخصم ولو قوي باسه، بل كان يعدل الصفوف، ويشجع المقاتلين، ويتقدم الكتائب.

وقد فر الناس يوم حنين وما ثبت الا هو وسته من اصحابه، ونزل عليه {فقاتل في سبيل الله لا تكلف الا نفسك وحرض المؤمنين} [النساء: 84]. وكان صدره بارزا للسيوف والرماح، يصرع الابطال بين يديه، ويذبح الكماه امام ناظريه وهو باسم المحيا، طلق الوجه، ساكن النفس.

وقفت وما في الموت شك لواقف *** كانك في جفن الردى وهو نائم

تمر بك الابطال كلمى هزيمه *** ووجهك وضاح وثغرك باسم

وقد شج -عليه الصلاه والسلام- في وجهه وكسرت رباعيته، وقتل سبعون من اصحابه، فما وهن ولا ضعف ولا خار، بل كان امضى من السيف. وبرز يوم بدر وقاد المعركه بنفسه، وخاض غمار الموت بروحه الشريفه . وكان اول من يهب عند سماع المنادي، بل هو الذي سن الجهاد، وحث وامر به.

وتكالبت عليه الاحزاب يوم الخندق من كل مكان، وضاق الامر وحل الكرب، وبلغت القلوب الحناجر، وظن بالله الظنون، وزلزل المؤمنون زلزالا شديدا، فقام يصلي ويدعو ويستغيث مولاه حتى نصره ربه، ورد كيد عدوه واخزى خصومه، وارسل عليهم ريحا وجنودا، وباءوا بالخسران والهوان.

ونام الناس ليله بدر وما نام هو ، بل قام يدعو ويتضرع ويتوسل الى ربه ويساله نصره وتاييده، فيا له من امام وما اشجعه! لا يقوم لغضبه احد، ولا يبلغ مبلغه في ثبات الجاش وقوه القلب مخلوق، فهو الشجاع الفريد، والصنديد الوحيد الذي كملت فيه صفات الشجاعه ، وتمت فيه سجايا الاقدام وقوه الباس، وهو القائل: “والذي نفسي بيده، لوددت اني اقتل في سبيل الله ثم احيا ثم اقتل”[6].

محمد r زاهدا:

كان زهده زهد من علم فناء الدنيا وسرعه زوالها وقله زادها وقصر عمرها، وبقاء الاخره وما اعده الله لاوليائه فيها من نعيم مقيم واجر عظيم وخلود دائم، فرفض الاخذ من الدنيا الا بقدر ما يسد الرمق ويقيم الاود، مع العلم ان الدنيا عرضت عليه وتزينت له واقبلت اليه، ولو اراد جبال الدنيا ان تكون ذهبا وفضه لكانت، بل اثر الزهد والكفاف، فربما بات جائعا، ويمر الشهر لا توقد في بيته نار، ويستمر الايام طاويا لا يجد رديء التمر يسد به جوعه، وما شبع من خبز الشعير ثلاث ليال متواليات، وكان ينام على الحصير حتى اثر في جنبه، وربط الحجر على بطنه من الجوع، وكان ربما عرف اصحابه اثر الجوع في وجهه عليه الصلاه والسلام.

وكان بيته من طين، متقارب الاطراف، داني السقف، وقد رهن درعه في ثلاثين صاعا من شعير عند يهودي، وربما لبس ازارا ورداء فحسب، وما اكل على خوان قط، وكان اصحابه ربما ارسلوا له الطعام لما يعلمون من حاجته اليه، كل ذلك اكراما لنفسه عن ادران الدنيا، وتهذيبا لروحه وحفظا لدينه؛ ليبقى اجره كاملا عند ربه، وليتحقق له وعد مولاه {ولسوف يعطيك ربك فترضى} [الضحى: 5].

فكان يقسم الاموال على الناس ثم لا يحوز منها درهما واحدا، ويوزع الابل والبقر والغنم على الاصحاب والاتباع والمؤلفه قلوبهم ثم لا يهب بناقه ولا بقره ولا شاه ، بل يقول عليه الصلاه والسلام: “لو كان لي كعضاه -اي: شجر- تهامه مالا لقسمته، ثم لا تجدوني بخيلا ولا كذابا ولا جبانا”[7].

وراودته الجبال الشم من ذهب *** عن نفسه فاراها ايما شمم

بل وكان -عليه الصلاه والسلام- الاسوه العظمى في الاقبال على الاخره وترك الدنيا، وعدم الالتفات اليها او الفرح بها او جمعها او التلذذ بطيباتها او التنعم بخيراتها، فلم يبن قصرا، ولم يدخر مالا، ولم يكن له كنز ولا جنه ياكل منها، ولم يخلف بستانا ولا مزروعه ، وهو القائل: “لا نورث، ما تركناه صدقه “[8]. وكان يدعو بقوله وفعله وحاله الى الزهد في الدنيا، والاستعداد للاخره والعمل.

ما نظر اليه -وهو امام المسلمين وقائد المؤمنين وافضل الناس اجمعين- يسكن في بيت طين، وينام على حصير بال، ويبحث عن تمرات تقيم صلبه، وربما اكتفى باللبن.

بل خير بين ان يكون ملكا رسولا او عبدا رسولا، فاختار ان يكون عبدا رسولا، يشبع يوما ويجوع يوما، حتى لقي الله .

ومن زهده في الدنيا سخاؤه وجوده كما تقدم، فكان لا يرد سائلا، ولا يحجب طالبا، ولا يخيب قاصدا، واخبر ان الدنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضه ، وقال: “كن في الدنيا كانك غريب او عابر سبيل”[9].

ويروى عنه انه قال: “ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس”[10]. وقال: “ما لي وللدنيا، انما مثلي ومثل الدنيا كمثل رجل قال في ظل شجره ثم قام وتركه”[11].

وقال: “الدنيا ملعونه ، ملعون ما فيها الا ذكر الله وما والاه، وعالما او متعلما”[12]. وقال: “ليس لك من مالك الا ما اكلت فافنيت، او لبست فابليت، او تصدقت فامضيت”[13].

السابق
اقوال مثيرة ومصورة عن الحياة افعل ماشئت
التالي
قصة المسلسل التركي لغز الماضي