الم البطن في العاده الشهريه
تصيب 80% من النساء من مختلف الاعمار .. بعضها طبيعي والاخر ينجم عن اسباب مرضيه
الرياض: د. عبير مبارك
تتنوع الام الدوره الشهريه ، فمنها ما يحدث اثناء الحيض او قبله ومنها ما يحصل في منتصف الدوره تقريبا اي اثناء نزول البويضه من احد المبايض. وتصيب الام الدوره الشهريه عموما حوالي 80% من النساء سواء كن صغيرات في السن او في مراحل اخرى من العمر في سنين الحيض.
وهناك ثلاثه امور ملاحظه ، الاول ان غالبيه الالام متوسطه القوه واقرب الي التعب والضيق او الثقل الذي ربما يعد امرا طبيعيا لدى كثير من النساء وملازما لعمليه الحيض او الاباضه (نزول البويضه ) والشديد منها حسب وصف المراه يحصل لدى ما يقارب 40% منهن، ولدى 10% يستمر حتى ثلاثه ايام من بدء الحيض. والثاني ان صغيرات السن الشابات هن اكثر عرضه للمعاناه مقارنه بمن تجاوزن الثلاثين من العمر. والم الحيض او ما يسمى عسر الطمث، هو عباره عن شد او تقلص مؤلم في الجزء السفلي من البطن او الم موجع في المنطقه السفلى من الظهر، وينقسم الي نوعين هما النوع الاولي ويحدث حينما لا يكون هناك سبب مرضي له، والنوع الثانوي الذي يحصل نتيجه وجود اسباب مرضيه لدى المراه تؤدي الى ظهور الم تقلصي يصاحب الدوره الشهريه . ولا يصنف الالم علي انه اولى الا بعد استثناء وجود اسباب مرضيه اخرى.
الم الدوره الشهريه من النوع الاولي يحصل كنتيجه مباشره لارتفاع نسبه بعض المواد الكيميائيه في الجسم تدعى «بروستاغلاندين، وتؤدي هذه المواد الى زياده انقباض الاوعيه الدمويه الصغيره في جدار الرحم وترسب الصفائح الدمويه فيها وزياده ايقاع انقباضات الرحم مما يؤدي الى ظهور الالم. ويبدا الالم مع بدء الحيض ويزول خلال اول ثلاثه ايام منه. كما ان هذه المواد مسؤوله ايضا عن الاعراض المصاحبه في الجهاز الهضمي التي تحصل احيانا لدى بعض النساء كالقيء او الاسهال او الامساك. وعلى حسب ما اتضح من الدراسات الطبيه فان العوامل التي تزيد من احتمال حصول النوع الاولي تشمل عدم الحمل في السابق او السمنه او التدخين او وجود تاريخ عائلي لالام الحيض لدى بعض القريبات. بينما في الم الدوره الثانوي تلعب مواد «بروستاغلاندين» دورا في زياده ايقاع انقباضات الرحم بالاضافه الى ان هناك اسبابا مرضيه اخرى كالالتهابات الميكروبيه او وجود الاورام الليفيه في عضله الرحم او مرض البطان الرحمي او وجود لولب داخل الرحم لمنع الحمل او غيرها من الاسباب. ولذا فان من الملاحظ ان الالم يبدا قبل مجيء الحيض باسبوع ويستمر لبضعه ايام بعض انقطاع خروج دم الحيض.
وبالرغم من ان الامر لا يحمل في الغالب خطوره صحيه خاصه النوع الاولي فان الام الدوره الشهريه تعتبر السبب الرئيسي للتغيب عن الدراسه او العمل لدى النساء ما دون سن الثلاثين.
وبمراجعه الطبيب فان سؤال المراه والفحص الطبي واجراء التحاليل وغيرها من الفحوصات الطبيه تؤدي الى معرفه السبب ووضع الحلول لها ان كان ناتجا عن حالات اخرى تؤدي اليه اي حينما يكون من النوع الثانوي.
