نظام غذائى للدهون على الكبد
ارشادات صحيه للمصابين بالالتهابات الحاده
د. مدحت خليل
نتناول في هذا الموضوع اهداف النظام الغذائي لمرضى الكبد والعوامل المؤثره على ذلك النظام، ومختلف الجوانب المتعلقه به.
* نظام غذائي
* تتمثل اهداف النظام الغذائي لمريض الكبد، في: – الوقايه من سوء التغذيه المصاحب لمرض الكبد، خاصه الالتهاب الكبدي المزمن.
– مساعده الكبد على اعاده بناء انسجته والمحافظه على وظائفه الحيويه .
– تعويض الفيتامينات والمعادن التي يحتاجها مريض الكبد مثل الفيتامينات الذائبه في الدهون «ايه»، «دي»، «اي» و«كيه» A، D، E، K التي يصعب امتصاصها او التي يفقدها المريض في حالات الاسهال الدهني.
– تعويض الجسم بجرعات اضافيه من فيتامينات «بي» B المركب وفيتامين «سي» C والمعادن المهمه مثل الزنك والكالسيوم والمغنسيوم والسيلينيوم التي يحتاج اليها مريض الكبد.
– توفير العناصر الغذائيه الطبيعيه ذات الخصائص العلاجيه للكبد مثل مضادات الاكسده الغذائيه ، والاطعمه القادره على تنشيط وظائف الكبد التي يطلق عليها «اصدقاء الكبد»، والابتعاد عن الاطعمه التي تدمر الكبد وتضعف خلاياه التي يطلق عليها «اعداء الكبد».
ويعتمد النظام الغذائي لمريض الكبد على عده عوامل مهمه مثل:
– التقييم الغذائي للمريض.
– طبيعه المرض ومدته.
– المضاعفات التي تتسبب في زياده حده سوء التغذيه .
– تفصيل النظام الغذائي الخاص بكل مريض على حده .
– المتابعه وتغيير الاحتياج الغذائي للمريض حسب مراحل تطور المرض وظهور المضاعفات.
* مرضى التهاب الكبد الحاد النظام الغذائي لمريض التهاب الكبد الحاد يتوجه الى الاهتمام بالجوانب التاليه :
* اولا، السعرات الحراريه : يجب الحصول على نحو 30 – 40 سعر حراري لكل كيلوغرام من وزن الجسم يوميا مع مراعاه تقسيم السعرات على 4 – 6 وجبات خفيفه للتغلب على فقدان الشهيه والغثيان والشعور بالامتلاء لدى الغالبيه العظمى من المرضى المصابين بالتهاب الكبد الحاد.
* ثانيا، الكربوهيدرات النشويه والسكريه :
– يجب ان تمثل نحو 50% – 55% من السعرات الحراريه اليوميه .
– يفضل ان تكون الكربوهيدرات النشويه المركبه هي النسبه الغالبه ، لذا ينصح دائما بتناول الارز والبطاطس المسلوقه لسهوله البلع والهضم وضمان امداد الجسم بالسكر اللازم من دون حدوث انخفاض او ارتفاع مفاجئ في سكر الدم يتسبب في اجهاد الكبد.
– لا يوجد اساس علمي للاعتقاد الخاطئ لدى البعض بضروره الاقتصار فقط على تناول كميات كبيره من السكريات مثل عسل النحل او العسل الاسود، اثناء الالتهاب الكبدي الحاد، لان ذلك يؤدى الى حرمان الجسم من العناصر الغذائيه الضروريه ونقص المناعه وهزال الجسم كما ان تناول كميات كبيره من السكريات يؤدى الى زياده احساس المريض بالقيء والغثيان.
* ثالثا، البروتينات:
– ينصح بتناول نحو 1.5 غرام من البروتين لكل كيلوغرام من وزن الجسم يوميا، لاهميه البروتينات للمساعده في اعاده بناء خلايا الكبد.
