افضل مقالات مفيدة بالصور مواضيع جميلة

تخلص الابناء من الاباء

تخلص الابناء من الاباء 20161009 787

تخلص الابناء من الاباء

تخلص الابناء من الاباء 20161009 787

متاعب الابناء من متاعب الاباء .. ؟؟

ما اكثر الحالات التي تمتلئ بها عيادات الاطباء النفسانيين لاطفال يعانون من اضطرابات عصبيه او عقد نفسيه او ياتون بتصرفات شاذه ، واعمال غير طبيعيه .. اطفال منطوون على انفسهم لا يحبون الاختلاط باحد واطفال مصابون بالخجل.. واطفال اعتادوا ان “ياخذوا” ما ليس لهم، واطفال يبكون ويصرخون بلا سبب، واطفال يخافون الظلام.. الى غير ذلك من اعراض ظاهره وغير ظاهره مما تسبب قلقا للاباء الذين يحارون في تفسيرها ومعرفه دوافعها واسبابها..
ترى ما اسباب هذه الظواهر غير المالوفه التي تصيب الاطفال وتكبر معهم ويستفحل خطرها؟
– الام هي السبب:
يقول الدكتور فرديناند لندبرج (Dr. Ferdinand Lundberg) والدكتور فارنهام (Farnham) مؤلفا كتاب “المراه الحديثه “. ان الام هي السبب الاساسي في تلك المتاعب التي يعاني منها الاطفال.. فالحقيقه التي لا يختلف عليها شخصان هي ان معظم هذه الحالات الشاذه تولد وتنمو وتتطور في البيت!
فتصرفات الام ازاء ابنائها، وطريقه ترجمتها لمشاعرها، وكيفيه معالجتها لمشاكلهم.. كل هذا يؤثر تاثيرا مباشرا في نفسيه الطفل الصغير وفي تطور شخصيته ومسلكه واسلوبه في معاملته لاخوته واصدقائه وزملائه وفي نظرته للحياه نفسها.
– اربعه انواع من الامهات:
وهناك انواع عديده من الامهات.. هناك الام التي تلفظ طفلها لسبب او لاخر، كان تكون قد ولدته في وقت لم تكن الاسره في وضع مادي واجتماعي يسمح لها باستقباله، او لان وصوله حرمها من مواصله عملها الذي كانت ترتزق منه لتعاون زوجها في تحمل مسؤوليات الحياه ، فتهمل طفلها وتبعده عنها، وقد يتطور شعورها هذا مع الزمن الى كراهيه ..
ومثل هذه الام تفعل ما تفعل دون ادراك منها لحقيقه مشاعرها، وانعكاس تلك المشاعر على مسلكها ازاء طفلها.. ولو ان كل تصرفاتها تحمل معنى هذه الكراهيه .. فهي دائمه الشكوى منه، ثم هي لا تشعر بالسعاده التي تشعر بها اي ام اخرى لاي عمل او ايه حركه ياتي بها طفلها.. ان كل حركاته وتصرفاته تثير الضجر في نفسها وتغضبها.
– بكاء وصراخ وفشل:
ترى ماذا يكون مصير هذا الطفل المسكين؟ انه يصبح فريسه لشتى المشاعر التي تؤرقه وتعذب نفسه الصغيره .. فهو يشعر بانه غير مرغوب فيه، فقد افتقد الحب والحنان اللذين يحتاج اليهما كل طفل في سنه، ويحاول بوسائله المحدوده ان يثير العطف عليه، فلا يكاد يرى امه او احدا من اخوته، اذا كان له اخوه ، حتى يرفع صوته بالبكاء!
وكثيرا ما نجده يستيقظ من نومه في الليل خائفا مذعورا بعد ان ينطفئ النور ويغرق البيت في الظلام، او يصرح فزعا اذا ترك وحده في غرفته لينام!
واذا كبر هذا الطفل، تحول خوفه الى فشل، فنراه يخشى كل شيء، ويخاف من كل محاوله ، وتكون النتيجه ان يشب وقد تملكه شعور غريب بان العالم كله يضطهده، وان الناس يناصبونه العداء، فيتملكه الياس، ويكره نفسه، ويكره الحياه ذاتها!
– الام القلقه على اطفالها:
