كيف احقق احلامى طارق الحبيب
د. طارق الحبيب
لا تقتصر براعة الحديث علي اسلوب الكلام و جودة محتواه.. بل ان حسن الاصغاء يعد فنا من فنون الحوار، و كم تحدث اناس و هم لا يريدون الذي يحاورهم، بل يريدون الذي يصغى اليهم كى يبوحوا بما فصدورهم.!
وبراعة الاستماع تكون ب: الاذن، و طرف العين، و حضور القلب، و اشراقة الوجه، و عدم الانشغال بتحضير الرد، متحفزا متوثبا منتظرا تمام حديث صاحبك..!
وتذكر انك لن تستطيع ان تفهم حقيقة مراد محاورك ما لم تكن راغبا بجدية فالانصات الي حديثه.. كما ان معرفتك بحديث المتكلم لا تغنيك عن الاستماع.. و ربما روت كتب السيرة ان شابا قام فتكلم فمجلس عطاء بن ابى رباح؛ فانصت له كانة يسمع جديدة لاول مرة ، فلما انتهي الشاب و انصرف تعجب الحاضرون من عطاء، فقال: و الله انى لاعلم الذي قالة قبل ان يولد..!
من لى بانسان اذا خاصمتة *** و جهلت كان الحلم رد جوابه
وتراة يصغى للحديث بسمعة *** و بقلبة و لعلة ادري به..!
والاصغاء الجيد ابلغ ما يصبح اثرة فالمقابلة الاولى، و فاللقاءات العابرة ؛ للاثر الطيب لمثل هذة اللقاءات فالنفوس؛ و لان الحوار بها يصبح عاما لا يستدعى مداخلة فاكثر الاحيان، و بها يتشكل انطباع جميع فرد عن الاخر.. و كم اثني الناس علي حسن حوار فلان مع انه يطيل الصمت..!
قال بعض الحكماء: “صمتك حتي تستنطق، احلى من نطقك حتي تسكت”.
