افضل مقالات مفيدة بالصور مواضيع جميلة

التعامل مع الولد في الدراسة

التعامل مع الولد في الدراسة 20161005 358

الطفل العنيد دراسه وعلاج
التعامل مع الولد في الدراسة 20161005 358
ساره بنت محمد حسن
مقدمه
ان الحمد لله نحمده تعالى ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا ، من يهده الله تعالى فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد الا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله،
اما بعد ،
فهذه وريقات معطره بكلمات تعين الاريب على حسن التعامل مع الطفل العنيد ، وقد اختصرناها غايه الاختصار مع الحرص على وضوح المعلومه وايضاح الفكره ، واخترنا فيها منهجا متميزا، يختلف عن جل الكتب المتوافره في الاسواق والتي تعالج هذه المشكله ، فهي انما وفدت الينا من بلاد لم تعرف الاسلام ولم تتذوق حلاوته، فعالجوا المشكلات بمعزل عن الروح والدوافع الاخرويه ، فمن حاول الاخذ منها يشعر بالحيره ويعجز عن استيعاب تلك الاساليب التي لا تقف على ارضنا ولا تتكلم لغتنا!
* لذلك فقد حرصت تمام الحرص على عدم النقل من اي مرجع من هذه المراجع بدون تعديل وتمحيص، وغالبا ما احاول قراءه الفكره واستيعابها ثم اعاده الصياغه باسلوبي الخاص بما يتناسب مع واقعنا و ومجتمعنا وعاداتنا وتقاليدنا، واذا اضطررت لنقل عباره للاستشهاد فسوف اشير الى ذلك في الهامش ان شاء الله تعالى.
ان الحديث عن الطفل العنيد يجمع بين اللذه وبين المشقه ، في مزيج عجيب غريب، فالعناد عند الاطفال يعد مرحله طبيعيه وتعبير عن الذات والاستقلال وصرخه حريه ، ولكنه في نفس الوقت مشكله لو تعاملنا معها باسلوب غير لائق قد يتسبب هذا في استمرار هذه الفتره او اتصاف الطفل/ه ، فالشاب/ ه ، فالرجل والمراه بالعناد في جميع المراحل مما يؤثر على نجاحه او يؤثر على المجتمع كله في المستقبل.
والطفل العنيد هو الذي يتسم بارده قويه ، او الذي يصعب التعامل معه، سواء كان ولد هكذا (طبيعه خلقيه ) او اكتسب هذه الصفه من المجتمع لظروف معينه ، او كان مصابا بفقدان التركيز الناجم عن النشاط المفرط او مشاكل عصبيه اخرى.
فاذا كان الطفل غير مصاب بمرض او بمشكله نفسيه معينه وكانت بيئته ذات طبيعه سويه ، فنحن امام طفل حاد الذكاء يفرض سيطرته على الكبار وسوقهم باساليب عديده نحو تنفيذ رغباته.
مع ملاحظه ان الطفل ذو الذكاء المتوسط قد يتحول الى طفل عنيد من الطراز الاول بسبب التدليل الزائد او القسوه الزائده .
كما ان هذا المبحث يستفيد منه ايضا من لا يعاني من عناد الاطفال بمعرفه انه يسلك الطريق الصحيح في التعامل مع الطفل، كذلك من ناحيه الانشطه التي سنوردها لتنميه ذكاء الاطفال وتوجيه نشاطهم الى الطريق السليم.
ساره بنت محمد حسن* الدوافع والمحفزات وعلاقتها بالطفل العنيد
ان الدوافع هي الرغبات الكامنه في الانسان والتي يحتاج دائما الى اشباعها، ويقسم علماء علم النفس الغربيين الدوافع الى فطريه ومكتسبه ، والفطريه هي ما يطلبها الشخص بفطرته دون ان يكتسبها من المجتمع مثل الطعام والشراب والاخراج، والمكتسبه هي التي يستشعر احتياجه لها من خلال البيئه المحيطه به ، فيشعر بالحاجه للاصدقاء والانتماء والتملك ..الخ.
*  وثمت دافع اخر يغفل عنه علماء النفس الغربيون وهو الحاجه الى اشباع الجانب الروحي بالعباده والطاعات التي بها تسمو النفس ويرتاح القلب. ويذهب بعض علماء النفس الى ان الجانب الروحي لا يستثار للمطالبه باشباعه الى قرب البلوغ، وسواء كان هذا صحيحا او لا، فنحن نرى ان نشاه الطفل على حب الله وحب الطاعه تختلف حتما عن الانتظار حتى قرب البلوغ لكي نشبع هذه الحاجه .
وعند تقسيم الدوافع الى فطريه ومكتسبه فقط نجد ان الوسائل التربويه تنحصر في التحفيز بالماديات ويتكل المرء على نفسه وفعله فيكال الى نفسه فبئس الخساره .
والطفل العنيد لا تمثل له الدوافع الفطريه والمكتسبه اهميه تذكر، فاذا حفزته بالعطاء او الحرمان يبدو وكانه لا يتاثر ولا تمثل له هذه الاشياء امرا هاما، ففي حين يسارع الاطفال لارضاء الكبار ليحصلوا على رضاهم وتقديرهم ، او يخشى الاطفال الحرمان من قطعه الحلوى اذا ما اتوا بتصرفات سيئه ، نجد الطفل العنيد يتصرف كان هذه الاشياء ثانويه في حياته لا يلق لها بالا ولا تشغل في فراغ نفسه اي اهميه . ومن هنا اكتسب هذا الطفل صفه العناد وصار التعامل معه مشكله ، فالتهديد والوعيد ال يؤثران ، والضرب يزيده تمسكا برايه وخصوصا مع الشعور بالقهر، والقسوه تجعله يزداد عناد ، والدلال لا يصلح العلاقه معه، والاغراء بالمحفزات لا يهمه.
* ما يتميز به الطفل العنيد :
1- القدره على الاحتمال بحيث لا تؤثر فيه الاغراءات التي تؤثر غالبا في امثاله من الاطفال، كذلك لا يمكن تهديده بسهوله حيث انه يجعل الكبار في حاله عجز وانفعال فيصدر عنهم تهديدات جوفاء يعرف الطفل العنيد انها جوفاء وغير ممكنه التحقيق.
2- القدره على وضع الاهل في الاختبار، فعندما يفقدهم السيطره على انفعالهم ويبداوا في اطلاق التهديدات نجد الطفل العنيد ثابت الجنان يقترح اقتراحات مجنونه وغير منطقيه ، فاذا هددت الام طفلها ذا الاربع سنوات بالترك وحده في المنزل تجده ثابت الجنان يعلن في بساطه ان هذه هي بعينها رغبته مما يضع الام في حرج فلا هي قادره على تنفيذ التهديد وولا هي قادره على التصرف في الموقف بما يرفع عنها الحرج.
3- الرغبه في السيطره ، فيرغب في التحكم في حياته وتصرفاته اكثر من الطفل العادي، حتى لو ادت هذه السيطره للضرر او الاذى.
4- الانتهازيه الاجتماعيه فلدى هؤلاء الاطفال ذكاء اجتماعي حاد يساعدهم على ملاحظه ردود الافعال وتوقعها واستغلالها
5- لا يرون لانفسهم دورا في المشاكل، وهو شعور بالاضطهاد الدائم فهم في نظر انفسهم براء والمشاكل يفتعلها من حولهم .
6- القدره على تحمل قدر كبير من السلبيه : حيث يستطيع هذا الطفل ان يتحمل عاصفه من الغضب دون ان تهتز له شعره ، ولن نبالغ لو قلنا انهم يستمتعون بذلك ويشعرون بالسيطره على الكبار عندما يستفزونهم فيدفعونهم دفعا لفقدان اعصابهم والصراخ، وفي حين يظل الكبار في حاله غضب، تتحسن صحه هؤلاء الاطفال ببلوغ ماربهم والسيطره على انفعالات الكبار وتحريكها بحيث يبدو للناظر ان الشخص الكبير لعبه في يد الطفل يتحكم في انفعالاته.
7- الثقه في قدرته على الحصول على ما يرغب باساليب الضغط المروعه التي يمارسها ضد الاهل من بكاء بصوت عال، او ممارسه العناد الى اقصى حدوده، او اشعارهم بالذنب ..الخ تلك المهارت التي يمارسها هذا الطفل العنيد باسلوب قوي.
8- اذا كنت ممن يعاني مع طفل عنيد ولم تجدي صفاته في النقاط السابقه فقد يكون طفلك من النوع الجامد غير المرن الذي لا يتغير، وهذا النوع تنقصه مهارات السلوك ويحتاج للتعلم، فانه ما ان يتعرض لموقف غير معتاد حتى ينفجر قلقله بشده ، ولا تعرف الام كيف تتصرف معه مما يتسبب في زياده موقف العناد.
وهذه النقاط في غايه الاهميه لانه بمعرفه ما يهتم به هؤلاء الاطفال نعرف كيف نتعامل معهم،  وحديث علماء الغرب عن الطفل العنيد يدور حول الحفز السلبي، لدافع (السيطره )، وهو ما ستناوله ان شاء الله تعالى بالاضافه الى الحافز الغائب[1] عندهم وهو الحافز الاخروي وكيفيه استخدامه مع الطفل العنيد.