– ينصح المريض بتناول البروتين من مصادر متنوعه مثل اللحوم قليله الدهن (لحم العجل الصغير الطري – لحم الارانب – الدجاج منزوع الجلد) والبروتينات النباتيه مثل (الفول – الفطر – الفاصولياء) ويفضل السلق او الشواء والابتعاد عن الاطعمه المقليه كلما امكن ذلك.
* رابعا، الدهون:
– ينصح بتناول نحو 40 – 50 غراما فقط من الدهون يوميا للمحافظه على كفاءه خلايا الكبد وجعل الطعام اكثر استساغه واعطاء الجسم القدر الكافي من الطاقه اللازمه حتى لا يضطر الى حرق البروتينات للحصول على الطاقه ، وهو ما يتسبب في زياده افراز المواد الكيتونيه بالدم.
– لا يجوز الامتناع نهائيا عن الدهون مثلما يعتقد كثيرون، فقد اكدت الدراسات ان الامتناع عن تناول الدهون لا يساعد على الالتئام السريع للمريض، لكن تناول الدهون قد يسبب للمريض الشعور بالغثيان وعسر الهضم، لذا ينصح بتناول الدهون سهله الهضم مثل الزيوت النباتيه والابتعاد عن الدهون الحيوانيه المشبعه صعبه الهضم.
– وجبه الافطار: يجب الاهتمام بوجبه الافطار في الصباح حيث تكون شهيه المريض في افضل حالاتها ويجب احتواؤها على الكربوهيدرات المركبه والسكريات مثل الحمص المسلوق او رقائق الذره (كورن فليكس) البني او الشوفان مع اضافه قليل من اللبن قليل او خالي الدسم وملعقه عسل نحل. وتساعد هذه الوجبه البسيطه على تصحيح نقص السكر بالدم الناتج عن قله اختزان الكبد للسكريات اثناء فتره النوم,
* الماء والسوائل:
– يجب تناول نحو لترين الى 3 لترات يوميا من الماء والسوائل المغذيه ، خاصه مع ارتفاع درجه حراره الجسم والعرق الشديد والقيء المتكرر وظهور اعراض جفاف الجلد.
– ينصح بالاكثار من تناول عصائر الخضراوات والفاكهه الطازجه مثل عصير الجزر والتفاح والبرتقال والليمون والاناناس، القادره على مد الجسم بالفيتامينات والاملاح المعدنيه ومضادات الاكسده التي تساعد على التئام خلايا الكبد بسرعه ورفع كفاءه جهاز المناعه .
– ينصح بتجنب تناول الكحول اثناء الالتهاب الكبدي الحاد وكذلك خلال سته اشهر تاليه للشفاء من المرض، لاعطاء الفرصه لخلايا الكبد لاستعاضه التالف وتجدد الخلايا والالتئام الجيد.
التغذيه الوريديه : نحتاج الى التغذيه الوريديه للمرضى في بعض حالات القيء المتكرر الذي يؤدى الى فقدان كميه كبيره من السوائل والاملاح المعدنيه وظهور اعراض الجفاف في الجسم، كما نحتاج اليها ايضا في حالات الالتهاب الكبدي المتفاقم (الشديد) المصحوب بانخفاض نسبه السكر في الدم.
مرضى الكبد الدهني يعتمد التخطيط للنظام الغذائي لمريض الكبد الدهني، على تحديد السبب مثل السمنه وزياده الوزن او الاكثار من تناول الكحول او ارتفاع دهون الدم او مرض السكري. واهم جوانبه هي:
– الحرص على تناول الغذاء المتوازن المحتوي على الكربوهيدرات المركبه والبروتينات والدهون غير المشبعه مع ضروره تناول الخضراوات والفاكهه الطازجه والحبوب الكامله مثل القمح والخبز البني والارز البني، المحتويه على نسبه عاليه من الالياف النباتيه .
الاقلال من تناول السكريات البسيطه حيث يقوم الكبد بتحويل الزائد من هذه السكريات الى مواد دهنيه تتراكم في الكبد.
