قال تعالى(للة ملك السماوات و الارض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء اناثا و يهب لمن يشاء الذكور{49} او يزوجهم ذكرانا و اناثا و يجعل من يشاء عقيما انه عليم قدير{50}
عن ابى سعيد الخدرى رضى الله عنة قال : قال رسول الله صلي الله علية و سلم (( لا يصبح لاحدكم ثلاث فتيات فيحسن اليهن الا دخل دخل الجنة ))
و عن عائشة رضى الله عنها قالت : قال رسول الله صلي الله علية و سلم (( من ابتلى بشيء من البنات فصبر عليهن كن له حجابا من النار )) رواة الترمذى .
ازف ابكار كلماتى , و عرائس نبضاتى و ترانيم انفاسى , و شموس احلامى , اليك انت يا عروس حياتى , و ربيع ذكرياتي.
اليك يا فتنة الروح , و حشاشة القلب و شامة الاحلام
اليك يا مهبط القلب و ما وي المشاعر و رياض الاحاسيس و مقامات الزمان
اليك يا احلى براءة حلقت فسمائي, اليك هذة المشاعر المتدفقة ارصع فيها تاجك .
اليك – يا غاليتى – روحى اسكبها فرشفات من حب , و نبضات من و جدان .
اليك – يا ابنتى – كتبت عبير حبى و سكبت رحيق قلبي
لك باابنتى خاصة و لجميع فتيات المسلمين عامة ,اقدم لهن هديتي, و انثر لهن مودتي, و اصدح كالبلبل مغردا , احبك يا اغلي هدية , احبك انت يا ابنتى .
ابنتي: انت سعادتى , و انت فرحتى , انت من زرع ابتسامات الحب علي شفتى , انت من حلق بقلبى الي سماء السعادة , درجت فعش قلبى , و سقيتك من سلسبيل روحى الرقراق , و اطعمتك من فؤادى حبا كالترياق .
املى يا ابنتى ان اري قدوتك فالجهاد نسيبة ,و خولة فتاة الازور فالشجاعة , و عائشة فتاة الصديق فالعلم , و سمية فالشهادة , و اسماء فتحدى الاخطار , و اسية فتاة مزاحم فالثبات , و مريم فتاة عمران فالصبر علي المدلهمات , و ام موسي فاليقين, و الخنساء فالتضحية , و فاطمة فتاة محمد r فالحياء.
ابنتي: انت ذكرياتى الروعة , و نسماتى الدافئة , انت تفاحة قلبى , و بهجة عمرى , و خفقان مشاعرى انت الطائر الصغير الذي غرد فحديقة قلبى لقد اطربنى بتغريدة الفريد , و اضحكنى برقصة المثير , لا استطيع يا ابنتى ان اصف فرحتى عند و لادتك ,حمدت الله و خررت بين يدية شاكرا , من اول يوم قدمت الي حياتى , احتفل الامل فارجاء قلبى بقدومك , و زقزقت ايامى بنزولك , و صفقت احلامى بوجودك , ابنتى كيف لا احبك ؟؟ و ذلك الحبيب r حمل امامة بيدية و هو يصلي, فاذا ركع و ضعها و اذا قام رفعها , و كان يحب ابنتة فاطمة و يقبلها و يكنيها بارق كنية تدعي فيها انها ( ام ابيها ) .
اليك – يا ابنتى – و هبت احاسيسى و ساما تتالق علي عنقك , امرحى فوق بستان فؤادي, و غردى كالبلبل فوق اغصان ذكرياتى , ابنتى انت شموس ففؤادى لا تغيب, انت نجم فسمائى لا يافل .
انت انوار فو جدانى لا تنطفئ .
ابنتى .. كلما نايت عنك ذبت حسرة و هما , اناجى القمر قائلا : لقد ذكرتنى بانوار ابنتي, كان و جهك التصق علي القمر .
فاذا ابحر فالسماء ابحرت خلفة نظراتى و تلاحقة ذكرياتى .
فاذا رن جرس الصباح تخيلتة استعار محياك.
ابنتى :كلما انشبت الغربة اظفارها فحلقى بدات اقلب صفحاتك , و انظر الي صورتك فتنهمر سيول عينى فتغرق معها احلامي, الا صورتك كالزورق تبحر فلجج اهاتى .