دافع السيطره عند الطفل العنيد
ان دافع السيطره لدى الطفل العنيد من اهم الدوافع التي لابد ان يحاول المربي ادارتها بمهاره ، فكما ذكرنا من قبل، يحتاج الطفل العنيد اكثر من غيره من الاطفال الى الشعور باداره المواقف والتحكم في الذات، ويسيئه جدا ان يتم سحب هذه الميزه منه، وهو يجاهد لكي يظل محافظا عليها لاطول فتره ممكنه ، وسيكون التركيز على الوسائل التي تستخدم هذا الدافع بصوره صحيحه لا تؤدي للاضرار بالطفل.

الدوافع الاخرويه :
هي الحاجه الملحه لان يكون للانسان قائد اعلى يتمثل في الدين والشرع، يقوده بعدل ورحمه في حياته لكي يشعر بالامان ويلجا للخالق الرازق عند الحاجه . ولكن كيف يبرز هذا الدافع في نفس الطفل وكيف نتمكن من توجيه الطفل من خلاله لاكتساب السلوكيات المطلوبه ؟ هذا ما سنعرفه من خلال البحث.
قد يقول قائل ان الحديث عن الغيب في مرحله الطفوله لا ياتي بنتائج، ويظنون ان الطفل لا يستوعب ذلك، ولكني اتعجب جدا من هذا القول، فان الثابت لدى علماء النفس ان الطفل واسع الخيال جدا، والخيال مهم لاستيعاب مفاهيم الغيب، ولذلك فنحن نرى ان البدء في الكلام عن الغيب يبدا من الصغر ويستوعب الطفل هذا الكلام ببساطه ويفهمه والتجربه خير دليل.
وسنستعرض في نقاط تقنيات تربويه مقترحه ونمزجها مزجا بما ينبغي ان يتحلى به المربي اثناء تطبيق التقنيات وكيف يتحلى بهذه المهارات، ويمكن للمربي ان يتخير ما يناسب شخصيته وشخصيه طفله وما يناسب الموقف، وسنعتني ان شاء الله باضافه امثله حيه