– تناول كميه وافره من الخضراوات والفاكهه الطازجه ، مثل (خضراوات السلاطه الخضراء – الجزر والبنجر – اوراق الكرنب – البقدونس – التفاح – الكمثرى – الموز الاخضر)، لحمايه خلايا الكبد بما تحتويه من الفيتامينات ومضادات الاكسده والالياف الغذائيه التي تعمل على امتصاص الدهون الزائده .
– انقاص الوزن تدريجيا والابتعاد عن الحميه الغذائيه المجحفه المصحوبه بفقدان سريع للوزن لانها تزيد من تدهن الكبد.
تجنب الاطعمه الغنيه بالكولسترول مثل (المخ – الكبده – الكلاوى – الدهون الحيوانيه – القشريات البحريه – اللحوم الحمراء).
* الكبد الدهني لدى الاطفال يحدث الكبد الدهني في الاطفال نتيجه عدم احتواء غذاء الطفل على البروتين الكافي وكذلك اصابه الاطفال بالنزلات المعديه او الامراض التي تفقد الطفل شهيته، او في بعض حالات امراض الكلى حيث يفقد الطفل كميات كبيره من البروتين في البول، لذا ينصح باتباع الارشادات الغذائيه لعلاج الكبد الدهني لدى الاطفال:
– تشجيع الرضاعه الطبيعيه ، حيث ان لبن الام هو الغذاء الكامل الصحي للطفل في مراحله الاولى من النمو.
– اعطاء الطفل كميه كافيه من البروتين اللازم للنمو من مصادر حيوانيه مثل (البيض واللبن والطيور واللحوم) ومن مصادر نباتيه مثل (الفول والعدس والحمص والحبوب الكامله ).
– مراعاه خلط الحبوب والبقول في وجبه واحده لرفع القيمه الحيويه للبروتين النباتي (خبز + فول).
* التهاب الكبد المزمن والتليف الكبدي اشارت الدراسات الحديثه الى ان نحو 30% من مرضى التهاب الكبد المزمن والتليف الكبدي يعانون من سوء التغذيه بدرجات متفاوته . تزداد هذه النسبه مع ازدياد حده المرض والمضاعفات، كما اشارت الدراسات التي اجريت على مرضى الكبد في قائمه الانتظار لزراعه الكبد الى ارتفاع نسبه المضاعفات الناتجه عن زراعه الكبد في المرضى الذين يقل مؤشر كتله الجسم لديهم عن 30 من وزن الجسم، ثلاثه اضعاف المرضى الذين لا يعانون من سوء التغذيه قبل زراعه الكبد.
> السعرات الحراريه : يحتاج المريض الى نحو (35 – 45 سعر حراري لكل كيلوغرام) من وزن الجسم، مع ضروره مراعاه تناول وجبات خفيفه متعدده خلال اليوم، بالاضافه الى وجبه خفيفه قبل النوم، لتلافى انخفاض سكر الدم اثناء النوم.
* الكربوهيدرات:
– ينصح المريض بتناول نحو 300 – 400 غرام يوميا من الكربوهيدرات.
– الاكثار من تناول الكربوهيدرات النشويه المركبه خاصه الخبز الاسمر والارز والبطاطس والحبوب الكامله .
– الاقلال من السكريات البسيطه التي تمد الجسم بالسعرات الخاليه من القيمه الغذائيه وتقلل من نشاط الجهاز المناعي وتؤدي الى زياده تراكم الدهون بالكبد والمزيد من اختلال وظائف خلايا الكبد.
* الدهون:
– الامتناع عن الدهون نهائيا لا اساس له من الصحه العلميه لدى مرضى التهاب الكبد المزمن، لان الامتناع نهائيا عن تناول الدهون، يجعل الجسم يتجه الى الحصول على الطاقه اللازمه من خلال حرق البروتينات، وهو الامر الذي يؤدى الى المزيد من ضعف العضلات وتراكم المواد الكيتونيه الضاره بالجسم.