كل ليلة فغربتى لا انام حتي تطير من قلبى قبلات دافئة تسابق النجوم عساها تعانق جبينك , فاذا اصبحت سكبت قبلات غيرها فترقرق مع نسيم الصباح , فتغرد علي خدك , فتشعرين بحنانها فتهتزين ضاحكة لدفئها .
ابنتى :خذى قلبى منبرا لكلماتك , خذى قلبى عشا لاحلامك, خذى انفاسى و صائف لامالك .
ابنتى :انت لقلبى سناة , انت لروحى ضياه, انت بسمة الامل و ضحكة المستقبل و نغمة الغد, انت ربيع العمر و انوار الحياة , انت بديع زمانى , و رياض هنائى … ابتسمى ياابنتى – فابتسامتك شموس فنفسى , اضحكى فحياتى سرور بقربك .
اعبرى باقدامك الصغيرة فوق جسر حبى لعلك تصلين الي سرير قلبي
هديل صوتك يملا اذنى , و يطرب خاطرى … فنفسى ظما لا يروية الا زلال حبك , فقلبى ظلمة لا ينورها الا سراج و جهك , فروحى جمر لا يطفئة الا ضحكات قلبك , فعينى دمع لا يمسحها الا حرير كلماتك , فاذنى و حشة لا يزيلها الا ترانيم حداك, فحياتى فراغ لايملاة الا قربك
احبك – يا ابنتى – بعدد قطرات المطر و ذرات الرمل .
انفاسك كنسائم هادئة تنعش روحى و تحيى فؤادى … ليت قلبى مملكة فسيحة فافتح لك عرشها لتكونى انت الملكة ,
ابنتى .. اذا كبرت غاية ما اتمناة لك زوجا صالحا , يطير بك الي سماء الافراح , و يشيد لك قصرا من السعادة ,
فغدا – يا ابنتى – يبتسم الربيع و تتفتح الزهور و تخضر الايام .
هنيئا لك بزوج صالح و ذرية طيبة
.ابنتى :عيشى حياتك عزيزة كريمة , و لا ترضين بما دون النجوم , فانت المسلمة العظيمة القوية الصابرة , و القمة السامية .
انت اخت الشهيد المجاهد , و ام القتيل الثكلي , و سند الاسير المكبل .
انت العظيمة التي يولد منها العظماء , كفكفى طوفان دموعك فاعماق قلبك الفسيح , اميطى الالم و الياس عن و جهك .. اسرجى من جميع دمعة شمعة , و انسجى من جميع محنة منحة ..
لا تنظرى الي اليل و سوادة , و انظرى للقمر و بياضة .. علمى الدنيا انك مسلمة قوية لا تركع الا لربها و لا تنحنى الا لمولاها .
ابنتي: يا سلوة الفؤاد و ريحانة الخاطر و حشاشة القلب , ابعث اليك روحى , و اسطر لك مشاعرى , و انسج لك خيوط حبى .
ابنتي: نسيت الدنيا و نصبها عندما اراك تلعبين بين يدى .. لوخيرت بين الدنيا و بين ابتسامتك الروعة , لاخترت باعلي صوتي: ابتسامتك , فهى كالشمس تعيد الحياة لقلبى و تنير الامل لدربى .
ابنتى – اذا اتيت من عملى متعبا , و جدتك و اقفة عند الباب تنتظرين قدومى و تتلهفين لحضورى , فاذا رايتك قادمة فتحت ذراعى علي مصراعيها لاضمك ضمة الي قلبى الذابل عسانى اشبع حبا و انسا .
لو استطعت – يا ابنتى – لجعلت حضنى مهدا لطفولتك , و يدى ارجوحة لبراءتك .. اذا غبت يوما و احدا عن بيتى .. احس ان النور ينطفئ منة , احس كابوسا يطوق عنق فرحتى , احس بيتى سجنا , و صرت اترقب الحرية من انوار و جهك , و اشم ريحها من اثوابك , و وضعت خدى علي كفى اشتاق لمراك و انتظر عودتك من جديد الي بيتى , فاذا عدت احس الحياة تسرى فاطراف بيتى , و ينعش الربيع المزهر قلبي
عندما قلت يوما ” انا احب بناتي كثيرا ” عيرنى بعض اهلى قائلا : ” اياك و ان تحب البنات كثيرا , فانا نخاف ان يصبح كل نسلك فتيات ,” فقلت مسرعا ” هنيئا ” , ان البنات جنات و البنات بركات .. ليتهم يعلمون !!.