وقد يدفع الالم الشديد بعض النساء الى اللجوء الى قسم الاسعاف وهناك يتم تقييم الوضع لاستثناء بعض الاسباب المهدده للسلامه والمسببه للالم الشديد كحالات الحمل خارج الرحم مثلا او وجود التهاب في الزائده الدوديه او التهابات في الحوض او اكياس في المبيض. والعلاج سيكون بحسب السبب، كالمضادات الحيويه للالتهابات البكتيريه وتثبيط نشاط الانسجه المبطنه للرحم في حالات مرض بطان الرحم الشائع ومخففات الالم او مثبطات افراز ماده بروستاغلاندين او وصف الادويه المانعه للحمل لوقف خروج البويضه وتخفيف الاعراض المصاحبه لخروجها او ظهور دم الحيض.
والخيارات المتاحه للعلاج متعدده حسب كل سبب كما تقدم. ومن الضروري التنبه الى اهميه مراجعه الطبيب لمعرفه السبب لان مضاعفات بعض اسباب النوع الثانوي ربما تؤثر على الصحه وكذلك القدره على الانجاب. ان من افضل مثبطات افراز مواد بروستاغلاندين هي الادويه المخففه للالم من نوع الادويه غير الستيرويديه كالبروفين او الفولتارين والتي تفيد بشكل واسع في اكثر من 80% من الحالات، والتي لو لم تتحكم في حالات الالم فانه ربما يكون اللجوء الى حبوب منع الحمل امرا ناجعا، مع الاهتمام بالوسائل المنزليه البسيطه لتخفيف الالم والتي ربما تفيد كثيرا من النساء سواء في الوقايه او العلاج لحالات الالم المصاحب للدوره الشهريه .
* نصائح للعلاج المنزلي من اطباء جامعه هارفارد
* تشير النصائح التي تقدمها كليه الطب في جامعه هارفارد الاميركيه الى انه يمكن لكثير من النساء، خاصه صغيرات السن من الشابات تخفيف حده المعاناه من الم الدوره الشهريه وتقلصات الرحم المصاحبه لنزول دم الحيض بتناول احد انواع حبوب مسكنات الالم المتوفره والتي تباع دون الحاجه الى وصفه طبيه . كما ويمكن لبعض الوصفات المنزليه ان تخفف الشيء الكثير من التعب والارهاق الناجم عن تقلصات الرحم والاعراض التي تسبق الحيض بذاته.
ولتخفيف اعراض ما قبل الحيض اي في الاسبوع السابق لنزول دم الحيض, فان على المراه اتباع الاتي:
1 التقليل من تناول الاطعمه المالحه او الحلوه .
2 التقليل من تناول المشروبات المحتويه على الكافيين كالقهوه وكذلك تقليل تناول الشوكولاته.
3 ممارسه الرياضه البدنيه كالمشي او الهروله او السباحه لتنشيط الدوره الدمويه وتقليل فرصه تضييقت الاوعيه الدمويه او ترسب الصفائح الدمويه .
4 البعد عن اسباب التوتر النفسي والتقليل من ارهاق العمل الوظيفي.
ولتخفيف التعب واعراض تقلصات الرحم اثناء الحيض نفسه فعلى المراه اتباع الاتي:
1 البقاء في اجواء دافئه والبعد عن الغرف او الاجواء شديده البروده .
2 وضع وساده التدفئه على البطن او وضع زجاجه من الماء الدافئ عليه.
3 اخذ حمام ماء دافئ.
4 تناول المشروبات والاطعمه الدافئه .
5 رفع الساقين قليلا اثناء النوم.
6 النوم على احد الجانبين مع ثني الركبتين اي كوضع الجنين.
7 تناول وجبات خفيفه الكميه ومتعدده اثناء اليوم.
8 ممارسه جلسات الهدوء والتامل والتنفس ببطء وهدوء.
9 البعد عن اسباب التوتر النفسي والمشاجرات العائليه .
10 الامتناع عن التدخين او المشروبات الكحوليه .