، والصلاه والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين سيدنا محمد، وعلى اله واصحابه اجمعين. اما بعد،
يقول اهل اللغه ان الوتر هو: الفرد، فاذا كان العدد فرديا فهو وتر، وصلاه الوتر: هي الصلاه التي تكون ركعاتها فرديه ، واقلها ركعه ، وتجوز ان تكون بثلاث او خمس او اكثر، ويكون وقتها من بعد صلاه العشاء الى ما قبل طلوع الفجر، فاذا طلع الفجر فلا وتر.
وصلاه الوتر سنه مؤكده وثابته عن الرسول صلى الله عليه وسلم، فهي من جمله صلوات التطوع التي سنها الرسول لهذه الامه ، وهي من العبادات العظيمه التي حث الرسول عليها كثيرا، وحرص على ان يصليها باستمرار؛ وذلك لما لها من فضائل كثيره ، حيث يقول عليه الصلاه والسلام: « ان الله زادكم صلاه فحافظوا عليها، وهي الوتر. » [رواه احمد، وصححه الالباني]، وقال ايضا في الحديث المتفق عليه: « ان الله وتر يحب الوتر ».
ويقول العلماء ان صلاه الوتر تكون افضل في اخر الليل، وبالاخص في وقت السحر، ولكن يستحب ان يعجلها في اول الليل اذا خشي المسلم ان يغلبه النوم ولا يقوم اخر الليل، واستدلوا على هذا بالحديث الذي رواه جابر رضي الله عنه، ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال : « من خاف الا يقوم من اخر الليل فليوتر اوله، ومن طمع ان يقوم اخر الليل فليوتر اخر الليل؛ فان صلاه اخر الليل مشهوده ، وذلك افضل. » [رواه مسلم].
ومن الاحكام المرتبطه بصلاه الوتر انه لا يجوز تكرار الوتر في الليله الواحده ، وقد ورد النهي عن التكرار في احاديث للرسول صلى الله عليه وسلم، كما انها اذا كانت بثلاث ركعات لا يجوز للمسلم ان يصليها بتشهدين وسلام كما في صلاه المغرب؛ حيث ورد عن الرسول النهي عن ذلك، وانما تكون بتشهدين وسلامين، فيصلي ركعتين ويتشهد فيهما ويسلم، ومن ثم يقوم للثالثه ويتشهد فيها ويسلم، او يسردها سردا بتشهد واحد وسلام واحد في الركعه الاخيره ، ويستحب ان يقرا بسبح اسم ربك الاعلى، وقل يا ايها الكافرون، وقل هو الله احد، في كل ركعه .
واذا كانت صلاه الوتر خمسا او سبعا او تسعا فيصليها سردا ولا يجلس للتشهد والتسليم الا في الركعه الاخيره ، وقد ثبت ذلك في الحديث الذي روته ام المؤمنين عائشه ، والذي اخرجه الامام مسلم، حيث جاء في الحديث وصف يبين وتر الرسول صلى الله عليه وسلم.
هذا ما تيسر لنا جمعه في فضل صلاه الوتر، مع بيان شيء من احكامها وصفتها، ونسال الله ان ينفع المسلمين بما كتبنا، والحمد لله رب العالمين.
- من فضائل صلاة الوتر