ابنتى .. عندما كنت صغار تنامين بجانبى , فاحملك الي فراشك و كاننى فموكب مهيب , امشى رويدا رويدا , لانى احمل قلبى فيدى , اخاف مع جميع خطوة ان اتعثر فاذا و ضعتك ففراشك .. طبعت جبينك بقبلات بعدها اسدلت الستار علي احلامك .
ابنتي.. اذا ذهبت الي عملى اتخيل و قوفك بين يدى تقبلين راسى و تضمين فؤادى , و اتخيل قلبك الصغير يرقص علي مسرح كفى .
اقبلى – يا ابنتى – لاضمك الي صدرى لاطفئ لهيب الاسي و تطفو امواج الامل .
عندما كنت صغار كنت ارقصك قائلا : ” يا ابنتى يا نور العين ** يا قمر غالى يا زين ”
عسانى اسمع الدنيا صوتى , فانت احلى نغماتى و ارق كلماتى , و اعذب الحانى .
يا ابنتي: انت شرايين تغذين حياتى .. انت شمس سطعت فافق ذكرياتى , يطوف حبك حول قلبى جميع لحظة , و كلما طاف خيالك اسرعت اقبلة و استلمة .
ابنتى .. فراحتيك الصغيرة غرست سنابل احلامى , انت زهرة عمرى و ربيع قلبي, كلما هبت ريح الصبا حملت شذا عبيرك فيطرب لها خاطرى , و يتراقص علي انفاسها قلبى ,واذا اجدبت مشاعرى .. نظرت الي سحابة حبك فتنعش امطارها جفاف قلبى , فيهتز فرحا , حتي غدا قلبى ارضا تهتز ربيعا و جمالا اذا غشاها امطارك .
ابنتى الغالية : بحثت عن احلى حلة اهديها لك فلم اجد احلى من التقوي , بحثت عن اروع حصن يحميك فلم اجد اروع من الحجاب , بحثت عن اعظم كتاب اهدية لك فلم اجد اعظم من كتاب الله , بحثت عن اروع نساء قدوات لك فلم اجد اروع من الصحابيات الطاهرات , بحثت عن اروع دواء للقلب فلم اجد اروع من الذكر , بحثت عن احلى مطهر و منظف فلم اجد اروع اروع من العفة , بحثت عن اروع مسكن فلم اجد اروع من بيتك , بحثت عن اغلي هدية فالدنيا فلم اجد اروع من سجدة او دمعة تتناثر منك فجوف السحر فتكون كنجم مضيء يتلالا فليلة ظلامها حالك .
ابنتى .. يا نبضات الفؤاد و خفقان القلب, يا بسمة ارتسمت علي شفاة حياتى , و زورقا من حب ابحر فشطان ذكرياتي.
من غيرك – يا ابنتى – يداوى جراحى اذا تكدرت المياة و تعكرت الحياة ؟.
من غيرك – يا ابنتى – اذا انهمرت الدموع و انطفات الشموع .. اقبلت كالشمس تشرق انوارها فحياتى , و تقولين بكل ثقة : ابى لا تحزن لوفقدت الدنيا لن احزن ابدا , حسبى ان اراك امامى فالصق صدرى بدموعك فاحس ان جميع شيء فهذة الحياة رخيص امام ابتسامتك .
ابنتى .. تمضى الدنيا و ذكرياتك باقية منحوتة علي جدران قلبى , تمر الايام كالبرق تسحب اذيالها و تطوى صفحاتها و حبك باق فقلبى لا يندثر .
ابنتى يا بستان عمرى و الحان قلبى و فردوس حياتى , انت سعادتى و انت ريحانتى . امنيتى ان تكونى متوجة بالسعادة , اكبر احلامى ان اراك من الله قريبة .
اذا رايتك مريضة و ددت لو انى اقسم صحتى و اهديك نصفها بل كلها فانت جميع حياتى .
كلما انطلقت نحوك سهام المرض اسرعت امامها اقدم لها صدرى عساها تصيبنى و لا تصيبك .