اعلان 3

* مهارات يحتاج اليها المربي في التعامل مع الطفل العنيد:
1-  الثقه في الله وحسن التوكل عليه والاستعانه به
هذا مما لا شك فيه ولا ريب، فكل شيء بيد الله والكون كله كان بكلمه الله، والقلوب اصابعها بيد الرحمن، وهدايه الخلق بمشيئته، فيجب على المربي ان يعتمد قلبه على ربه عز وجل مع الاخذ بالاسباب والاجتهاد في التوجيه بالاساليب الصحيحه فلو فقد الاعتامد على الله ضل، ولو فقه الاخذ بالاسباب كان كسولا بليدا متواكلا، وعلى المربي ان يلح في الدعاء ويفوض امره الى الله تعالى مستعينا به واثقا في رحمته بعبده الضعيف، متخليا عن ثقته في حوله وذكائه وقوته وحسن تصرفه موكلا الحول لله جل في علاه مرددا بلسان حاله ومقاله: لا حول لي ولا قوه الا بك يارب، النعمه منك واليك والتوفيق كله بيديك سبحانك لا رب ولا معبود لي الا انت.

2- التواصل العاطفي وتقدير الطفل:
مثل اي انسان طبيعي يحتاج الطفل، خاصه العنيد ، الى الاحتواء العاطفي من الكبار، كما يحتاج وبشده الى الحصول على جرعات عاليه من التقدير والتفهم، فان عدم التقدير والاحترام للطفل العنيد يزيد من ممارسته للضغوط الاستفزازيه التي يجيدها بمهاره ، ويمكن للمربي ان يذكر نفسه دائما باستخدام الالفاظ التشجيعيه بلا افراط او تفريط، لان الطفل العنيد ذكي جدا والمبالغه ستشعره بالمهانه وان هذا المربي يحاول ان يطبق تعليمات الكتاب!
غير انه قد يبدو للمربي ان الطفل العنيد لا يتاثر بكلماته ولا يوجد لها صدى لديه، وهذا غير صحيح، فالطفل العنيد يتاثر جدا بالكلمه الطيبه ، والمعامله الحسنه ، ويرتبط جدا بالمربي الذي يظهر له التقدير والاحترام ويظل صداها في قلبه حتى ولو لم يظهر اثر ذلك في الحال.
ومن الطف الوسائل التي يحصل بها المربي على نقاط لدى المتربي، هو مدحه بصوره عفويه كانه لا يقصد ان يسمعه، كان يكون المتربي في غرفته او منشغلا بشيء ما، فيتحدث المربي مع شخص اخر بمدح الطفل بصوت يسمعه بصوره عفويه غير مقصوده ، عندها تتحول اذن المتربي لرادار حساس ويلتقط كل ما يقال في شانه مع شعور بالزهو والسعاده والانفتاح العاطفي مع هذا المربي.
كذلك فان ملاحظه المربي للعمل الصغير الذي يقوم به الطفل، ومدح اي تطور او تغير ايجابي يظهر على سلوكه يعد من قبيل التواصل العاطفي الهام جدا بين المربي والمتربي.
مع التنبيه انه لا يصح من المربي ان يتلفظ بالفاظ نابيه او يتنقص من قدر المتربين، لان هذا يقطع حبال الود والاتصال العاطفي بينهم.

3- ضبط النفس
كما ذكرنا من قبل ، الطفل العنيد يبدو وكانه لا يتاثر بغضب الكبار ولا يفزعه صراخهم في وجهه، فما هي الا لحظات وتهدا نفسه ويتحدث كان شيئا لم يكن، وفي حين يستعر الكبار بنيران الغضب، نجد الطفل مبتسما ببراءه وكانه كان ياكل وجبه من الحلوى.
فالصدام مع هذا النوع من الشخصيات لا يسبب سوى الاحباط والشعور بالعجز لدى المربي، ومن ثم فالافضل ان يتمالك اعصابه، ورغم صعوبه هذا في الواقع الا انه بالاستعانه بالله تعالى، وبتفكير المربي ان هذا الطفل يريد استفزازه وانه سينتصر في معركه السيطره ، واداره هذا الحديث النفسي كان يحدث نفسه قائلا:”انني قادر باذن الله على السيطره على الموقف، انه طفل ذكي ويحتاج لمعامله خاصه “.
وبثقه المربي في اهميه ترك الصدام الا في الحالات التي يكون فيها مستعدا لذلك، فانه يتمكن من اداره الموقف باذن الله.
كذلك ينبغي ان يلاحظ المربي ان الطفل العنيد يتمكن من ملاحظه انخفاض طاقه المربي النفسيه فيزيد في الاستفزاز في الفترات التي يكون فيها المربي غير مستعد للمواجهه ، فعلى المربي في هذه الحاله ان يدعم نفسه من الداخل، بالدعاء وباليقين وبحديث النفس الايجابي، فيذكر نفسه انه قادر على اداره الموقف باذن الله تعالى، كذلك عليه الا يجعل المشاكل والاحباطات الشخصيه تؤثر عليه اثناء تفاعله مع الطفل.

