قصة الشاب الحسود



جلس شاب فقد و ظيفتة و يبلغ من العمر 26 عاما فمقهي يقع و سط احد الاسواق ، و بدا بمشاهدة السيارات التي تذهب و تجيء و هو يردد نفس الكلمة بصوت عال : ” اة لو كانت هذة لى و ليست لصاحبها ، انا فهيم و ذكى و هو لا يستحقها”.


مر اليوم الاول .. و الثاني .. و الثالث و الشاب يجلس فالسوق و يردد نفس الكلام ، كلما مر موظف قال يجب ان اكون مكانة ، و كلما مرت سيارة قال يجب ان تكون هذة لى ، و كلما راي شخصا بثياب رائعة قال هى احلى لو كانت علي.

طال الزمن .. فمر اسبوع و اسبوعان و ثلاثة و لم يبحث الشاب عن و ظيفة و اكتفي بحسد الناس يوميا من ذات المقهي ، و كان هنالك رجل عجوز يجلس غير بعيد عنة و يهز راسة كلما ردد ذلك الشاب كلامة السلبي، فالبداية لم يكن ينتبة له الشاب الحسود لهز راس العجوز مع كلماتة ، لكن بعد ايام انتبة له و بدا ينظر الية بنظرات غضب لانة شعر بهز راس العجوز نوعا من السخرية .


وفى نهاية الثلاثة اسابيع ؛ قرر الشاب ان يري لماذا يقوم الرجل العجوز بهذا الفعل ، فذهب الية و قال له : ” يا ذلك … لماذا تهز براسك سخرية مني؟”.


فرفع راسة العجوز الية و قال له : ” تعلم الاحترام فالخطاب فانا عمرى 65 عاما”.


شعر الشاب بنوع من الخجل و قال له : ” اعتذر ، لكن لماذا هز الراس بهذة الكيفية ؟”.


ابتسم العجوز و قال له : ” لا اسخر منك لكنك تذكرنى بشبابى ، فقبل 30 عاما بالضبط جئت الي ذلك المقهي و كان الوحيد فهذا السوق، و قلت نفس كلامك و رددتة دوما قائلا انا اروع … كبر السوق و اتسع و ما زلت فمكانى اؤمن اننى اروع و ان الناس لا يستحقون شيئا ”


الشاب : “اذن؟”

العجوز : ” لم اعد اقوي علي الكلام بشكل مستمر و ارفع صوتي، لكن الحمدللة انك جئت هنا فتردد ما ارددة منذ 30 عاما و بالتالي انا اهز راسى علي كلامك لاقنع نفسى اننى اقولة فما زلت اري نفسى الافضل”.


صعق الشاب من الكلام و عرف ان الحسد اسوا صفات البشرية فهو لا ياتى بخير لصاحبة ابدا ، و عرف انه لو و قع فشباك السلبية لجلس هنالك 30 عاما كهذا العجوز يردد نفس الكلام و لكنة يغير من الواقع شيئا.


يقول جورج هيغل : ” الحسد اغبى الرذائل علي الاطلاق، فانة لا يعود علي صاحبة باية فوائد .”


قصة الشاب الحسود