كلما عسكر الحزن بقلبك اقبلت كالعاصفة تمزق جيوشة و تخرب عروشة .
كلما امطرتك الهموم بقذائف الياس و قفت كالجبل انازلها لا اتضعضع .
كلما تسلل الشيطان و رماك بشرة و حاول اخراجك كابيك من الجنة , اعترضت كيفية و اطلقت علية قنابل الدعاء فيهرب مذموما مدحورا .
ابنتي: عندما افتح عينى فصباح جميع يوم اري صورتك امامى مطبوعة تسبح كالزورق تلعب فبحار عينى , كلما اقتربت من سوادة دفعتها فتطير كالارجوحة فالهواء , حتي غدوت كقنديل الامل يتراقص امامى يمنة و يسرة و بصرى يرمقة مرة , و يحركة اذا توقف ,فاصبحت – يا ابنتى – صورة تتجول فحياتى تتحرك و لا تقف .
و اذا اويت الي فراشى اقلب صفحاتك حتي يغلبنى النوم , فاذا نمت اقبل شريط احلامى يعرض صورتك و ربما اضحت كطيور تحلق فسمائى . لاادرى – ياابنتى – جميع شيء فحياتى يذكرنى بك : العابك , عرائسك , فراشك ,……
ابنتي: انت ضياء فحياتى , انت حياض ترتوى منها عيونى , انت رياض تمرح بها جفونى .
ابنتى .. مع جميع دقة من دقات قلبى يتدفق شلال ذكرياتك , فتسبح صورتك فدمائى .و كلما ابتعدت جذبها مغناطيس قلبى , فتعودالية من جديد , فتلتصق بشغاف قلبى حتي لكان لنا قلبا و احدا يسكن صدرا و احدا , اذا مرض احداهما تفجرت عيون الاخر حزنا حتي تندمل جراحة ,بحثت يا ابنتى – عن احلى ابتسامة تعيد لقلبى الحياة فلم اجد اروع من ابتسامة تطير من فمك و يتلقفها قلبى كالملهوف , فتسرى الحياة فاوصالة و تنبض بالفرحة احلامة و تضيء بالامال اركانة .
دعينى – يا ابنتى – اصنع لك من روحى طائرة تطيرين فيها اذا ضاقت دنياك , دعينى اصنع لك من دنياى قصرا تنعمين بظلة .
اعلمى – يا ابنتى – ان الحياة قصيرة فاغتنمى بها جميع لحظة و اهتبلى جميع فرصة , فانى تسابقت مع جميع شيء فهذة الحياة فسبقتة الا الوقت, كلما تسابقت معة سبقنى و بقيت متحسرا .
– ابنتى – نظرت فيما يخلفة الناس و راءهم بعد موتهم, فلم اجد اروع من ذكر حسن و لسان صدق يصبح لك شاهدا و نافعا .
فان عشت فازرعى دنياك بالمعروف, فاذا رحلت صار عند الله ذخرا و بين الناس ذكرا .
ابنتى نظرت الي كنوز الدنيا فلم اجد اغلي و انفس من كنز العافية , و جربت جميع الصداقات فلم اجد صداقة تفوق صحبة الكتاب , و جربت كلام الناس فلم اجد اعظم من ذكر الله .
ابنتي: انت موكب السرور يزف الي روحى … انت غيث المحبة ينهمر فصهريج قلبى , انت نهر الامل تمتد امواجة الي جزيرة نفسى , انت طيف الفرح يشرق انوارة فاعماقى … انت احرفى الغالية …انت رسالتى الثمينة … انتى قصائدى الرائعة , انت ابداعى و امتاعى … انت راحتى و اسعادى .
ابنتى .. و دعت الحزن منذ تربعت علي قلبى , و سفكت دماء الهم منذ اطلالك علي عينى . انت زهر من حنان و جدول من حب تنداح امواجة الي سمعى .
احلى كلماتك عندما تقولين : ( ابى يا اغلي ما فحياتى )
هل تذكرين يا ابنتى :عندما كان فقدمى جرحا اقبلت تلثمين جرحى و تلحسينة بكل براءة الطفولة ؟ .
هل تذكرين – يا ابنتى – عندما نمت يوما و جدتك بجانبى و بيدك مروحة تروحين فيها علي؟.