4- الصبر والثقه :
ان التربيه بصفه عامه هي عمليه تفاعليه انسانيه وليست مجرد عمليه الكترونيه تتم بطريقه اليه ، لهذا فهي تحتاج للصبر والمثابره عليها وعدم تعجل النتائج، اما التعامل مع الطفل العنيد فهو يحتاج الى قناطير من الصبر وعدم تعجل النتائج باي صوره ، مع الثقه في الله ثم الثقه في استخدام التقنيات التي يختارها المربي والثبات عليها، ذلك ان الطفل العنيد سيقاوم عمليه انتقال السلطه الى المربي، وسيبدا الوضع يتفاقم في البدايه ، فيزداد العناد والضغط العاطفي والسلوك الاستفزازي، لكي يدفع المربي لفقدان اعصابه ومن ثم يعجز عن استكمال الخطه التربويه التي بداها وتعود السلطه للطفل.
في حين ان صبر المربي وتمالكه لاعصابه وثقته في قدرته على اداره الموقف يجعل الطفل يدرك حدوده وحجم سلطاته الحقيقيه .
ومن اهم الامور التي ينبغي للمربي ان يعلمها في هذا المقام ان الطفل في الواقع يحتاج للشعور بان الكبار يديرون الموقف، ويشعر بالامان اكثر بذلك، فيصبر المربي على الحزن والضيق الذي يظهر على الطفل في بدايه تطبيقه لتقنيات التربيه والتعامل مع العناد، وسيتفاجا المربي عندما يرى الطفل اكثر تفاعلا وسعاده واكثر قدره على التعاون من ذي قبل.

5-  توفير الوقت للعب مع الطفل:
ان علماء التربيه يجمعون اليوم على اهميه الالعاب بالنسبه للاطفال للمساعده في تنميه قدراتهم وحواسهم، والمشاركه مع الطفل العنيد في الالعاب لا تساهم فقط في تنميه وتوجيه ذكاء الطفل الحاد، بل كذلك تخلق نوعا من التفاعل الودي بين المربي والطفل، مما يجعل المربي اكثر قربا، ويجعل كلمته لها اهميه حيث يشعر الطفل عند استفزاز هذا المربي انه سيفقد ميزه هامه وهي علاقته مع هذا المربي.
ونوجه عنايه المربين لاختيار نوعيات الالعاب التي تنمي المهارات المختلفه ، فيختار العاب الفك والتركيب والعاب التكوين (البازل) والعاب الذاكره وامثال هذه الالعاب التي يشترك فيها اكثر من حاسه بحيث تثير اهتمام الطفل وتفرغ طاقاته السلبيه .
كذلك من المهم جدا ان يوفر المربي وقت يتابع فيه الطفل اثناء اللعب مظهرا اهتمامه بما يفعل مع التعليق بعبارات مشجعه تظهر تقدير المربي للطفل، ونشير الى ان مجرد ذكر المربي لما يفعله الصغير بصوت مثير مثلما يفعل معلقوا كره القدم ، يعد نوعا من التقدير الذي يسعد الطفل.

*  تقنيات التعامل مع الطفل العنيد:
1-  التوجيه بالقصه :
والتوجيه بالقصه من اهم اساليب التعامل مع الطفل العنيد، حيث يقف المربي جنبا الى جنب مع طفله في جهه واحده يتحدثون عن الصفه السيئه ويتحاورون بشانها دون صدام او تحد.
وخير ما يقصه المربي على الطفل، هو قصص الانبياء وسيره الرسول صلى الله عليه وسلم وبطولات الصحابه وتراجم علماء السلف، ففي تراثنا العديد ممن يقتدى بهم، وهذا يربط الطفل بدينه ويعزز لديه الانتماء، كذلك يكتسب من خلاله الصفات الصالحه التي تخلق بها هؤلاء الاكابر، كما يغرس فيه كراهيه الكفر والنفاق ومساوئ الاخلاق من خلال سياق القصه وجهاد هؤلاء مع الجاهلين والمعاندين.
ويحتاج المربي لاستخدام المؤثرات الصوتيه والتفاعل بالملامح وحركات الايدي ليزداد تاثيره في الطفل ويشد انتباهه، كذلك لابد ان يهتم بالوقت والمكان المناسب للسرد، واستخدام اساليب التشويق والاثاره .
كذلك يمكن للمربي الذي يتعامل مع اطفال الروضه ، ان يحول المشاكل اليوميه الى كنايات، فيجعل (الحصان) المهذب يتعامل مع (الذئب) الكذاب، وذكاء الطفل الحاد يجعله يعرف المقصود بالكنايه ، ولكنه يظهر ذلك بابتسامه ويتفعال بقوه مع المربي منتقدا تصرفات نفسه.
»  اثناء احتكاكي ببعض الاطفال، كنت استخدم اسلوب القصه بكثره ، وكنت ارى الابتسامه والمسارعه في استكمال القصه الكنايه باحداث الطفل نفسه اليوميه ، ثم اكتشفت ذات يوم احد الاطفال يتحدث مع صديق اخطا في حقه فقال له ساحكي لك قصه ، ثم بدا يسرد ما فعله الصديق بطريقه الكنايه ، ويساله اثناء القصه هل هذا الفعل صحيح؟؟
ونلاحظ ان هذا الاسلوب لا يوجه الطفل باسلوب غير مباشر فحسب، بل يمد جسور الموده بين الطفل والمربي، ويعد كذلك نوعا من المحفزات الايجابيه المغريه التي يمكن استخدام الحرمان منها كعقاب ، وهذا بعد ان يتذوقها الطفل ويعلم مقدار لذتها.