وعلى النقيض من هذه الام، نجد تلك التي تبالغ في شعورها بالقلق على اطفالها، فتوحي لكل من يلقاها بانها تضحي بنفسها من اجلهم.. فهي تهتم بكل صغيره وكبيره في حياتهم.. وهي دائمه القلق على صحتهم، حريصه كل الحرص على الا يصيبهم مكروه، او ينال منهم مرض من تلك الامراض والميكروبات التي تتخيل وجودها في كل شيء وفي كل مكان.. انها تحاول دائما ان تكون درعهم الواقيه ضد اي خطر منظور وغير منظور في البيت او في المدرسه .. فاذا تاخر احدهم عن موعد عودته الى البيت طار صوابها، وراحت تضرب اخماسا في اسداس، وقد استبدت بها الهواجس، وخامرتها الشكوك والاوهام.
– الرغبه في السيطره :
ومثل هذه الام تتصور انها تمثل قمه التضحيه ، وتعتبر نفسها مثاليه ، ولكن الدكتوره هيلين دويتش (Helen Deutch) مؤلفه كتاب “سيكولوجيه النساء” ترى رايا اخر، فهي تقول ان الام التي تبالغ في رعايه اطفالها وحمايتهم، انما تفعل ذلك بدافع الرغبه التي تسيطر عليها بامتلاكهم.. فهي تريدهم ان يتعلقوا بها.. ان يشعروا بانهم لن يستطيعوا الحياه قط بعيدا عنها.. وهي تفعل ذلك بدافع الغريزه دون ان تدرك انها بعملها هذا قد تقضي على شخصيتهم، وقد تقتل فيهم تلك النزعه التي تراودهم بالجنوح الى الاستقلال على الاسره وبدء حياه طبيعيه في بيت الزوجيه متى كبروا وبلغوا سن الشباب.
وتكون النتيجه في النهايه ان يعجز هؤلاء الابناء عن مواجهه مشاكل الحياه عندما تكون لهم حياه خاصه بهم وحدهم بعيدا عن الام وعن بيت الاسره الذي نشاوا فيه. وكم من شبان وفتيات رايناهم يتعلقون بابائهم حتى بعد الزواج.
– سيطره مباشره :
على ان هناك من الامهات من يفرضن سيطرتهن بصوره مباشره على اطفالهن وهؤلاء قلما يلجان الى اسلوب البذل والتضحيه في سبيل بلوغ هذا الهدف في النهايه ، فمثل هذه الام تفرض شخصيتها على اطفالها منذ اللحظه الاولى التي يعون فيها معنى الحياه ، فهي تجعل منهم عرائس صغيره تحركها من حولها كيفما شاءت وقتما شاءت..
وتقول الدكتوره هيلين ان هذه الام غالبا ما تغلب عليها طبائع الرجوله .. وقد يكون موقفها هذا من ابنائها وطريقه معاملتها لهم، هو نفس موقفها من زوجها.. فهي التي تلبس البنطلون في البيت، وهي التي تمسك العصا، وهي صاحبه الكلمه الاولى والاخيره في كل امر وفي كل مشكله تواجه الاسره . انها تضع يدها على كل شيء، ولا يمكن لاحد ان يتصرف في شيء الا باذنها..
وغالبا ما تكون هذه الام قد تاثرت بشخصيه امها هي، فتفعل اليوم ما فعلته امها معها ومع اخوتها بالامس!
– من اجل الام:
وفي كثير من الاحيان، نجد ان هذه الام المسيطره تنزع الى الحصول على وظيفه اخرى خارج البيت الى جانب وظيفتها كام.. فاذا لم تكن مؤهله للعمل، وجدناها تحاول تحقيق رغباتها وبلوغ مطامعها عن طريق الابناء، فهي تدفعهم دفعا الى العمل والى الكفاح من اجل الوصول الى هدفها هي.. وكثيرا ما يكون طموحها سببا في اقدامهم على القيام باعمال تفوق طاقتهم وقدراتهم، من اجل ارضاء هذه الام التي تقف لهم بالمرصاد، ولا ترضى بغير النجاح بديلا.. وتكون النتيجه التي لا مفر منها ان ينتقل الابناء من فشل الى فشل!
– الشعور بخيبه الامل:
ثم هناك الام التي تشعر بخيبه امل دائمه ، لا بسبب فشل الابناء في حياتهم الدراسيه او العمليه ، ولكن بسبب عدم الاستقرار العاطفي الذي تعاني منه الام نفسها..