كم مرة سالتك : هل تحبيننى ؟
فتشيرين بكل براءة الي عينيك الرائعة ,( اي احبك كعينى ).
عندما كنت مريضة كنت طول الليل اتردد عليك , نغصت ليلى لراحتك و زعزعت راحتى لسعادتك .
ابنتى .. انت صفحة من صفحات الحب الصادق لو استطعت – يا ابنتى – لفتحت قلبى لك جنة تسرحين و تمرحين بها , انت اغلي كنوزى و احلى طموحى , انتى قمة من البراءة و مجرة من الحب .
هيا – يا ابنتى – اقبلى فاجلسى ملكة علي عرش قلبي,هذة حياتى كحديقة غناء تنداح بكل رائع فاقتربى فخيرى نفسك من اي ازهارها تفرح قلبك فاقطفيها بيدك الصغيرة .
ابنتى .. كونى كفراشة حالمة تلعب بين ازهار ذكرياتى و تقبل جبين احلامى و تعانق صحن خدى فاذا تعبت من اللعب رمت بنفسها فوق احضان عينى بعدها تنام هانئة راضية تزملها جفون حبى .
ابنتي: انت قصتى الروعة , و روايتى العذبة ,لا تحزنى ان اهانك اقوام جهلا, فقد كرمك الرحمن .
لا تبكى ان كرهك اقوام ,يكفيك انه احبك سيد و لد عدنان صلي الله علية و سلم , لا تاسى ان دفنك اقوام فقد احياك الاسلام , و قلدك و سام العطف ان كنت بنتا , و و سام البر ان كنت اما , و و سام الرحمة ان كنت اختا و و سام المودة ان كنت زوجة .
لن تجدى – يا ابنتى – اعدل و لا انصف من ذلك الدين الذي رفعك كنجمة تتلالا انوارها فسماء الكرامة و العزة .
ابنتى … اذا تساقطت دموعى بحثت عن يدك الحانية لتمسح عبرتى , اسعد كلما اراك تقبلين راسى عندما اكون حزينا , كان قبلاتك طائرة تطير بروحى الي سماء الامل .
اشكرك – يا ابنتى – فانت اكبر سلوة لقلبى , احس الحياة هينة و تافهة امام ابتسامة و احدة من ابتسامتك .
اتسالين – يا ابنتى – عن احلى كلمة احب سماعها ؟؟ انها كلمة ” يا ابت ” , انها كلمة رقيقة تسرى خيوطها فتدغدغ مشاعرى و تراقص خواطرى , انها كلمة ساحرة تحرك العواطف و تبعث المشاعر . اتسالين عن احلى لمسة ؟؟ انها لمسات يديك تضمدين فيها جراح ايامى , احس ان جراحى تندمل بلمسات يديك الرقيقة التي هى ارق من الحرير .
ابنتى ..انت فضاء من حب و اسع ليس له حدود . , انت مساحة فسيحة من و جدان ليس لها سدود , انت حمامة سلام تحارب الظلم و القيود ,انت راية من حب و حولها ضلوعى كالجنود , انت مدرسة من اخلاق تصنع القيم و المبادئ , انت اكليل من تهانى و ورود من امانى ازين فيها لوحة قلبى .
هذة مشاعرى تظلك كخيمة و ارفة الضلال .يسكنها الالفة و المحبة و يفوح منها المودة .
هذا شلال احلامى يمتد نحوك يرويك بالنمير .
ابنتى … لا تحزنى علي ما فات و لا تخافى مما هو ات , تنفسى برئة التفاؤل , و امشى باقدام الامل
ابنتى .. ليست المحاولة و التجربة عيبا مهما لحقها زلل , بل العيب ان تبقين طول حياتك و اقفة مكانك حتي تهجم عليك دابة الارض فتاكل منساتك فتهوين ساقطة .
ابنتى .. امسحى الياس من قاموس حياتك , ارجمى الفشل باحجار النجاح , اذا امتلات طريقك بالاشواك فلا تتقهقرى , فان اعظم هزيمة : هى الهزيمة النفسية , كونى جبلا امام الخطوب , لا تتراجعى , تصدى لها بالثقة و التوكل علي الله .
ابنتى .. من تجاربى : ان الغربة ليست غربة البدن انما الغربة البائسة هى غربة الروح .
