مشاكل الزواج وحلولها



لقد نتج من جهل المسلمين بامور دينهم و تقصيرهم ففهم احكامة السمحة و عدم تطبيقهم ما جاء فالقران الكريم و السنة الشريفة و بالاضافة الي دسائسس اعداء الاسلام و الحاقدين علية ان ما تزال بعض البيوت العربية و الاسر الاسلامية التي ترزح تحت اعباء النظرة القاصرة عن مفهوم حقيقة و اقع المراة باعتبارها مخلوقا ضعيفا تظل خاضعة لعادات و تقاليد الاسرة و المجتمع و القبائل ، لا لقيم الاسلام و احكام التشريع الحقيقى الصحيح . لا زالت تلك النظرة المتعصبة المتوارثة من العهود السحيقة فجاهليتها الجديدة التي تضرب بجذورها الي الجاهلية الاولي ، تحجب حقائق الدين الحنيف فمعالمة الانثي ، و تعاملها معاملة مناقضة لما جاء بة التشريع الاسلامى الحكيم ، فكراهيتها منذ مولها ، و اهمال تربيتها و حرمانها من حقوقها المشحلوة جميع هذا و لد فنفسها الشعور بالنقص و الاهانة ، و هو الجانب الذي استغلة اعداؤها فنادوا بما اسموة ( تحريرها ) و رفع الظلم عنها ، و مساواتها بالرجل فكل شيء !!


واتهام الدين الاسلامى صراحة بالرجعية و الجمود ، و بعد هذا دفعوها الي السفور و التبرج و الاختلاط بالرجل فكل المجالات ، و ما هذا الا لتنفيذ خططهم الماكرة الخبيثة لتحطيم الاسلام و اذلال المسلمين !


فخرجت المراة المعاصرة مغترة بما زينوة لها و زخرفوة من القول غرورا ضاربة بنصوص الشرع و احكام الدين عرض الحائط ، فاصبحت تعمل و تستقل بمعايشها و شخصيتها ( اجتماعيا و اقتصاديا ) بعد ان ظنت انها بذلك ربما اسقطت حق قوامة الرجل عليها !!


( و لكن خروجها و عملها و اختلاطها بالرجال و طلبها بالمساواة اكان حلا عادلا للمشكلة اوزادها تفاقما و خطرا ؟ ) !


الواقع انه ربما نشات مشكلات خطيرة فمحيط الاسرة بل فالمجتمع باسرة نتيجة تمرد المراة المعاصرة علي ما شرعة الله لها من حدود لا يحل لها ان تتخطاها باى حال من الاحوال .


ذلك لان الاسر هى خلايا المجتمع و انهدام الارة معناة فساد الامة و انتشار الرذيلة و الفواحش و الانحلال الخلقي.


ويؤدى ذلك الي العنوسة المزمنة فالنساء شيوع العزوبية فالرجال نتيجة عزوفهم و كراهيتهم للزواج المشروع الذي رغب فية الاسلام .






فبعد ان كان الزواج هو الطريق المشروع المحمود لانشاء اسر دينية سعيدة اصبح العزوف عنة مشكلة اجتماعية خطيرة تطل براسها القبيح علي معظم البلاد الاسلامية فعصرنا لذلك رايت ان القى الضوء علي سبب هذة المشكلة و علاجها فضوء الاسلام و يبدو ان الاسباب كثيرة و متنوعة و لكن من اهمها :

1- عضل الاولياء و تعصبهم .


2- غلاء المهور و تكاليف الزواج الباهضة .


3- انتشار المغريات و سهولة ارتكاب الفواحش .


4- سهولة الزواج بالاجنبيات .

اولا : عضل الاولياء :

ورد فلسان العرب لابن منظور ” عضل المراة عن الزوج ، حبسها ، و عضل الرجل ايمة ، يعضلها ، و يعضلها عضلا ، و عضلها : منعها الزوج ظلما ” .


قال تعالي (( فلا تعضلوهن ان ينكحن ازواجهن )) .. الاية .


ويقول فاية اخري : (( و لا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما اتيتموهن )) .. الاية .