2- التحدث عن عالم الغيب والجنه والنار والملائكه والشيطان.
وهو اسلوب مهم جدا ، فالطفل يرسخ في ذهنه المفاهيم التي يتعلمها في الصغر، ولدينا مثال من واقع الحياه :
»      كنت اتعامل مع طفل في الخامسه من عمره اجمع الكل على عناده وتمرده، وفي لحظه من لحظات الهدوء والصفاء قصصت عليه ان لكل انسان ملك اليمين وملك الشمال هذا يكتب الحسنات وهذا يكتب السيئات، وانه يوم القيامه من كانت في صحيفته حسنات اكثر من السيئات دخل الجنه وجعلت اقص عليه ما في الجنه . وحكيت له قصه الشيطان وانه يوسوس للانسان ويدفع للخطا لكي يكتب له الملك السيئات الكثيره . ثم حدث بعد ذلك صدام بين الطفل ووالدته، ورفض الولد الطاعه ورفض الاعتذار، فهمست في اذنه الشيطان الان سعيد لانك ستاخذ سيئات، وفي الواقع لم اتوقع ان يكون رد الفعل بهذه السرعه ، ولكني رايت الولد يذهب مسرعا لامه ويعتذر! ثم عاد الي فخورا وقال: الان الشيطان يبكي؟؟ قلت له ان شاء الله، قال: وانا اخذت حسنات؟ قلت له ان شاء الله.
ولا يصح الالتفات الى اقوال علماء النفس ان الطفل لا يستوعب مسائل الغيب في السن الصغيره ، لان الطفل خياله خصب جدا ويمكنه ان يستوعب هذه الامور لا سيما انها موافقه للفطره .
كذلك فالحديث عن الشيطان ينقل العناد من مواجهه مع المربي الى مواجهه مع الشيطان وعناد معه وكيد له.

3- الخطط السلوكيه
وهي حفز الطفل بمقابل مادي، سواء عن طريق اعطائه نقاط او كوبونات او علامات صواب في ورقه عند عمل شيء حسن ، وسحب ذلك منه عند الخطا وفي النهايه ياخذ مقابل هذه النقاط التي جمعها جائزه معينه .
وهذا الاسلوب اذا تحتم استخدامه لابد ان يكون مؤقت وبحذر ،لانه قد يدفع الطفل لعدم فعل السلوك الطيب الا بمقابل ولا يجعله ينبع من داخله. بل يجعل الجائزه نصب عينه، فاذا حصل عليها ينتهي علاقته بالسلوك نفسه.
فلو جعلنا الجائزه هي الجنه ورضا الله ، والنقاط هي ما يكتبه ملك اليمين وما يكتبه ملك الشمال، مثلما في المساله السابقه لكان هذا في رايي افضل.
ولكن من الممكن ان يضع المربي ورقه فيها السلوك المرغوبه والمذمومه ويضع علامه صواب او خطا كلما سلك الطفل سلوكا، على ان يكون ذلك بلا مقابل محدد ومتفق عليه من قبل، بحيث يتحفز الطفل عندما يرى اهدافه الايجابيه نصب عينيه، ويضع امامها علامه تدل على انه نفذها.

4- اسلوب الحكم الثالث:
وهو ان يجعل المربي بينه وبين الطفل حكما ، وليس المقصود ان يحتكم الى شخص ثالث بل يتضح الامر بالمثال:
» يرفض الطفل بشده ان ينام في الموعد المحدد، وويتجاهل النداء ويقاوم ويفاوض ويحاول ان يحصل على اكبر قسط ممكن من وقت اللعب، ان مجرد الجدال مع الطفل او تكرار الامر مره بعد اخرى يعني ان الطفل انتصر وحصل بالفعل على ما يبتغي وهو البقاء فتره اطول خارج الفراش، ولكن عندما نجعل جرس المنبه حكما بين المربي والطفل بحيث ينبه المربي الطفل قبل موعد النوم بوقت كاف (ربع ساعه مثلا) انه عندما يصدر المنبه صوتا فهذا موعد النوم، وانني لو وجدتك قد انهيت جمع اغراضك قبل الموعد فسوف تحصل على 10 دقائق من اللعب قبل الذهاب للفراش، او ساقص عليك قصه ما قبل النوم. فاذا رفض الطفل عند الموعد ان يذهب للفراش فان المربي يحمله ويقول بصوت فيه اسف مفتعل، انه مضطر لذلك لانه حان الوقت .
الفرق بين مجرد حمل المربي لطفله مباشره وبين اسلوب الحكم الثالث هو ان المربي يخرج من دائره التحدي مع الطفل ولا يحمل له الطفل ضغينه بسبب اجباره على ذلك بشرط الا يظهر المربي اي نوع من الشماته او الغضب، بل الشعور الذي ينبغي ان يظهره هو الاسف لانه لايزال في جانب الطفل ولكن المتسبب في حرمان الطفل من وقت اللعب هو المنبه!
هناك تقنيه اخرى لاسلوب الحكم الثالث وهي التوجيه باستخدام الايات والاحاديث، ولكن ينبغي الا يستخدم هذا في سياق الحرمان والمنع خصوصا في السن المبكر ، ونضرب مثالا لذلك.
» قبل  ان يصدر من الطفل اي تصرف، وفي ساعه من ساعات الصفاء، يتحدث المربي مع الطفل عن حديث معين يشتمل على سلوك مرغوب فيه (اداب الطعام)، ثم يبدا المربي في محاوله تطبيقه مع الطفل خلال ساعات اليوم مرددا على الطفل انهما يفعلان هذا حبا لله ورسوله وطاعه لله ورسوله ورغبه فيما عند الله ورسوله…الخ، الميزه في هذا الاسلوب ان الطفل يرى بوضوح ان حكم الله ورسوله يخضع له هو والمربي معا، فالحكم لله تعالى والمربي يقف في صف واحد مع المتربي يطيعان امرا واحدا لرب واحد. فيسهل الانقياد، وهذا الاسلوب يعد توجيها ايضا للامتثال لله تعالى.