– يحتاج مريض الكبد المزمن الى نحو 100 غرام من الدهون يوميا، خاصه الدهون الصحيه (غير المشبعه ) والاقلال من الدهون الحيوانيه المشبعه التي تؤدى الى زياده تدهن الكبد وتدهور وظائفه.
– المرضى الذين يعانون من زياده الوزن والسمنه يجب عليهم تناول نحو 50 غراما يوميا من الدهون مع اتباع نظام غذائي متوازن يضمن انقاص الوزن تدريجيا لتجنب حدوث زياده التدهن الكبدي.
– يجب على مرضى الكبد بصفه عامه تجنب الاطعمه الغنيه بالكولسترول مثل اللحوم الحمراء والقشريات البحريه والدهن الحيواني والكبده والمخ والبط والاوز.
* البروتينات:
– ينصح مريض الكبد المزمن بتناول نحو 1 – 1.5 غرام من البروتين لكل كيلوغرام من وزن الجسم بشرط عدم الاصابه بالغيبوبه الكبديه او اعراض ما قبل الغيبوبه الكبديه .
– اكدت الابحاث ان تناول نحو غرام من البروتين/ كلغم من وزن الجسم يحافظ على التوازن النيتروجيني في حالات التهاب الكبد المزمن ويساعد على تجدد خلايا الكبد التالفه .
* ملح الطعام (الصوديوم):
– يجب الاقلال من محتوى الغذاء من الصوديوم لمرضى الالتهاب الكبدي المزمن حيث تؤدى الزياده الى احتجاز السوائل بالجسم.
– ينصح المريض بضروره تجنب ملح الطعام والاطعمه المحفوظه والمملحه والمخللات واللحوم الحمراء، كما يفضل استبدال ملح الصوديوم بمكسبات طبيعيه اخرى مثل الليمون او الخل او الكمون، كما ينصح بتجنب وضع الملاحه المحتويه على ملح فوق المائده .
– ينصح المريض بالاكثار من تناول الاطعمه النباتيه قليله المحتوى من الصوديوم التي تساعد على ادرار البول مثل الكرفس، والاسبارجس (الهليون) الطازج.
* املاح الحديد:
– مريض الالتهاب الكبدي المزمن اكثر عرضه لاختزان الحديد في الكبد مما يؤثر على كفاءه خلايا الكبد بل ويؤدى الى زياده نشاط الفيروسات الكبديه وقصور وظائف الجهاز المناعي، لذا يجب الابتعاد عن تناول املاح الحديد في صوره مكملات غذائيه خاصه لدى المرضى المصابين بارتفاع نسبه الحديد في الدم، كما ينصح ايضا بالاقلال من الاطعمه المحتويه على نسبه عاليه من الحديد مثل اللحوم الحمراء والكبده والكلاوي والبطاطس والبروكلي والسبانخ والعسل الاسود والفواكه المجففه .
* تنويع مصادر الطعام: يجب على مريض الكبد المزمن التنوع في مصادر والوان الطعام للحصول على غذاء متوازن كما ينصح بتناول وجبات خفيفه متعدده خلال النهار بالاضافه الى وجبه خفيفه قبل النوم والحرص على تناول الفواكه والخضراوات الطازجه والحبوب الكامله وتجنب الاطعمه المحفوظه . ويفضل الاكل المسلوق والمشوي او المطهو بطريقه البخار وتجنب المقليات كلما امكن ذلك، والامتناع عن التدخين وتناول الخمور وتجنب تناول العقاقير التي تؤذي الكبد، كما يجب على مريض الكبد المحافظه على وزنه المثالي؛ فقد اكدت الدراسات العلميه ان السمنه تؤثر سلبا على كفاءه ومناعه خلايا الكبد مما يجعلها اكثر عرضه للتلف بواسطه الفيروسات الكبديه ، كما ان استجابه المريض للعقاقير العلاجيه مثل الانترفيرون تقل في حاله زياده الوزن والسمنه والتدخين <