فالعضل من العادات الجاهلية التي بقيت فبعض المجتمعات الاسلامية و التي تسببت فحرمان كثير من البنات بالتمتع بالحياة الزوجية السعيدة التي هى منتهي امل جميع بنت فالحياة .


والعضل بجميع نوعياتة لا يقع فالغالب الا من قبل الاولياء الجاهلين المتعنتين الذين يتسببون بسوء تصرفهم ذلك فتعطيل زواج الاناث و انصراف الذكور عنهن ، و اعراضهم عن التفكير فالزواج و اقامة حياة اسرية هانئة و من الصور الشائعة لهذا العضل : ان يمتنع الولى من تزويج ابنتة او من تحت و لايتة بالرجل الكفء تحكما و تعصبا متعللا باوهي الاسباب و دون اي مبرر تحقيقا لمصحلة شخصية او منفعة ما دية او بحجة المحافظة :

ا‌- علي النسب .. و هذا بالتفاخر بالاحساب و الطعن فالانساب .


(( فلا تتزوج القبلية من الحضرى ، و لا الشريفة من غير الاشراف و ايضا بحجة المحافظة علي العرف فلا تتزوج العربية من العجمى .. او بحجة المحافظة علي المال و الثروة فلا تتزوج الغنية الا من غنى و ذلك التعصب ما زال موجودا بين بعض الاسر الي الان )) .

ب‌- و كثيرا ما يمنع الولى ابنتة المطلقة طلاقا رجعيا من الرجوع الي زوجها بحجة جرح الكرامة او الاهانة ، اما المطلقة طلاقا بائنا او الارملة المتوفى عنها زوجها فانها تحرم من الزواج بتاتا بسبب ظلم الولى و تقاليد المجتمع الجاهلى البعيد عن الاسلام و احكامة حيث ينظر افراد ذلك المجتمع الي المطلقة او الارملة نظرة شؤم و كانها ليست انسانا تستحق الحياة الكريمة ، و ينبغى ان تعطى فرصة اخري للبحث عن حلم السعادة الزوجية مرة اخري فضوء ما اباحة الله تبارك و تعالي من ابتغاء الزواج بالكفء التقى الصالح.

ج- و من نوعيات العضل الاخري : ان يمنع الولى موليتة من الزواج ليستفيد مما تكسبة بعملها خارج المنزل ، او يمنعها من الزواج فانتظار من يقدم لها المهمر اضعاف ، او ربما يزوجها من ليس بكفء لها طمعا فما له او جاهة حتي و لو كان شيخا هرما او فاسقا عاصيا و فعديد من الاحيان يتدخل الولى فحياة ابنتة حتي يعد زواجها ، يسبب لها مشاكل و يفسدها علي زوجها لتغضب من زوجها و تعود معة الي بيتة .. و كم من ما سى حصلت نتيجة ذلك الظلم المتمثل فالتدخل فحياة الزوجين ، طمعا ف( الرضوة ) و هى ما يقدمة الزوج لارضاء زوجتة او لاهلها كى يسمحوا بارجاعها الي بيتها ) !


ولاشك انها من قبيل الرشوة المحرمة التي يعتبر اخذها حراما ما دام الزوج مجبرا علي دفعها ، و هى من قبيل طعام اموال الناس بالباطل .

د- و امر احدث فية تعصب الاهل و حجر علي زواج البنت تمسكا ببعض التقاليد السائدة فالمناطق ( و خاصة الريفية ) و هى حجر البنت لابن العم او الخال بحجة انه الاولي فيها من الغريب حتي و لو لو يكن كفؤا و ذلك الامر فية ظلم عظيم للمراة .


ويقول سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز ” رحمة الله تعالي ” [ و من المسائل المنكرة فهذا ما يتعاطاة العديد من البادية و بعض الحاضرة من حجر ابنة العم و منعها من التزوج بغيرة ، و ذلك منكر عظيم و سنة جاهلية و ظلم للنساء و ربما و قع بسببة فتن كثيرة و شرور عظيمة من شحناء و قطيعة رحم و سفك دماء و غير ذلك].

ثانيا : غلاء المهور و ارتفاع تكاليف الزواج :

التغالى فالمهور ظاهرة عصرية خطيرة ينسبها بعض الناس الي التضخم المالى الذي ساد بعض البلاد العربية و الاسلامية .