5- اكاديميه التعليم:
وهي من الاساليب المقترحه في الكتب التربويه الغربيه ، وملخصها كالاتي:
– يرفض المتربي الطاعه ، فيؤجل المربي عمليه التوجيه مع التلفظ بعباره من قبيل:” ارى انك لا تستطيع القيام بهذا العمل ولهذا انت تحتاج للتدرب على كيفيه ادائه”
– يختار المربي وقتا يناسبه ولا يناسب الطفل، كموعد مشاهده برنامج مهم، او موعد العاب الحاسب الالي، او موعد مقابلته لاصدقائه ..الخ
– يقول المربي (بكل حب واحترام) ، حان موعد التدريب، ثم يبدا في تعليم الطفل السلوك الذي سبق ورفض القيام به: الاكل بطريقه مهذبه ، جمع الالعاب في سله واحده ..الخ
– ويطلب المربي من الطفل تكرار العمل بالطريقه التي شرحها عدد معين من المرات يستغرق من نصف ساعه لساعه كامله .
– قد يرفض المتربي الطاعه ، وهنا ياتي وقت الحزم، بكل احترام يخبر المربي الطفل انه مضطر للقيام بهذا نظرا لان الطفل لم يستطع القيام بهذا النشاط
– قد يصر المتربي على الرفض، فيحق للمربي عندئذ ان يمسك بيده مجبرا اياه على الطاعه فاذا انصاع تركه يكمل النشاط
– لابد للمربي ان يكون متواجدا في كل مرحله ويتابع بنفسه التدريب مظهرا كامل راحته وتشجيعه للطفل، كما لابد الا يظهر استعجالا او رغبه في انهاء الموقف، لان الهدف هو التدريب والتعليم. كما يمكنه ان يكرر على مسامع الطفل اهميه هذا الفعل الذي يتدرب عليه.
ان عكوف الطفل على هذا النشاط الممل يجعله يفكر الف مره قبل ان يقرر رفض الطاعه ، لانه يعلم ان العاقبه هو التدريب! وفي نفس الوقت لا يثير هذا الاسلوب الضغائن او الاحقاد لانه يظهر المربي بصوره المشفق الحنون الذي يرغب في تعليمه ما لا يعرفه.

6- تتمه في تحديد السلوك السيء بوضوح
لابد ان يفهم المربي انه يحتاج في كل ما سبق ان يحدد السلوك المرفوض بوضوح وان يصفه بكلمات واضحه فلا يقول لطفله ( لا تفعل كذا، ولا تفعل هذا ) بل يقول بوضوح مثلا : ان رفع الصوت امام الوالدين خطا وسلوك سيء.
وربما لو بدا المربي بشرح السلوك السيء امام الطفل لصار الامر اسهل، لان الطفل قد يبدو احيانا عنيد في حين ان كل ماهنالك انه لم يفهم المطلوب منه بصوره دقيقه .
كذلك لابد ان يكون عدد السلوكيات المراد تعديلها لا يزيد عن ثلاث سلوكيات والا فمن الصعب جدا ان نغير كل سلوكيات الطفل دفعه واحده ! وهذا الامر مهم جدا في اسلوب الاكاديميه السابق، كذلك نحتاجه بصفه عامه كتقنيه في العمليه التربويه ، فان صراخ الاب او الام او المعلم في المتربين بقولهم مثلا: هذا خطا! او قولهم : لا تفعل (هذا ) مره اخرى ، يعد مبهما غير واضح فيفكر الطفل :ما هو الخطا في سلوكي؟ ومن ثم عدم التوضيح يجعله يقدم على نفس الاخطاء ساء بحجه ان الامر غير واضح (نوع من الذكاء) او سواء لانه فعلا الطفل لم يفهم ما هو الخطا.
وهناك رد فعل اخر وهو اهتزاز شخصيه الطفل، فهو يخشى العقاب ويخشى صراخ المربي، وفي نفس الوقت لا يعرف ما الذي يغضبه وما الذي يرضيه، فتجده يسال عن اشياء بديهيه ويتردد في فعل امور لا ينبغي ان يتردد في فعلها فتتكون لدينا شخصيات مهزوزه تحتاج دائما لمن يقودها في الحياه والا شعرت بالضياع وعدم الامان.