ابنتي.. من اراد ان يعيش سعيدا فلا يكثر النواح علي الماضى و لا يعاتب الاخرين, فان الحياة قصيرة لا تستحق عويلا و ضجيجا , صافحى الحياة بخفة الروح و سلامة القلب و صفاء النفس .
ابنتى .. ليست السعادة فقصر منيف و حسب شريف , انما السعادة فالتمرغ فعتبة العبودية و محراب الطاعة و التوحيد.
ابنتى يا جدول حياتى و غدير ذكرياتى , يا غزل احلامى و نجوم سمائي.
لم ار شيئا يزيد المراة جمالا كجمال الحياء . ابنتى .. اياك و ان تكونى خراجة و لاجة الي الاسواق , فان امير المؤمنين ابى حفص عمر بن الخطاب رضى الله عنة مدح احدي فتيات الرجل الصالح فقصة موسي , قال الله تعالي عنها ((وجاءتة احداهما تمشى علي استحياء..)) قال عنها : جاءت متلثمة بدرعها لم تكن خراجة و لاجة .
ابنتى .. لم ار شيئا فالدنيا لسعادتك مثل: بيتك .
ابنتى اقولها بملء ف: بيتك بعدها بيتك بعدها بيتك .. انه مملكتك ال كبار , و منارة سعادتك الفسيحة . حسبك ان الله امرك بالقرار فيه, قال تعالي ( و قرن فبيوتكن … ))
ابنتى .. انك من ارض حضرموت الطيبة التي ضربت نساؤها المؤمنات مضرب المثل فالعفة , لقد اعتادت الحضرمية المسلمة علي سفر زوجها للقمة العيش لسنوات طويلة . بعضهم هام لعقود و بقيت زوجتة تعد اصابع الزمن, و هى صابرة عفيفة تنتظر عودتة و احيانا تمضى العقود و لا يعود, … فتذبل زهرة شبابها و يغيب شمس نضارتها و تبقي تحتفظ بذكرياتة تقصها علي اولادها .
فهل رات الدنيا و فاء كهذا الوفاء ؟ !
لك الله ايتها الحضرمية المسلمة !!! .
كان لسان حالها يردد قول المسلمة الاولي :
ابنتى يا نورس احلامى و محفل ايامى و عروس زمانى , اياك و دعاة التحرير .. احذرى ان يخدعوك فانهم دعاة علي ابواب جهنم من اجابهم قذفوة بها .
انهم حسدوك علي حياءك , فطمعوا فانزالك من العلياء الي الحضيض , و من الجوزاء الي الحفر , و مثلهم احذرى دعاة الموضة و التقليد للغرب .
ابنتى .. انت نسائم دافئة تراقص شراع سفينتى فتطرب اذنى من شوق و فرح .
ابنتى .. خذى راحة يدى فانقشى بها ذكرياتك الرائعة كما كنت و انت صغار . اذا و جدت قلما اسرعت ترسمين خطوطا فراحتى و تنسجين قصورا من التفاؤل , اذا نظرت الي يدى رايت خطوطك تتراقص علي راحتي, فاذا تعبت نامت هادئة علي سرير راحتى , بل لقد رفضت اغلاق يدى , لانى احب ان امتع عينى بالنظر الي شاشة ابداعاتك , يا لها من ذكريات رائعة احتفظت فيها فحقيبة يدي!! .
ابنتى .. كانى انظر الي مطبخك الصغير و بين يديك عرائسك , اراك تمضين اوقاتا طويلة مستمتعة و استمع الي حوارك و قصصك التي تتحدثين فيها نيابة عن العابك , و اضحك احيانا عندما اسمعك تغنين و ترقصين عرائسك .
ابنتى .. ما اقصر الحياة !! انها قصة قصيرة كالعابك و نحن بها شخصيات نمضى للخير او للشر
ابنتى .. لن انس خيطك الطويل الذي تلعبين بة و عمرك سنتين , انى انظر الي قفزاتك الصغيرة , مرة تتعثرين و مرة تسلمين , و مرة تكاد ان تسقطين .