ومثل هذه الام غالبا ما تكون غير موفقه وغير سعيده في حياتها الزوجيه . ومن اجل هذا نجدها تنظر الى طفلها ثمره هذا الزواج، نظرتها الى زوجها الذي لم تعد تشعر نحوه بايه عاطفه .. انها لا تحب زوجها لسبب ما، كان يكون زواجها به قد تم رغم ارادتها، او لانه يقسو في معاملته لها، او لانها قد اكتشفت بعد الزواج، انها تعاشر رجلا في مثل سن ابيها، الى غير ذلك من اسباب..
هذا الطفل، كيف يكون حاله؟ ان شعوره بكراهيه امه المتزايده له، يجعله تعسا عصبيا يثور ويبكي لاي سبب ولاتفه سبب، وتتطور هذه التعاسه ، فنجده يهرب من البيت باحثا عن الحب الذي افتقده وعن السعاده التي لم يشعر بها يوما في حياته.. فاذا كان مازال صبيا صغيرا، رايناه يكثر من التردد على بيوت زملائه من ابناء الجيران.. وكثيرا ما تتوطد صداقته بهم نتيجه عطف اصدقائه وذويهم عليه.
فاذا كبر بحث عن الحب، ولكن في اماكن اخرى، وقد ينتهي به المطاف الى احضان الغانيات وبائعات الهوى.
– الام الطبيعيه :
من هي الام الطبيعيه اذن؟ انها على النقيض من كل هؤلاء الامهات.. انها امراه واعيه ناضجه عاقله ، هادئه ، تحسن التصرف، وتعرف كيف تعامل طفلها في مختلف مراحل حياته.. فهي تحيا حياه طبيعيه ، مليئه باسباب الاستقرار، لانها زوجه سعيده ، تبادل زوجها حبا بحب، فهي اذن ليست في حاجه لان تعوض نفسها عن الفشل العاطفي عن طريق السيطره على اطفالها او اعطائهم الحب الذي حرمت منه.
انها لا تهمل اطفالها، ولا تلفظهم لانهم سبب سعادتها ووجودها.. ثم هي ايضا لا تعاني من اي صراع يعتمل داخل نفسها، ويؤثر بالتالي على مسلكها من اطفالها وتصرفاتها حيالهم.. انها لا تشعر مثلا انه كان من الممكن ان تعيش حياه افضل لو انها تزوجت رجلا اخر غير زوجها الحالي، ولا تشعر انه كان من الممكن ان تكون اسعد حالا لو انها بقيت بلا زواج.
– قناعه وسعاده :
انها لا تاسف لاضطرارها الى ترك وظيفتها خارج البيت، لتتفرغ لوظيفتها الاولى كام في بيتها..
وباختصار، هي تلك التي لا ترضى بحياتها وواقعها فحسب، بل وتنعم بهذا الواقع وتجد في كل لحظه من لحظات حياتها متعه ما بعدها متعه .. ولانها سعيده في حياتها نجدها تشعر بسعاده اكبر عندما ترى اطفالها يملاون البيت من حولها، لانهم جزء لا يتجزا من هذه الحياه .
وكل ام تستطيع ان تكون هذه الام، اذا عرفت كيف تتخلص من متاعبها، ومن المشاعر التي تتملكها وتجعل منها امراه لا تصلح للقيام بدور الامومه .
فكثير من الامهات يتصورن ان امومتهن وحدها كفيله بان تجعلهن قادرات على القيام بهذه المسؤوليه الضخمه .. مسؤوليه تربيه الاطفال وتنشئتهم. وهذا تصور خاطئ من اساسه.. واكبر دليل على ذلك، تلك الحالات العديده التي تمتلئ بها عيادات الاطباء النفسانيين، ومحاكم الاحداث، ومستشفيات الامراض العصبيه .. حالات هؤلاء الابناء المنحرفين الذين يسرقون، ويدمنون الخمر، ويرتكبون الجرائم في بعض الاحيان.
ان مسؤوليه المراه الاولى، عندما تصبح اما، هي ان تبحث داخل نفسها عن مواطن الاضطرابات، ايا كان سببها ونوعها، فتخلص نفسها منها لكي تخلص ابناءها من خطر الانحراف والتشرد والفشل في الحياه .

اعلان 3

 

السابق
اطباق بالكفتة بالصور
التالي
صور احذيه وحقائب