7- تحمل العواقب[2]
لابد ان يترك المربي مساحه للطفل يتحمل فيها عواقب ارائه وافعاله، فالطفل الذي يصر على الخروج حافي القدمين ليمشي بها على الارض ذات الحراره المرتفعه ، لا تجادل معه كثيرا بل اتركه يفعل ما يريد، وعندما يبكي الطفل بسبب هذا الالم في قدميه، لا تؤنبه ولا تشمت فيه وتردد على مسامعه :”ارايت الم اقل لك ..الخ” بل تجاوب معه عاطفيا واحتويه بين ذراعيك مظهرا الاسف المفتعل واساله في حيره مفتعله ماذا نفعل الان؟؟ من اين ناتي بالحذاء؟؟ هذا الاسف المفتعل يحصر الصراع بين الطفل وبين الالم، في حين  ان الغضب سيجعله يزداد عنادا ويكابر في اظهار شعوره بالالم. وهكذا يتعلم ان يتحمل نتيجه قراراته فمثل هذا الطفل سيفكر الف مره قبل ان يقدم على تلك الافعال. وهذه العواقب الطبيعيه خير معلم للطفل، وهي افضل من محاضرات الاقناع الممله التي يحاول فيها الاب او الام ان يقنعا الطفل بارتداء حذائه، وافضل كذلك من اجباره على ارتداء الحذاء حيث انه سيخلعه عند اول فرصه ! ولكن هذا الالم الذي يشعر به في قدمه سيعلمه ان يرتدي الحذاء بكامل ارادته.
»      ان الطفل الذي اعتاد ان يضرب راسه بالحائط او يلقي العابه الغاليه الثمن ارضا، يدرك تماما ان الوالدين لن يحتملا هذا الموقف وسيسارعان بمحاوله اسكاته باي ثمن. في حين ان ترك المربي للمتربي يخبط الارض كما يشاء ، سيجعل الطفل يشعر بالالم من الصدمه بالارض او الحائط او حتى الالم من كثره البكاء ومن ثم، سيسكت وحده! وكسر الطفل لالعابه لابد ان يتحمله هو وحده ولا يتم استبدال اللعب التي كسرت عمدا باخرى، ولا يصح ان يظهر المربي الغضب او الضيق او الشماته ،بل يظهر المربي الاسف على فوات حظ المربي من هذه الالعاب الثمينه !

8-  محاضره ممله !!
وهذا الاسلوب يناسب المراهق والطفل الكبير نسبيا، فاذا اكتشف المربي سلوكا سيئا من المتربي (التدخين، القياده السريعه ، السرقه ..الخ) فيطلب من المتربي بهدوء واهتمام عمل بحث عن اخطار هذا الفعل او يجبر على حضور محاضره عامه عن مساوئ هذا الفعل، ان الملل الذي يشعر به الطفل اثناء هذه المحاضره او البحث، قد يكون حافزا له على عدم العوده له لكيلا يحصل على قسط اخر من الملل. ونلاحظ هذه المحاضره الممله ليست قبل الفعل ، بل هي عاقبه للفعل، فالعباره التي نستخدمها عندما يصدر من المتربي سلوكا سيئا هي عباره اسفه على انه لم يستوعب ان هذا السلوك خطا، وان المربي يرى ببساطه انه بحاجه لان يتعلم فيتم عمل هذه المحاضره الممله سواء عن طريق تكليف بالبحث او عن طريق سماع كلام تقليدي ممل عن اخطار هذا السلوك. هذا الكلام ليس فيه تانيب ولا تبكيت ولا شيء من هذا ولكنه مجرد كلام  ممل مكرر، ولابد ان يظهر المربي ان هذا لمصلحه المتربي، ولان الطفل العنيد يرى دائما انه هو فقط من يعرف مصلحه نفسه فسيختار مباشره الا يسمع المحاضره مره اخرى وذلك عن طريق الكف عن السلوك الذي يؤدي اليها ويكون ذلك بارادته الخالصه .

9- الوقت المستقطع
وهي تقنيه اخرى من تقنيات كتب التربيه الغربيه ، وهو ان يتم عزل الطفل في مكان معين مخصص لهذا (كرسي )، ولا نحتاج للتنبيه على ان هذا المكان لا يكون ممتع كان يكون امام جهاز التلفاز مثلا، بل يكون في موضع لا بعيد عن عين المربي ولا قريب من العاب وواسائل التسليه .
ويكون وقت العزل يساوي دقيقه لكل عام، فالطفل ذو الخمس سنوات يتم عزله 5 دقائق على الاقل
وهذه التقنيه نحتاج اليها عند ثوره الطفل بحيث يجلس في هذا المكان حتى يهدا ويكون مستعدا للنقاش والكلام باسلوب مهذب.
فاذا ما عاد بعد العزل بنفس الغضب والثوره يتم ارجاعه مره اخرى حتى يهدا تماما ويكون مستعدا للنقاش.
بعد توجيه الطفل والنقاش بصوره هادئه ، يمكن للمربي ان يظهر عواطف الود للطفل باسلوب لطيف.

10- الطاعه الموجهه
عندما يامر المربي المتربي بامر ما فيتجاهله الطفل رغم انه سمع وفهم، فيتحرك المربي فورا ويكرر الامر وهو يوجه الطفل بدنيا للتنفيذ. وهذا ينفع مع الاطفال دون العاشره حتى لا يتحول الامر الى شجار بين المربي والمتربي فيفقد المربي هيبته.
فيامر المربي الطفل امرا، فاذا لم ينفذ في خلال خمس ثوان يتحرك ناحيته دون ان يهدد او يبدا بالعد كما نفعل عاده ، ويكرر الامر بنفس النبره وهو ياخذ يد الطفل لكي يحضر ما طلبه منه مثلا.
ان رغبه الطفل في السيطره على حركاته ستدفعه مع تكرار هذا الاسلوب الى المسارعه بالتنفيذ لكي لا يفقد سيطرته على حركته، ولكي لا يسمح للمربي باجباره على العمل.