اتعجب من تفاؤلك كلما تعثرت قمت باصرار و تحد و و وثبت للقفز من جديد, بل كلما ارتفع الخيط ارتفعت همتك , ليتك – يا ابنتى – تاخذين من ذلك درسا طول حياتك , فالحياة عقبات كثيرة و منحدرات خطيرة , فاياك و ان تياسى من اول قفزة بل اصمدى اذا كبرت كما صمدت و انت صغار , فامامك ليس خيطا و احدا بل خيوط كثيرة اشبة بشباك العنكبوت .
ابنتى .. ما احلى جلوسك بين يدى و انت تقراين القران , لن تجدى فحياتك جليسا يؤنس و حشتك كالقران .
ابنتى … يا نبضات القلب و بحر الافراح و بلسم الارواح و ازكي عطر فواح .
احذرى من كثرة دخول الاسواق فانها اماكن يبغضها الله , اياك و اللين فالحديث مع الرجال فان حبى لك دفعنى لان اكون ناصحا امينا .
ابنتى يا فتنة الروح و حبيبة مهجتى , امك ارضعتك لبنا و انا ارضعتك حبا , سكبت بحار حبى علي شفتيك حتي اخضرت خدوك بقبلات الحب , و اسرعت نظراتى ترسم باقلام الحب لوحات الحنان علي صحن جبينك .
و لما انتهيت .. نظرت الي سماء خدك فوجدت رسماتى كالنجوم تضيء علي جبينك و تزهر كورد الربيع , و تضحك مع النسيم كلما راقصها , و يسيل من لعابها قطرات الندي .
ما احلاك يا ابنتى ؟ و ما اجملك ؟
ابنتى اسلمى للقلب نبراسا و دفئا , ابنتى .. انت لروحى مشعلا ربما فاض حبا , ابنتي.. انت لنفسى انجما تضيئ سناء .
انت الوان طيف زينت خافقى , ربما و هبتك حبى و قلبى سرمديا , ان انا عشت سيبقي ذكرك كالشمس ضوءها لا يغيب .
ستبقي نبضات قلبى تراقص اسمك .
ابنتى .. لن انس سجادتك منذ ان كنت صغار . رايتك تحبين الصلاة , فاذا و قفت اصلى رايتك تقلدين حركاتى و ابتسم احيانا عندما اراك تصلين لغير اتجاة القبلة .
فاذا ركعت ركعت مثلى و اذا سجدت خررت ساجدة خلفى ربما الصقت يديك بقلبى .
لن انس حجابك الرائع الذي فاض طهرا و غدا فراسك كالنجم يحيط بوجة القمر .
ابنتى .. اهديتك من شفتى نجمة تضيء كلما نظرت الي مراة جبينك , ابنتى انت ثغرى الباسم , انت ربيعى الحالم , ذلك قلبى يرسل اضواء من الرحمة تلف قلبك الصغير .
هذة كلماتى كحلل مزهرة تتساقط اشعة ثمارها الي فسيحات قلبك .
ابنتى .. هذة الشمس تهديك حلة ذهبية نسجتها اصابعها من حريراشعتها, بعدها ضمختها عطرا من و رسها الاصفر الذي انتجتة من رحيقها , بعدها قدمتة لك فطبق مرصع بالنجوم و اللالئ التي غدت كالوان الطيف تطير الي عدسة عينيك , و جعلت تنظرين الي الطبيعة بعدسة ملونة تترقرق اهازيج الطيور علي شفتيك و اقبلت الورقاء تغنى علي اغصان خديك و ضج الفضاء حواليك بالنشيد و التغريد .
ابنتى ذلك يراعى امطرك عبيرا من حبة , و رقيقا من نثرة , و بليغا من نظمة , لو تكلم يراعى لقال : انت عروس حياتى و سماء ذكرياتى .
ابنتى .. لقد توجك مولاك بعقل رشيد و قلدك براى سديد , كونى فالحق كالحديد , لا تراعى من الباطل و نقمتة , و لا يغرنك خلخالة و رونقة .
ابنتي:ان الجمال ليس جمال الاشكال و الصور , ان الجمال جمال الدين و الخلق
ابنتى .. ابنتى تسلقى سلم الامل و اطمعى فالجلوس علي النجوم .
ارفعى راسك بالاسلام عاليا , فثانية =الدنيا باسلامك . ابنتى .. طلقى الكسل ثلاثا و انزعى طوقة من عنقك , و احرقى اغلالة .
