اسباب التدخين
رغم الجهود الحثيثة التي تبذلها الحكومات و مؤسسات المجتمع المدنى المعنية بصحة الانسان و المحافظة علي البيئة ، و الرامية الي توعية الافراد من مختلف الفئات و الاعمار بالاضرار الصحية و الاقتصادية الجسيمة التي ممكن للتدخين ان يتسبب فيها، و ما ممكن ان يؤدى التدخين الية من امراض خطيرة و مميتة ، الا اننا لا نزال نلمس تفاقم ظاهرة التدخين فمجتمعاتنا و تزايد اعداد المدخنين من مختلف الاعمار و الفئات بين الجنسين ذكورا و اناثا.
وقد يتساءل البعض عن الاسباب الكامنة و راء ممارسة عادة التدخين الخبيثة ، و الاصرار علي عدم الاقلاع عن التدخين، رغم ادراك الجميع لاضرار التدخين و معاناتهم الشخصية من اثار التدخين السلبية علي الصحة و البيئة علي حد سواء. و لعل ابرز الاسباب التي ممكن ذكرها فهذا الصدد، تقليد الابناء لابائهم المدخنين؛ اذ يري الكثير من الباحثين ان نسبة كبار من المدخنين ربما اكتسبوا هذة العادة من ابائهم.
كما ممكن ان يصبح القرين او الصديق المدخن سببا رئيسا فاكتساب الفرد لعادة التدخين السيئة ؛ اذ يميل الافراد الي تقليد اقرانهم و اصدقائهم فالكثير من التصرفات، و من هذا التدخين.
بالاضافة الي ما تقدم، فان التساهل فتطبيق القوانين الناظمة للاتجار بالسلع ذات العلاقة بالتدخين، كالسجاير و التبغ و غيرها، ممكن ان يسهل الحصول علي الدخان، خاصة من فئة المراهقين و صغيرة السن؛ و هى الفئة المرشحة اكثر من غيرها للسقوط ففخ عادة التدخين القبيحة . يضاف الي هذا عدم و جود قوانين رادعة للحد من التدخين فالاماكن العامة كالجامعات و المدارس و مراكز التسوق و وسائط النقل و غيرها.
ومن الاسباب الجديرة بالذكرايضا، ان العديد من المراهقين الذكور يعتقدون ان التدخين هو صفة من صفات الرجولة ؛ بل ان البعض منهم يعتقد ان رجولتة لن تكتمل الا بممارسة عادة التدخين!! كما ربما تري بعض المدخنات الاناث ان التدخين هو مظهر من مظاهر التعبير عن الحرية الشخصية ، و صورة من صورالتحضر، و خاصة عندما يخرجن فالاماكن العامة اوالحفلات و المناسبات الاجتماعية !!
وقد يدعى فريق ممن ابتلوا بهذة الافة الخطيرة ان التدخين يساعد فانجاز الاعمال التي تستدعى قدرا كبيرا من التركيزالذهني؛ كالكتابة و الاتيف و المذاكرة و الرسم و التلحين و غيرها.فيما ربما يدعى اخرون ان التدخين يساعد فالتخفيف من ضغط المشكلات التي ربما يواجهونها؛ اذ يري هؤلاء ان التدخين هو اسلوب للتنفيس عن مكنونات النفس او الكبت و المعاناة جراء موقف مزعج الم بهم!!
تلك بعض سبب ممارسة الكثير من الافراد لعادة التدخين التي تؤكد كافة الدراسات العلمية علي خطورت التدخين و اثارة السلبية سواء علي الصحة او الاقتصاد او البيئة . و امام ظاهرة التدخين الخطيرة فاننا جميعا افرادا و مؤسسات و حكومات مدعوون اليوم للوقوف صفا و احدا للتصدى لعادة التدخين المقيتة و محاربتها دون هوادة ، بكل ما اوتينا من و سائل النصح و الارشاد و التوعية و سن القوانين و تفعيلها، للحد من اثار التدخين المدمرة و تداعياتها الخطيرة علي النفس و المال و المجتمع لكى ننعم جميعا ببيئة نظيفة خالية من التدخين بكافة اشكاله.