11- السماح بالاختيارات المقيده
وهي تقنيه لطيفه تعتمد على اشعار المتربي بانه ((يختار)) وانه سيتحمل اختياراته، فعند الخروج تسمح له الام بختيار ملابسه مع تحديد مجال الاختيار (تخير هذا القميص او ذلك، اتفضل ارتداء هذا السروال ام هذا ؟) وهكذا في كل المجالات التي يمكن للام ان تترك فيها مساحه من الحريه للطفل ليختار بنفسه، هذا الاسلوب لا يساعد فقط على تقليل العناد ولكن ايضا يساعد الطفل على تنميه شخصيته وان يكون مسئولا.
ويتم تحديد وقت بسيط للاختيار على الا يكون اللفظ مبهما (فلا يقال تخير سريعا ولكن تخير قبل ان تصل عقارب الساعه الى رقم كذا ، او قبل ان يرن المنبه ..الخ) في حاله تلكؤ الطفل في الاختيار تقوم الام بالاختيار بنفسها، فاذا اظهر الطفل الغضب تقول له الام ببساطه وباسف، لقد كانت امامك الفرصه للاختيار!
هكذا يتعلم الطفل الانضباط وانه اذا تلكا سيحرم من فرصته في (السيطره والاختيار).
كذلك هذا الاسلوب يعد ناجحا جدا مع الطفل المجادل، فعندما ترفض الام طلب طفلها بان ياخذ الحلوى قبل الطعام مثلا، فيظل يجادل ويفاوض على الامل تراجعها ، فليس عليها عندئذ بين ان تخيره بان يجلس معها في الغرفه ولا يتحدث في هذا الامر، وبين ان يختار الخروج من الغرفه لاي مكان بالمنزل.
سيحاول اطفل عندها ان يستمر في الحديث، فتظهر له الاسف وتقول له اذا عليك ان تختار بين الخروج من الغرفه وبين الجلوس في (مكان العقاب) ، فاذا استمر الطفل ، تقول له بحزم : انها ترى عجزه عن الاختيار وبالتالي فهي (مضطره لان تختار له) وتاخذه ليجلس في المكان المخصص للعقاب.
مع استمرار هذا الاسلوب سنجد ان الطفل سيختار الفعل الصحيح من بدايه الحوار لانه يعرف انه سيفقد فرصته في السيطره والاختيار اذا ما تمادى في العناد.
ففي البدايه كان الطفل يعرف ان العناد يعني انه سيحصل على ما يريد، ولكن بممارسه بعض هذه التقنيات في المواقف المناسبه يفهم الطفل بوضوح ان العناد يساوي فقدان السيطره والقدره على الاختيار والانتقاء فيختار بكامل ارادته ان يتصرف التصرف الصحيح.

خاتمه
وكان هذا البحث القليل غيض من فيض، ومحاوله للاختصار بلا اخلال لبعض تقنيات التعامل مع الطفل العنيد، ولكن ما يجب ان نلاحظه هو ان التربيه تحتاج لوقت وجهد وبذل. فاذا كان المربي لا يريد ان يبذل من وقته وجهده وماله ايضا لكي يوجه اولاده ويربيهم فلن يرى نتيجه مرضيه .
ونسال الله ان يعيننا على تربيه اولادنا ويجعلهم قره اعين لنا في الدنيا والاخره
ونختم بقوله صلى الله عليه وسلم: كلكم راع فمسئول عن رعيته” متفق عليه.

المراجع:
1- القران الكريم
2- موقع الدرر السنيه (الموسوعه الحديثيه )
3- مقالات من موقع صيد الفوائد
4- مقالات من موقع الالوكه
5- “حاول ان تروضني” من اصدارات جرير
6- “اطفال جيدون صعبو الطباع ” من اصدارات جرير
7- 50 قصه تحكيها لطفلك –د. عبد الله محمد عبد المعطي ، ود. سيد عبد العزيز الجندي
8- التربيه الذكيه بدون صراخ بدون ضرب – اصدارات دار الفراشه
9- 150 طريقه لتنميه ذكاء الطفل – اصدارات دار الفراشه
10- كيف نربي ابناءنا بالحب
11- محارورات علميه مع بعض المستشارات في موقع الالوكه ، وفي مدرسه الرياحين.
12- ابحاث خاصه بفريق عمل موقع اكاديميه الطفل الشرعيه
13- حلول عمليه للمشكلات اليوميه اصدارات دار الفراشه .

——————————–
[1] نقول الحافز الغائب ولا نقول الدافع الغائب عندهم لان كل انسان يوجد في داخله الدافع الاخروي ولكنهم يجهلونه او يتجاهلونه لهذا يكثر فيهم المرض النفسي ويفشو ولا يعلمون ان العنايه بهذا الدافع ،واشباعه وتحفيزه دائما لكي يبرز للسطح ويسيطر على سائر الدوافع تعتبر من اهم اسباب التوازن النفسي، فانه باشباع هذا الدافع يحصل المرء على الامان والراحه قال تعالى: {بذكر الله الا بذكر الله تطمئن القلوب} [الرعد : 28]
[2] الامثله بتصرف يسير من كتاب “حاول ان تروضني” راي ليفي وبيل اوهانلون – مكتبه جرير

السابق
طريقة عمل كبدة مشويه
التالي
طريقة عمل العجينه السريعه