ابنتى كونى كالنخلة ترمي بالحجر فترمى باطيب الثمر , ابنتى كونى كالنحلة تاكل طيبا و تضع طيبا و ان سقطت لا تكسر شيئا .
ابنتى .. هذة ضلوعى لحبك شاهدات , هذة نبضاتى لعطفك ناطقات . ابنتى لونى الحياة بالوان التفاؤل , اسكبى من رحيق تجاربك فخزانة ذاكرتك ,وتعلمى من مواعظ الحياة فان الحياة اكبر مدرسة .
ابنتى .. عجبت و حزنت لبعض جهلاء العرب كرهوك و ابغضوك , و حقدا بعضهم دفنوك .
و اذا بشر بعضهم حزنا اخفوك . فانت اما ميتة فقبر ظلما, او حية فسجن كرها , فصرت بينهم بين موتتين و اهانتين : اما و ئيدة , و اما من الكرامة بعيدة . و ذلك و احد منهم عندما رزق بالبنت الثامنة طاف بالكعبة و اوثانة قائلا :
فرددت علية قائلا :
و احدث منهم يقول عندما خطبت ابنتة :
حتي شاع بين اولئك الاقوام فالجاهلية مقولة ظالمة (( دفن البنات من المكرمات ))
وفى حضرموت انتشرت المقولة الظالمة (الخيبة الخيبة من البنات, بهنا لهن بالموت و لو كن عرائس مسندات)
, انه جانب مظلم يصور تعاسة البنت فحياة الجاهلية قبل الاسلام,وعند من جهلوا الاسلام .
غير ان بعضهم اكرمها و احبها حتي قال :
و عربى احدث يرقص ابنتة :
ابنتى يا دار قلبى و عش روحى و رئة املى و كبد حلمي, و نسائم الفؤاد العليلة ,و سماء النفس الفسيحة . انت ايتها الحبيبة ؛ همساتك كزقزقة الطيور تقبل قلبى , و يدك كالصبا تنعش روحي, و انفاسك كالغيث تلطف اجوائى , يا سواد عينى و ضياء دمعى , و حداء قلبى و تراتيل روحي.
ابنتى .. ملات الدنيا انغاما فحبك فكان الدنيا تردد صدي مشاعرى , ابنتى ان سالت عن حبى ؟
انت حبى كلة , ان سالت عن قلبى ؟ قلبى مراتك . ان سالت عن مشاعرى ؟ مشاعرى جناحك.
اذا صال الحزن فثغور قلبى ناداة قلبك مهلا انا قادمة .
انت صباح ليلى و سلم املى , و غيث نفسى ,لن انس حبك للعب فالشارع , اناديك عودى الي المنزل . فتردين قائلة : دعنى يا ابى العب , لم اشبع بعد من اللعب .
فاذا عدت الي بيتنا المتواضع من الطين
ارتميت علي سرير صدرى متعبة بعدها انهالت قبلاتك تدفن و جهى .
ابنتى .. انا ان عشت لن انساك طول حياتي, فان مت فلا تبخل سماؤك على من امطار الدعوات , صبى علي قبرى بحارا من دعائك , فان الدعاء من الولد الصالح يبقي اجرة ينهمر الي و ديان قبرى الجافة و صحراء لحدى القاحلة .
عسي الملك الكريم يغفر زلتى و يستر حوبتى .
ابنتى ارجوك اجعلى لك فالحياة بصمة تبقي اثارها و تشع انوارها لتسعدى من حولك , و يذكرها من خلفك.
ابنتى لا تعيشى لنفسك و عيشى للاخرين, فالمسلم كالغيث اينما حل نفع ,و كالماء اذا كثر زادت منفعتة ,اوصيك – يا ابنتى – بالقران فانة انيس تحلو بة الحياة و هو لك طوق النجاة .
كلما غرد الفجر و كبر, و رقص الزهر و اثمر, و تالق القمر و اسفر , و زقزق الطير و صفر , و تلثمت الشمس بجلباب الغروب تسحب خلفها اشعة ثيابها البراقة و تلوح بكف قرصها للوداع ,و بدا يغوص و جهها فاعماق المغيب .
عندها رفعت يدى لربى خاشعا و وقفت فالمحراب داعيا :