فنري كثير من اولياء الامور يرفضون تزويج البنات او من تحت و لايتهم الا اذا دفع الزوج اكبر قدر من المال و المتاع ، طمعا فعرض الحياة الدنيا او التفاخر و الظهور امام الاخرين بمظاهر كلها اسراف و تبذير و كان المراة سلعة تباع و تشتري بالاضافة الي امر احدث هو شر من التغالى فالمهور الا و هو التنافس فالجهاز و الاثاث و اقامة افراح الزواج مما يثقل كاهل الزوج فينصرف عن التفكير فالزواج و تظل الفتاة تنتظر و تترقب حتي يوافق و ليها لمن يدفع اكثر قدر يمكن من المهر و الاثاث .


تلك هى الاعتبارات التجارية السائدة عند طائفة من الناس الجاهلين باحكام الاسلام و لا زال يرزح تحت ثقلها كثير من شبابنا و فتياتنا علي حد سواء .


يقول الشيخ السيد سابق موضحا ” كثير من الناس جهل تعاليم الاسلام و حاد عنها . و تعلق بعادات الجاهلية من التغالى فالمهور و رفض التزويج الا اذا دفع الزوج قدرا كبيرا من المال يرهقة و يضايقة كان المراة سلعة يساول عليها ، و يتجر فيها ‍‍‍!


وقد ادي هذا الي كثرة الشكوي و عاني الناس من ازومة الزواج التي اضرت بالرجال و النساء علي السواء ، و نتج عنها كثير من الشرور و المفاسد ، و كسدت سوق الزواج و اصبح الحلال اصعب منالا من الحرام !! .


لا شك ان كلا الامرين ( عضل الاولياء و غلاء المهور ادي الي نتائج سيئة و عواقب و خيمة . اشار اليها رسول الله صلي الله علية و سلم بقولة :


” اذا اتاكم من ترضون خلقة و دينة فزوجوة ، الا تفعلوا تكن فتنة فالارض و فساد عريض ”


لقد ظهرت الفتنة و انتشر الفساد

ويمكن اجمال هذة النتائج العديدة فالنقاط الاتية :

1- كثرة الشكوي و المعاناة من قلة الزواج التي اضرت بالرجال و النساء علي السواء .


2- انصراف الشباب عن الزواج ازاء تعنت الاهل و صعوبة الزواج و ارتفاع تكاليفة .


3- كساد سوق الزواج لدرجة ان الحلال فبعض الاقطار الاسلامية صار اصعب منالا من الحرام كما اصبح الحرام ايسر من الحلال.


4- العنوسة المزمنة المتمثلة فكثرة عدد العانسات فالبيوت و الاسر .


5- انتشار الفواحش و الزنا و الامراض النفسية و العبنوتة و الشذوذ الجنسى .


6- التمرد و العصيان و الانحلال الخلقى و الاستهتار بالقيم و المبادئ و الاخلاق .


7- تفكك الاسر و فساد المجتمع و قلة النسل .

وقد يفرط بعض الاولياء فحق المراة فيهضمها حقها فالصداق فيسعي الي الغاء المهر بان يزوج ابنتة او اختة لرجل يتزوج هو بابنتة او اخته.


وليس بينها مهر و ذلك ما نهي عنة رسول الله صلي الله علية و سلم ( نكاح الشغار ) .. فعن ابن عمر رضى الله عنهما ان رسول الله صلي الله علية و سلم نهي عن الشغار و الشغار ان يزوج الرجل ابنتة علي ان يزوجة الاخر ابنتة ليس بينهما صداق .


يقول الشيخ العلامة ابن باز ” رحمة الله تعالي ” : ( و فذلك فساد كبير لانة يفضى الي اجبار النساء علي نكاح من لا يرغبن فية ايثارا لمصلحة الاولياء علي مصلحة النساء ، و هذا منكر و ظلم للنساء .. و لان هذا كذلك يقضى الي حرمان النساء من مهور امثالهن كما هو الواقع بين الناس المتعاطين لهذا العقد المنكر الا من شاء الله)).




مشاكل الزواج وحلولها